Site icon صحيفة الصيحة

الرسالة الثانية..  إلى النازح أركان هرب مني أركو مناوي

الرسالة الثاني..  إلى النازح أركان هرب مني أركو مناوي

أسامة سعيد

حاكم إقليم دارفور من المنفى :

وبعد

لقد نصحتك في رسالة سابقة بأن تحقن دماء أهلك وتوقف انتحار شباب أهلنا الزغاوة على أسوار الفرقة السادسة مشاة، لكنك لم تستمع للنصح. غلبتك شهوة المال والسلطة، فبِعت في سبيلها كل القيم والأخلاق، وأصبحت أكبر تاجر حرب وأهم مصدر للمرتزقة في المنطقة.

استمعت إليك في مقطع فيديو حيث قدمت فيه فاصلًا من التهريج والنكات بلغة فجة، موغلة في التسطيح والجهل، مخاطباً بعض المستمعين في مدينة بورتسودان التي نزحت إليها هاربًا من الفاشر. هذه ليست القضية، فالقضية أنَّك مسؤول بشكل مباشر عن كل قطرة دم وعن كل الأرواح التي أُزهقت في دارفور، وعن كل التخريب والدمار الذي لحق بالسودان. هناك ثلاث محطات تؤكد كلامي وهي:

المحطة الأولى: أبوجا

عندما غدرت بزملائك في حركة تحرير السودان، قسمت الحركة هرولةً نحو توقيع اتفاق أبوجا، الذي أصبحت بموجبه مساعد حلة حسب وصفك لنفسك. من هنا تم شراءك وتوظيفك لخدمة مشروع السودان القديم، الذي تخدمه بكل تفانٍ حتى حصولك على رتبة المارشال أركان هرب .

المحطة الثانية: أديس أبابا

في هذه المحطة، عندما عقدت قوى الثورة محادثات توافقنا فيها نحن في الجبهة الثورية ورفاقنا في الحرية والتغيير في أول أيام الثورة، كان الاتفاق على تعيين رئيس وزراء ومفوض للسلام فقط، مع التفاوض مع الجبهة الثورية داخل السودان، وتشكيل حكومة في مدة لا تتجاوز الشهر. لكنك، ومن اليوم التالي، نقضت هذا الاتفاق بحجة رغبتك في أن تصبح رئيسًا للوزراء رغم عدم توفر الكفاءة اللازمة لهذا المنصب. بذلك، أجهضت أول اتفاق لحماية مكتسبات الثورة، وفتحت الباب واسعا للمكون العسكري للهيمنة على البلاد ومحاولة إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة.

المحطة الثالثة: جوبا

عندما أصريت على عدم التوقيع باسم رئيس الجبهة الثورية دكتور الهادي إدريس في اتفاق إعلان المبادئ لاتفاق جوبا، ورفضت التفاوض على اتفاق شامل، بل تمسكت بأن يكون التفاوض على مسارين فقط: دارفور والمنطقتين، مخالفًا لرأي كل قادة الجبهة الثورية الذين وافقوا على إنتاج اتفاق واحد يخاطب قضايا السودان كلها. وعندما تم التوقيع على الاتفاق، أصريت على أن تكون حاكمًا لإقليم دارفور قبل انعقاد مؤتمر الحكم والإدارة الذي نصت عليه الاتفاقية، وقبل صدور قانون لإقليم دارفور. كل هذا رغبة في لقب زائف لا قيمة له، ولم تقدم عبره أي خدمة تذكر لأهلنا في دارفور عامة وأهلنا في معسكرات النازحين واللاجئين خاصة.

هذه ثلاثة محطات، ناهيك عن موقفك المخزي من الحرب. حيث دخلت الحرب بعد تهديد البرهان لك بمغادرة بورتسودان إن لم تنخرط في القتال وفشل كل محاولاتك في الانحياز إلى قوات الدعم السريع مقابل ملايين الدولارات.

ألم أقل إنك مجرد مرتزق؟! أؤكد لك أنه سيأتي يوم تُحاسب فيه على كل جرائم الحرب والفساد.

Manawi to ICC

Exit mobile version