عادة بسيطة قد تزيد من متوسط العمر المتوقع
تشير دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة جريفيث إلى أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يمنح الأفراد فوق سن الأربعين 5 سنوات إضافية من العمر.
ومن المعروف منذ وقت طويل أن يعزز الصحة، لكن التقديرات حول مقدار الفائدة الناتجة عن مستويات محددة من النشاط كانت تتفاوت بين الدراسات، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات.
أما في هذه الدراسة، فقد استخدم الباحثون تقنية قياس التسارع للحصول على تقديرات دقيقة حول مستويات النشاط البدني في المجتمع، بدلاً من الاعتماد على استجابات الاستطلاعات كما في الدراسات السابقة. ووجدوا أن الفوائد التي تم التوصل إليها كانت أقوى بما يقارب ضعف التقديرات السابقة.
وكشفت الدراسة أن الربع الأكثر نشاطًا من الناس في المجتمع لديهم خطر وفاة أقل بنسبة 73% مقارنة بنظرائهم الأقل نشاطًا. وبالنسبة إلى أولئك في الربع الأقل نشاطًا، فإن المشي لمدة ساعة واحدة يمكن أن يضيف نحو 6 ساعات إلى حياتهم.
وقال البروفيسور لينيرت فيرمان، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن هذه الفئة الأقل نشاطًا تتمتع بأكبر فرصة لتحقيق مكاسب صحية، مضيفًا: “إذا كنت نشطًا جدًا بالفعل أو في الربع الأعلى، فإن إضافة ساعة من المشي قد لا تُحدث فرقًا كبيرًا لأنك قد استفدت بالفعل من فوائد النشاط. أما إذا حسَّن الربع الأقل نشاطًا مستويات نشاطهم إلى مستوى الربع الأكثر نشاطًا، فقد يضيفون نحو 11 عامًا من العمر في المتوسط” وفق تقديره.
وأشار فريق البحث إلى أن قلة النشاط البدني قد تكون ضارة إلى حد كبير حتى أن آثارها السلبية تقارن بتلك الناتجة عن التدخين، إذ أظهرت أبحاث سابقة أن كل سيجارة يمكن أن تقلل من عمر المدخن بمقدار 11 دقيقة. ولذا، فإن نمط الحياة الأكثر نشاطًا قد يوفر تأثيرات وقائية ضد أمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان والأمراض المزمنة الأخرى.
وتسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية إعادة النظر في إرشادات النشاط البدني الوطنية باستخدام الأساليب الحديثة. وقال الدكتور فيرمان إن النشاط البدني غالبًا ما يُقلل من شأنه في تحسين النتائج الصحية، مشيرًا إلى أن الزيادة المتواضعة في النشاط البدني يمكن أن تؤدي إلى فوائد كبيرة في إطالة العمر. وأضاف أنه “إذا كان هناك شيء يمكن أن يقلل من خطر الوفاة كثيرًا، فإن النشاط البدني يمثل أداة قوية للغاية”.
وتابع قائلاً: “إذا تمكنا من زيادة الاستثمارات في تعزيز النشاط البدني وخلق بيئات معيشية تدعمه، مثل الأحياء المناسبة للمشي وركوب الدراجات، وأنظمة النقل العامة المريحة المعقولة الكلفة، فسنتمكن من زيادة متوسط العمر المتوقع وتقليل الضغط على أنظمتنا الصحية والبيئية”.