أمريكا: تصنيف المجاعة في السودان يعكس الواقع وموقف الحكومة يعرقل المساعدات

انتقدت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفيرة السفيرة ليندا توماس جرينفيلد، قرار الحكومة السودانية بشأن تعليق تعاونها مع نظام التصنيف المرحلي المتكامل، معتبرة أن هذا القرار يعوق الجهود الدولية الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية ومكافحة المجاعة.

وشهدت جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن السودان تباين في المواقف حول إعلان المجاعة في “5” بالسودان، على خلفية تقرير التصنيف العالمي المتكامل للأمن الغذائي. حيث أبدت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا دعمها للتقرير الذي أشار إلى وجود مجاعة في خمس مناطق سودانية، فيما أيدت روسيا والصين موقف الحكومة السودانية، وانتقدت المنهجية التي تم بها إعداد التقرير، واعتبرت أن هناك تسييساً للعمل الإنساني.

ووصفت السفيرة ليندا توماس جرينفيلد، تقرير لجنة مراجعة تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل الذي صدر في 24 ديسمبر بأنه يحمل دلالات صادمة.

وأكدت في كلمتها خلال الجلسة أن هذا التقرير يعكس الواقع المرير الذي يعيشه السودان، مشيرة إلى أن البلاد تمر بأحد أكبر الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث. وأوضحت أن النقاش حول المصطلحات المستخدمة لوصف الوضع لا يغير من حقيقة المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني.

وحذرت ليندا من موقف الحكومة السودانية الرافض للتقرير، ونوهت إلى أن مثل هذه الخطوات غير مقبولة، حيث أنها تعرقل العمل الإنساني وتزيد من معاناة المواطنين.

ودعت مجلس السيادة الانقلابي إلى استئناف التعاون مع النظام المعني، واتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة أزمة انعدام الأمن الغذائي التي تؤثر على ملايين السودانيين.

وحذرت جرينفيلد من أن استمرار رفض التعاون قد يؤدي إلى إعاقة جهود المانحين ويضر بمصداقية السودان في التزاماته الإنسانية وفقًا للقانون الدولي.

كما دعت جميع أعضاء مجلس السيادة إلى إعطاء الأولوية لحياة المدنيين، مشددة على ضرورة وقف الانتهاكات المستمرة وإنهاء النزاعات المسلحة. وأكدت على أهمية السماح بالوصول الإنساني الفوري وغير المشروط، لضمان تقديم المساعدات اللازمة للمتضررين في البلاد.

تحقيق الوصول الإنساني

دعا ممثل الدنمارك إلى تحقيق الوصول الإنساني الكامل والآمن وغير المشروط، وفقًا لمدونات القانون الدولي الإنساني، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حل سياسي لإنهاء النزاع.

في السياق، دعا ممثل كوريا إلى إنهاء الصراع بشكل عاجل، وإيقاف التدخل الخارجي الذي يساعد على تفاقم الأزمة، وأكد على أهمية التشخيص الدقيق والاعتراف بالوضع الإنساني في السودان.

ومن جانبه قال مندوب اليونان، إن الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان قد تتفاقم أكثر وتشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي الهش. وشدد على أهمية وقف الأعمال القتالية من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في السودان.

ودعت الأمم المتحدة إلى تقديم المساعدات إلى السودان بطريقة تحافظ على أمنه وتحترم سيادته وتراعي اهتماماتها الأمنية. كما أعربت مصر عن ثقتها في استمرار التزام السلطات السودانية بتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى