حين أقسم (التقراي) على نصرة الإسلام في جزيرة السودان!

حين أقسم (التقراي) على نصرة الإسلام في جزيرة السودان!

علي أحمد 

ما الذي حدث للإسلام في مدينة ود مدني حتى يأتوا بالتقراي لنصرته؟ هل ضل الأحباش طريقهم إلى جزيرة العرب فقصدوا جزيرة السودان؟ نعم، نحن نعيش أزهى عصور الجاهلية، ولكن أين أبرهة، أين الفيل والطير الأبابيل وحجارة سجيل؟؟

هذا ما كان يدور في أذهان السودانيين طوال الأيام الماضية.

وقف أحد قادة مليشيا البراء بن مالك الكيزانية الإجرامية الفاسدة مُخاطباً حشداً من الإرهابيين والمرتزقة والسابلة وأبناء السبيل من حوله، احتفاءً بانسحاب قوات الدعم السريع من مدينة ود مدني ودخول مليشيات “كيكل” العنصرية وكتائب ومليشيات الكيزان الإجرامية، ومن خلفهم بعض عناصر الجيش المغلوب على أمره.

قال قائد مليشيا البراء، بعد أن حمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الجيش دخل ود مدني منتصراً، وإنّه يطمئن أهل الجزيرة أنّ “إخواننا من التِقْراى” -إقليم شمال إثيوبيا- موجودون الآن في مدني، وحالفون باليمين على نصرة الأمة الإسلامية والشعب السوداني!”. ثم أضاف عبارات مثل: “سيجاهدون في سبيل الدين والأمة، ومُتقدمين للأمام بإذن الله”.

منذ أن اندلعت حرب الكيزان لاستعادة السلطة والانتقام من الشعب الذي أطاح بهم، ظلّت أبواقهم الإعلامية تصرخ ليل نهار واصفة الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وكل من يعارضها بالعمالة للسفارات والحكومات الأجنبية، وتصف قوات الدعم السريع بالمرتزقة وعرب الشتات والأجانب والدخلاء. لكن، في الواقع، إذا بحثت عن العمالة في أقصى مضامينها، وعن الارتزاق والارتماء في أحضان الأجانب في أبهى معانيه، ستجد ذلك متجذراً ومتجلياً لدى الحركة الإسلامية وقيادة الجيش.

لم يترك هؤلاء روس أو أوكران، ولا عرب أو روم أو فرس، ولا حتى “مجوس”، إلا وجلبوهم إلى بلادنا ليقاتلوا نيابة عنهم، مقابل قطعة من وطننا المستباح بوجودهم. كما استعانوا بمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تقراي الإثيوبية المعروفة بـ”وياني” منذ بواكير الحرب، لكنهم ظلوا ينكرون ذلك ويقسمون أنهم يقاتلون بمفردهم. ومع ذلك، فإنهم ليسوا ممن تثبت أقدامهم عند الشدائد؛ بل دأبهم التهرب والهروب يوم الزحف، وعند التقاء السنان بالسنان، إذا بهم يولّون الأدبار، دبرًا خلف دبر!

تواترت أنباء مشاركة قوات من نخبة “وياني” التقراوية منذ المعارك الأولى في الخرطوم. مواطنون كُثر شاهدوهم في سنجة والفاو والدندر، وشاهدوهم في القضارف وغيرها.

الجميع يعرف أن مليشيات “كيكل”، وهي في الحقيقة ليست قوات بالمعنى الحرفي للجنود المدربين على القتال، لا عُدّة ولا عتادًا، لا تستطيع السيطرة على قرية صغيرة تتكون من عشرة “رواكيب” في سهل البطانة، حتى لو كانت خالية من قوات الدعم السريع، فما بالك بمدينة ود مدني؟ فما الذي حدث إذاً، باعتراف قائد البراء أعلاه؟

الذي حدث هو أن قوات درع السودان، أو درع البطانة، وكتائب البراء، والمستنفرين، وغيرها من شذاذ الآفاق من المليشيات، تعمل كغطاء (سوداني) للوحدات المقاتلة من جيش الجبهة الشعبية لتحرير تقراي، المتحالفة مع قيادتي الجيش والحركة الإسلامية. فتهاجم قوات التقراي -وهي قوات ذات خبرة قتالية طويلة جداً- فتقاتل وتقتحم، لكنها تُشدِّد على إغلاق الكاميرات. “ممنوع التصوير”. وعندما تفرض سيطرتها على منطقة ما، تنسحب إلى الخلف، وتتقدم المليشيات المحلية بكاميراتها وحناجرها؛ مثل كتائب الكيزان وأكذوبة “كيكل” الكبرى التي يستخدمها البرهان لابتزاز وتحجيم حركات الارتزاق المسلحة.

تُفتح الكاميرات بعدها، وتبدأ الادعاءات الزائفة: “نحن من دخلنا ود مدني أولاً”، “نحن من دخلنا تمبول”. الحقيقة هي أن من يدخلون أولاً دائماً بعد انسحاب قوات الدعم السريع هم جنود الجبهة الشعبية لتحرير تقراي، لكنهم يدخلون بعيداً عن الأضواء.

لكن هذا ليس السؤال. السؤال الحقيقي هو: لماذا تقراي إثيوبيا في جزيرتنا؟

عند (البراء) و (الخرّاء) الخبر اليقين!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى