في إحدى الدول الأوربية ارتفع سعر البيض مبلغاً زهيداً، فأعلن المواطنون عبر رسائل متعددة مقاطعة أكل البيض، وخلال أسبوع واحد خسرت الشركات مبالغ ضخمة مما جعلها تعيد السعر إلى أقل مما هو عليه قبل المقاطعة.
*وفي الأردن الشقيقة ارتفعت أسعار الخضروات والفاكهة، فأعلنت مقاطعة شراء هذه السلع حتى عاد السعر إلى ما كان عليه.
*في كل العالم تنجح مقاطعة السلع والبضائع التي يرتفع سعرها لجشع التجار، إلا في السودان لم نجرّب يوماً مقاطعة سلعة لارتفاع سعرها.
*ثقافة المقاطعة لم نعرفها بعد في مدننا ولا قرانا، وكل ما يتم الإعلان عن مقاطعة سلعة ما نجد الأسواق مكتظة بالمشترين الذين يحاولون الشراء قبل بدء المقاطعة.
*قبل أيام قلائل انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة شراء اللحوم الحمراء التى ارتفعت أسعارها إلى مبالغ جنونية.
*من أسهل السلع التي يمكن مقاطعتها في السودان هي اللحوم الحمراء باعتبار أن هناك بدائل لها وبكميات كبيرة.
*قبل سنوات عديدة كنتُ ومعي بعض الزملاء قد وقفنا على تجربة استزراع الأسماك بمنطقة الكلاكلة، ووجدنا أن هذه المشاريع البسيطة التكاليف بإمكانها أن تسهم بصورة كبيرة في تقليل سعر الأسماك وبالتالي اعتماد المواطن عليها أكثر من اللحوم الحمراء.
*السودان يعتبر من الدول القلائل التي تتمتع بثروة حيوانية ضخمة وثروة سمكية كبيرة، وعلى الرغم من ذلك يصل سعر كيلو الضأن إلى أكثر من أربعمائة جنيه وكيلو السمك إلى ما فوق المئتي جنيه.
*لا يعقل أن نكون من الدول الأولى التي تُصدّر الماشية إلى دول الجوار وسعر الكيلو الواحد يفوق الأربعمائة جنيه، ولا يعقل أن يكون في السودان هذا عدد من الأنهر وثروة سمكية ضخمة في البحر الأحمر والكيلو يفوق المئتي جنيه.
*ارتفاع الأسعار في اللحوم وغيرها من السلع الضرورية لا منطق له ويدرج ضمن جشع التجار وسعيهم لكسب المال بالطرق المشروعة وغير المشروعة.
*العلاج الناجع لهذا الارتفاع غير المبرر هو المقاطعة، وهذه المقاطعة نجحت في الكثير من الدول ولكنها تحتاج لالتزام من الجميع بتنفيذها حتى تؤدي هدفها المنشود.
*إن حملة مقاطعة اللحوم الحمراء بإمكانها أن تنجح إن اتجه المواطنون إلى البدائل الأخرى وهي اللحوم البيضاء والتي تعتبر صحية أكثر من الحمراء.
*نرجو أن يلتزم المواطنون بهذه المقاطعة حتى تنجح لينصلح حال تجار هذه السلعة لتكون الخطوة التالية هي مقاطعة كل غالٍ وليكُن شعارنا “الغالي متروك”.