السودان.. تنامي الغضب من استمرار “مجازر” طيران الجيش
خلفت “المجازر” التي ارتكبها إثر القصف الجوي على مناطق متفرقة في السودان، غضباً بين المواطنين والقوى السياسية.
وأسفر القصف الجوي في الأيام الماضية، على مناطق بالخرطوم ودارفور والجزيرة، عن قتل أكثر من 133 مدنيًا، بينهم 86 قتلوا يوم الاثنين، في قصف على سوق مدينة كبكابية شمالي دارفور.
ورأت مصادر أهلية بدارفور، أن “الاستهداف المتكرر لمناطق بعينها في الإقليم بواسطة الطيران الحربي للجيش السوداني، يهدف إلى تهجير السكان قسريًا من منازلهم”.
وأشارت المصادر لـ”إرم نيوز”، إلى أن “القصف الجوي للجيش السوداني يتعمد تدمير المنشآت الحيوية مثل مصادر المياه، والمدارس والمستشفيات والأسواق، مثلما حدث في مدن مليط والكومة وكبكابية بولاية شمال دارفور”.
ودعت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، “المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم وفعّال تجاه الجرائم المرتكبة، وفرض حظر جوي للطيران العسكري وتفعيل القرارات الدولية الصادرة لحماية المدنيين”.
تسلسل الغارات
وأكد المرصد السوداني لحقوق الإنسان بالسودان، أن “الجيش كثف غاراته الجوية على المدنيين في الأحياء السكنية والأسواق والمرافق العامة في الأربعة أيام الماضية، الأمر الذي أدى لقتل وجرح المئات”.
وأشار المرصد في بيان، إلى “قصف الطيران الحربي للجيش يوم الأحد، محطة وقود أمونيا بسوق 6 الجديد جنوبي الخرطوم، ما أدى لقتل 28 مدنيًا وإصابة 37 في إحصائية أولية”.
وذكر أن “طيران الجيش استهدف يوم الإثنين الماضي سوق كبكابية بشمال دارفور، كما أسقط البراميل المتفجرة كذلك على الأحياء السكنية في أم روابة شمالي كردفان، ما أسفر عن عشرات القتلى من الأطفال والنساء”.
ويوم الجمعة الماضي، قصف الطيران الحربي للجيش كذلك سوق القش ومسجد شمبات الحلة بالتزامن مع صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين، “وسط مشاهد مروعة لأشلاء الجثث المتفحمة لنساء وأطفال كانوا ضمن الضحايا”، وفق البيان.
وأكد البيان، أن “مدينة الكومة شمال دارفور أيضًا شهدت قصفًا جويًا للجيش، أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والجرحى وسط المواطنين”.
ويوم الاثنين الماضي شن الطيران الحربي للجيش 4 غارات جوية على مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، ما أدى لسقوط أكثر من مئة قتيل وعدد غير محدد من الجرحى في أماكن متفرقة من أحياء المدينة، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وفق المرصد.
وناشد المرصد الوطني لحقوق الانسان، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة بالبحث في كيفية حماية المدنيين بصورة عاجلة، داعيًا طرفي النزاع لوقف الاقتتال والذهاب للتفاوض، من أجل إنهاء الصراع.
مجازر نيالا
وتعرضت مدينة نيالا لسلسلة غارات جوية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وسط تضارب المعلومات حول عدد الضحايا.
وأكد حزب الأمة القومي، في بيان الأربعاء، أن “مدينة نيالا تعرضت لقصف مكثف مساء يوم الاثنين ونهار الثلاثاء، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المواطنين”.
كما تعرضت محطة كهرباء الأبيض مساء يوم الثلاثاء، لقصف جوي أدى إلى تدمير المحطة كاملة، وفقًا لبيان حزب الأمة.
وقال إن “استهداف الأحياء السكنية المكتظة بالمواطنين، وتدمير الممتلكات العامة عبر القصف الجوي من قبل طيران الجيش السوداني يشكل جريمة مكتملة الأركان وانتهاكًا لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية”.
“جريمة حرب“
وترى مجموعة “محامو الطوارئ” الحقوقية أن استمرار سلسلة الهجمات العشوائية بالطيران الحربي على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية، ليس إلا “جزءًا من حملة تصعيد مستمرة، تدحض الادعاءات بأن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية”.
وأكدت المجموعة الحقوقية في بيان، أن “الغارات الجوية للجيش السوداني تتركز بشكل متعمد على المناطق المأهولة بالسكان”.
وأضافت أن “هذه الجرائم والانتهاكات المتكررة تعكس نمطًا خطيرًا من الاستهانة بحياة المدنيين، كما أن استهداف المدنيين بهذه الطريقة يعد جريمة حرب لا يمكن التهاون معها”.