ليته ولو!!
ليته ولو!!
صباح محمد الحسن
طيف أول :
للحلم الذي تأرجح من أردان الجدار العالية
وسقط يحمل تلاشي السديم
ليكشف أن اللثام قد أُميط عن الصمت وثمة نبرة أخرى قد تلوي عنق صوتها حتى يستجيب!!
ومن لديه مقاتلين “فليأتي ليأخذهم” بهذه العبارة يكشف الفريق عبد الفتاح البرهان ما ذهبنا اليه أن الخلاف بين الإسلاميين والمؤسسة العسكرية هو خلافي حقيقي كان (كاتم صوت) وخرج للعلن وبرده على حديث عبد الحي يوسف وضع البرهان لافتة آنية تنتهي عندها تخوم العلاقة بين الجيش وكتائب الإسلاميين الي حين تلاشي الخلاف او استمراره (صراع المؤسسة مع تيار واحد داخل التنظيم)
وقال البرهان في محاولة مباشرة لقص مخالب رغبة عبد الحي في إساءته :
(سمعنا بالأمس شخص ضلالي وتكفيري يقول إنه لا وجود للجيش وهذا كذب).
وهنا يشعر البرهان بالحرج الناتج عن رياء الإسلاميين الذين بدأوا يعيرونه بمشاركتهم في الحرب (اسوأ الاشخاص من يواسيك ويربت على كتفك وفي اول سانحة خلاف يعيرك بضعفك).
ولا اسوأ من هذا التنظيم الذي أعلن في بداية الحرب انه يدعم الجيش وقائده والآن وفي خضم المعركة
لم يترددوا في ضرب القيادة بسياط النقد والاتهامات، وهذا ما كنا نخشاه ونحذر منه منذ اول يوم حرب أن خطر الإسلاميين واختطافهم لقرار المؤسسة العسكرية سيضُر بها فبل أن يطول غيرها
والخلاف عُمقه تؤكده هذه الحرب الكلامية التي وصلت حد التلاسن بين عبد الحي الذي ذكرنا بالأمس أنه لا يتحدث أصالة عن نفسه ولكنه ينوب عن أحد التيارات الممسكة بأمر الكتائب الميدانية، إذن الخلاف هو خلال ميداني سببه اجراءت اتخذها البرهان على الأرض وليس خلاف سياسي والدليل أن اول من ناصر عبد الحي في حديثه كان قائد كتيبة البراء المصباح ابو زيد الذي كتب أمس بصفحته على الفيسبوك والتي انتقد فيها البرهان ودافع عن عبد الحي يوسف وقال “لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة)!!
(التغريدة المحذوفة) والتي أعقبها بأخرى قال فيها (الصلاة قائمة والعدو واحد) وما بين التغريدتين اقرأ أن القيادة الإسلامية تختار عدم المواجهة، فحديث البراء على صفحة الفيس أكد أن البرهان بقوله (ومن لديه مقاتلين “فليأتي ليأخذهم) أنها جملة مقاسها مفصل على كتائب البراء والتي يجب عليها الانسحاب من المعركة فوراً فإن كانت تقاتل مع الحيش فالبرهان أبدى عدم رغبته فيها، وإن بقيت على أرض المعركة فيجب أن تعلن انها تقاتل لوحدها !.
وهذا ما يؤكد أن الصدام والمواجهة العسكرية بين الكتائب والقوات المسلحة ميدانيا متوقعة، فالبراء “الداعشية” قد ترى أن البرهان ما هو إلا (ناكر جميل) دعمته منذ بداية الحرب ونسى فضلها في آخر المطاف بالمقابل قد يرى البرهان أن البراء (وش فقر) عليه وهي التي تسببت في حالة الانقسام بين الشعب السوداني وجعلته بين مؤيد ومعارض لموقفه، وانها ايضا تسببت في العزلة الدولية التي يعيشها قائد الجيش وحكومته (اللقيط) غير المعترف بها ، فغبينة كل واحد منهما تكفي لأن يصل الخلاف الي السطح ليرسل كل طرف “مسيراته الكلامية” ليضرب بها “مكامن” قوة الطرف الآخر فالخطاب الإعلامي ليس ببعيد عما يدور في الأرض الآن كله ( ضرب للقوة)، حتى الوصول الي حالة ضعف وإنهاك لهذه الكتائب الأمر الذي يُمّكن الجيش من (استعادة عافيته) المطلوبة التي تحدثنا عنها، لذلك أن العصاة التي يشهرها البرهان ويهش بها على قطيع الفلول له فيها مآرب اخرى حيث تمكنه من اتخاذ قراره للذهاب للتفاوض.
وإن اراد ذلك لابد من أن يكون قرار الميدان بيده حتى لا تهزم له كتائب البراء على الأرض أي اتفاق وهدنة، ولأول مرة يجسد البرهان دور القائد الحقيقي الذي يمثل القيادة العسكرية في خطاب خالص ومجرد، ولا يمثل الفلول و لأول مرة تلامس كلماته الوجدان الوطني وبالرغم من أن الجنرال مراوغ لإثبات له على الموقف ولكن المشاعر الوطنية الصادقة تحتاجه أن يستدعي الشخصية القيادية العسكرية الغائبة عنه لسنوات.. ولو لساعة واحدة !!
وليته البرهان كان حقيقيا هكذا منذ بداية الحرب وخرج لشعبه ليعلن أن كل الفلول ضلالية وليس عبد الحي لوحده، ليته لو أن منذ يومها الأول وطلقتها الأولى تجنب فتنتها وشرورها ، وليته قرر باكرا أن الجيش لا يسمح للكتائب الإسلامية بأن تسرق جهده ومعاركه وانتصاراته ، ليته كان دائما ذاك الذي كان بالأمس في رده على عبد الحي ، قبل أن يموت الآلاف من المواطنين ويُشرد الملايين من ديارهم ولكن تأخر الوقت كثيرا وجاءت صحوة البرهان متأخرة فالفلول باسم المؤسسة أشعلتها حربا قضت على الأخضر واليابس فما يفعله الجنرال قد يخفف له ما هو آت ولكن لن يعفيه مما سبق
ليعي البرهان أن خطوة واحده تقربه للسلام أفضل له من ألف خطوة نحو الحرب.
طيف أخير :
#لا_للحرب
ابرز ما جاء في وثيقة وقف الحرب التي أقرتها قوى سياسية بجنيف
الوقف الفوري للحرب والإقرار بعمق الأزمة.
بناء جيش مهني واحد وإجراء إصلاح مؤسسي لكل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجهاز العدلي والخدمة المدنية.
حل سياسي شامل يرتكز على مشروع وطني شامل يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية للعدالة والعدالة الانتقالية لضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة منذ انقلاب يونيو 1989، بما في ذلك تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية
الجريدة