*بعد التوقيع على الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري وإعلان قوى الحرية والتغيير ظهر جدول زمني يوضح بدقة كل الخطوات التي تأتي بعد ذاك التوقيع.
*وحسب الجدول يفترض أن هذه الأيام يكون مجلس الوزراء قد انعقد في أولى جلساته لتبدأ مرحلة جديدة في حكم السودان أساسها الشفافية وعنوانها إنقاذ الاقتصاد السوداني من نفقه المظلم.
*كثيرون انتابهم القلق بسبب تأخر إعلان حكومة حمدوك الجديدة، ولكن إن فكر هولاء قليلاً لأدركوا أن هذا التأخير به الخير الوفير، وكيف لا يكون كذلك ورئيس الوزراء استبعد عدداً من الأسماء التي رفعت له من أجل كرسي الوزارة.
*المرحلة المقبلة ستكون مختلفة كثيراً عن كل السنوات السابقة، حيث كان الجالسون على كرسي الاستوزار بعضهم ليس كفؤاً للكرسي الذي يجلس عليه، ولكن في الفترة الانتقالية فلابد أن يكون صاحب أي وزارة من أهل الكفاءة والقدرة على العمل والإبداع والتغيير المنشود.
*تاخير الحكومة الانتقالية به الكثير من الخير إن سار حمدوك بنفس الخطوات التي استبعد فيها بعض الاسماء التى يرى أنها غير كفؤة بالكرسي الوزاري الذي يفترض أن يكون تكليفاً وليس تشريفاً.
*نريد أن يكون الوزراء القادمين من “عينة” الذين يخشون الله في العباد ويبكون للتكليف وليس من تلك العينة التي توزع الحلوى وتحتفل بالتعيين.
*من قبل رفض د. عبد الله حمدوك منصب وزير المالية بعد أن رشح له في سنوات الإنقاذ الأخيرة، وكان محقاً في تلك الفترة باعتبار أنه لم يكن يحمل عصا موسى لإحداث التغيير وإنقاذ الاقتصاد الذي تشبع بالفساد، ولكن وضع حمدوك الآن يختلف عن تلك الفترة، فهو الآن رئيس للوزراء وفي يده اختيار الطاقم الممتاز الذي يمتلك رؤية ثاقبة لإحداث التغيير.
*ورئيس الوزراء يعلم جيداً أن التاريخ سيسجل له هذه الفترة في السجلات وسيأتي يوم ما تذكره فيه الأجيال بما يفعله في السودان خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، فإن أحسن وطاقمه ستكون سيرته عطرة ونرجو له ذلك، وإن أخفق ـ لا قدر الله- سيدون التاريخ له ذلك، ومن هذا الباب كان حرص الرجل على اختيار القوى الأمين الذي يحسن التدبير لإخراج اقتصادنا من حفرته السحيقة.
*الخبرة الاقتصادية المشرفة التي يمتلكها رئيس الوزراء وإمكانياته الكبيرة التي صقلها بالعمل في العديد من المواقع الإقليمية تجعل من الرجل الأكثر حرصاً على تحقيق النجاح وتطبيق العديد من التجارب الإقليمية والدولية في السودان الذي يمتلك الكثير من المقومات، ولكنها كامنة لم يستفد منها بعد، وحتى يحقق حمدوك ذلك، لابد له من حكومة قوية من أصحاب الكفاءات حتى يعملوا كفريق واحد متجانس لا نشاذ وسطه من أجل تحقيق هذه الغاية التي يحلم بها جل الشعب السوداني.
*تأخير الوزارة به الكثير من الخير، وسيعلم الشعب هذا قبل أن ينتهي أجل الفترة الانتقالية التى ستجري فيها الحكومة العديد من الجراحات الدقيقة لمعالجة الكثير من الأمراض التي استوطنت منذ أكثر من ثلاثين عاماً.