خلال الأسبوعين الماضيين، كتبنا وعلَّقنا هنا على دعوة الحزب الشيوعي للتظاهر ضد حكومة د. حمدوك حال فشلها وتقاعسها في القيام بواجباتها! وقلنا إنه لأمر غريب أن يتخذ الشيوعيون موقفاً من حكومة لا تزال في رحم الغيب! وقلنا إن مثل ذلك الموقف يُمكن أن يُقبل من أي حزب يتفرجُ في المدرّجات إذ أنّ الشيوعي حزب أصيل وفاعل في “قحت” وحاضر عبر ممثليه الرسميين ومنسوبيه المتسلقين على أكتاف المهنيين وغيرهم من مكونات “قحت”! الأمر إذن ليس أكثر من استهبال ومحاولة تذاكٍ من الحزب العجوز!
تحدثنا أيضاً عن محاولات تغبيش مفهوم ومعايير الكفاءة وأنّ ذلك قد يكون مقصوداً ومطلوباً عند الحزب الشيوعي حيثُ يُمثّلُ له ذلك مُناخاً خصباً للحركة الحرة وسط الملعب السياسي لتمرير بعض عضويته المُتموِّهة إلى سُدّة الوزارات والمؤسسات تحت لافتة “كفاءات”! وربما يستفيد الحزب مما نُسب لأحد العقائديين الموالين لتجمع المهنيين من أنهم ضد الاعتماد على “الكفاءات غير المسيّسة” بزعم أنهم “قابلون للشراء”! أي أنهم سيُركِّزون على الترشيح من بين عناصرهم المُسيّسة والمُنظّمة بزعم أنها عصيَّة على الشراء!
د. جبريل إبراهيم نائب رئيس الجبهة الثورية قال إن البعض يتعامل مع الثورة على طريقة “الفول فولي، زرعته وحدي، وسأحصده وحدي”! وأن الشعب سيكتشف قريباً أن شعاري “الكفاءة والتوكنوقراط” رُفعا بغرض التعمية”! وأن “المخرج أن يعي المركز أن الهامش يرفض اتخاذ القرارات نيابة عنه ! وتخوف جبريل من أن تعيد طريقة إدارة “قحت” للثورة تجربة جبهة الهيئات الفاشلة ! تمنينا ألا تنفجر تلك الاحتقانات والمشاعر الغاضبة في شكل هجمات واعتداءات واضطرابات أمنية على النحو المأساوي الذي شهدته بورتسودان .
الوسائط ووكالات الأنباء حملت لنا خبراً صادماً مفاده أن وفد “قحت” الذي يزور مدينة الفاشر بقيادة ناجي الأصم وخالد عمر سلك وطه عثمان وشاهيناز جمال وآخرين، تعرض لهتافات مضادة مصحوبة بالكراسي والحجارة والقوارير! وذلك خلال ندوة كان مُرتباً أن يتحدثوا فيها احتفالاً بتوقيع الوثيقة الدستورية ! وقد وقع حدث مشابه بجنوب دارفور! ولا ندري إن كان الأمر سيتكرر في مدينة أخرى ! ما جرى تصرف مؤسف وغير مسؤول وغير مقبول رغم تفهمنا وتقديرنا لوجهة نظر من يرون أن الوثيقة والإجراءات الانتقالية قفزت على قضية الحرب والسلام ولم تهتم بدافعي ثمنها! وربما كان على “قحت” إعادة النظر في الطريقة التي تفكر وتخطط وتتعامل بها .
تداولت الأسافير خبراً مفاده أن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك قد اعتمد “7” فقط من جملة “52” مرشحاً للوزارات تقدمت بهم “قحت”! هذا يعني من ناحية أن د. حمدوك لا يزال ملتزماً بمعايير الكفاءة التي وضعتها “قحت” نفسها ! وذلك أمر إيجابي يُطمئن على مستقبل الوطن، لكن من الناحية الأخرى يعني أن “قحت” رُبما جنحت للشلليات والمحاصصة أكثر من معايير الكفاءة، وذلك يتسق مع ما قاله د. جبريل إبراهيم وما سبق وأبديناه من أن “تجمع المهنيين” واجهة الحزب الشيوعي لن يترك الاختيار حراً دون تدخل!
الحكمة والوعي والتجرد، قيم مطلوبة هنا وهناك.
الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال رسائلكم فقط