* أُتابع باهتمامٍ مُتعاظمٍ هذه الأيام، الحملة التي أطلقتها مجموعة مُبادرة (سودانيون ضد الغلاء والجشع) على صفحاتها بمواقع التّواصُل الاجتماعي المختلفة.
*فهذه المُبادرة والتي ستنطلق اعتباراً من يوم غدٍ الخميس الخامس من سبتمبر الجاري وتَستمر حتى الخامس عشر منه، تستهدف جشع التُّجّار والسّماسرة مِمّن اغتنوا على حساب قُوت المُواطن، خَاصّةً السلع الاستهلاكية والتي من بينها اللحوم الحمراء .
*الحملة لا تستهدف اللحوم الحمراء التي قَفَزَت أسعارها بصُورةٍ جُنُونيةٍ خلال الفترة المَاضية، بل تمتد لسلعٍ استهلاكيةٍ أُخرى سَيطَرَ عليها السماسرة الجشعون .
*هذه المُبادرة في اعتقادي لا بُدّ من دعمها من قِبل المُواطنين، لأنّها تهدف لنشر الوعي وثقافة المُقاطعة والأفكار في الأحياء والبيوت.
*لذا لا بُدّ للمُواطنين من الوقوف معها ودعمها وتشجيعها حتى تنجح وتُحقِّق لكل جائعٍ ومريضٍ (ما قادر يعيش بسبب الجشع)، رغبته في شراء ما يستطيع من لحومٍ وسلعٍ استهلاكية وفق إمكانياته المادية.
*المُواطن ومع هذه المُبادرة المُهمّة يُريد تَأكيدات من رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بأنّ حكومته سَتُولِّي هذا المَلَف (ضَبط السُّوق) اهتماماً مُتعاظماً.
*المُواطن الذي يكظم غيظه الآن من جشع الجميع (سماسرة – تُجّار – أصحاب مركبات عامة – حتى ماسحي الأحذية)، مِمّن استغلوا الأوضاع السياسية والأمنية، وكل زاد في الأسعار وفق هواه!! يريد تدخُّلاً عاجلاً لحسم هذه الفوضى وهذا الجشع!!
*فما يحدث الآن من فوضى يعود بالضرورة لتساهُل الحكومة، ولجشع التُّجّار، وفوضى الأسواق واستغلال الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد في أعقاب نجاح الثورة في إسقاط الإنقاذ في الحادي عشر من أبريل الماضي.
* الفوضى التي تحدث الآن في أسواق البلاد المُختلفة وليس الخرطوم وحدها وهو أمرٌ يحتم على حكومة حمدوك حسمها باعتبارها أمراً قومياً ووطنياً واجب النفاذ.
*الآن الحكومة مُطلوبٌ منها وبشكلٍ عَاجِــلٍ الإسـراع في تَكوين آلية لحسم هذه الفَوضَى وضبط الأسواق، هذه الآلية ينتظر منها القيام كذلك بإلزام التُّجّار بوضع ديباجات أسعار المُنتجات خلال مراحل التّداوُل المُختلفة لتضييق الخِنَاق على المُتلاعبين بالأسعار، ورفعها دُون أيِّ مُبرِّرٍ على المُواطنين.
*فإن فعلت الحكومة ذلك في الوقت الراهن وأعادت السُّوق إلى وضعه (الطبيعي)، تكون قد بدأت بداية صحيحة وهي تقف إلى جانب المُواطن وتكون قد حَقّقَت أول منجزاتها في ملف (مُحاربة غلاء المعيشة)!!
* سيدي حمدوك.. إن أردت التأكُّد من فوضى السوق والأسعار العارمة ما عليك سوى زيارة ثلاثة أو أربعة أقرب متاجر أو بقالات وأنت في طريقك إلى مجلس الوزراء!!
* سَل القائمين عليها جميعاً عن سعر سلعة مُحَدّدة!!
*قطعاً ستجد كلاً بسعرٍ مُغايرٍ عن الآخرين.. سيعطيك الأول بسعرٍ والثاني بآخر والذي يليه بثالث والرابع بسعر مُخالف!!
* حينها فقط ستعلم مدى الفوضى التي يُعانيها المواطن هذه الأيام!!
* سيدي حمدوك.. الحكومة مُطالبة اليوم قبل الغد بتفعيل آلياتها الرقابية على حركة السوق، لأنّ ما يحدث الآن في هذا المجال هو أقرب إلى الفَوضى العارمة التي اجتاحت كل أسواق المدينة.. فالجميع الآن (يسلخ) في (جلد) المُواطن الذي أضحى لا حول ولا قوة له!!
*سيدي حمدوك.. المُواطن ينتظر منكم قرارات صارمة وفورية لتحسم هذه الفوضى العارمة التي أذكتها (شلليات السماسرة والتُّجّار) في الأسواق وغيرها، استغلالاً منهم للظرف السياسي الحالي للسودان!!
*قَطعاً لا نرفض أيِّ سياسة اقتصادية منكم إن كانت تعود على اقتصادنا بعافية افتقدها منذ عَهدٍ سَحيقٍ، لكن المُواطن يُطالب برقابةٍ حكوميةٍ على الأسواق حتى لا يَستغل ذلك، الجشعون ويُسيطرون على أسعار السوق وفق سياستهم الجشعة وليس وفق سياسة الدولة الاقتصادية.