كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير نشرته أمس، أن الجيش السوداني ارتكب جرائم “فظيعة وصادمة” بحق المدنيين في مدينة ود مدني، عقب دخوله للمدينة الأيام الماضية. ووفقاً للتقرير، أظهرت مقاطع الفيديو العنف الانتقامي الذي مارسته القوات المسلحة السودانية ضد المدنيين، حيث غمرت طرق المدينة بالجثث، وأغرقتها بالدماء.
وذكرت الصحيفة أن من بين الفظائع التي وثقتها، كانت مشاهد لجنود أجبروا رجلاً على إدخال حبل في فمه ثم ألقوه من فوق جسر قبل أن يطلقوا عليه النار. كما تناولت الصحيفة مشاهد أخرى لشباب سقطوا قتلى، مكومين في أكوام على الطرق، وآخرين تعرضوا للذبح.
ورغم انقطاع الاتصالات في ود مدني وصعوبة التحقق من مجريات الأحداث بشكل كامل، أفاد سكان فارون من المدينة بوقوع عمليات اعتقال واسعة النطاق وقتل على يد القوات العسكرية، مع استهداف خاص لأقارب المجندين المشتبه بهم في قوات الدعم السريع.
التقرير أشار إلى أن العنف الأخير في السودان يزيد من المعاناة الإنسانية في البلاد، حيث خلفت الحرب منذ أبريل 2023 أكثر من 150 ألف قتيل وأجبرت أكثر من 11 مليون شخص على النزوح من منازلهم. وقد فرضت الولايات المتحدة مؤخراً عقوبات على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على خلفية هذه الجرائم.
كما تناولت الصحيفة توثيقاً لعدة مقاطع فيديو تم تحديد مواقعها جغرافياً، تظهر فيها مشاهد مروعة لعمليات قتل وتعذيب بحق المدنيين على يد الجنود السودانيين، مما يثير القلق حول مدى تصاعد هذه الانتهاكات في حرب ضارية تزداد خطورة مع مرور الوقت.
وفيما تتواصل الإدانات الدولية لهذه الجرائم، تشدد الصحيفة على ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين في السودان.