Site icon صحيفة الصيحة

يا شيخ!!

صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن

يا شيخ!!

صباح محمد الحسن

طيف أول :

فتوى ارتداد ما بين الفشل والحيرة

تستدعي الهواجس كلما عادت تناهيدهم مكسورة!!

ومن قبل تحدثنا عن أن الانقسامات والخلافات بين التنظيم والقوات المسلحة، ربما تكون أشد خطراً من حرب الجيش مع الدعم السريع فالصراع من الداخل هو مرض خبيث ينخر القوة، ويضعف الإرادة ويمنح فرصة استقواء الطرف الآخر لاجتياح مزيد من المدن، وما يحدث الآن بين الجيش والتنظيم مرفوع على نار هادئة، ويمر بمرحلة ما قبل الغليان وصولاً إلى التبخر.

والبرهان سبق عبد الحي في إظهار الخلاف بينه والإسلاميين عندما خرج يحذرهم في خطابه الأخير من ممارسة العمل السياسي، وعبد الحي يوسف ليس هو الشيخ الحقيقي الذي يضع على الطاولة كتب العلم والفقه ليصدر فتوى بتجريم او إدانة شخص بعينه، نصائحه معلبة عند الطلب فمن قبل قدم للبشير فتوى قتل ثلث الشعب عندما استعان به!!

ووصف الرجل للبرهان بأنه ليس شخصية محترمة تدعو للتعامل معها ولا فرق بينه وبين حميدتي وان الحركة الإسلامية لا تثق به لانه لادين له وتسبب في هذه الأزمة وأعجز من أن يقضي على الإسلاميين لأنهم موجودين حتى في مكتبه.

فهذا هو اتجاه واضح لإدانة التنظيم لقائد الجيش بلسان عبد الحي حتى اتهامه لدول أخرى يعني أن أذرع التنظيم بالخارج تقف خلف هذه التصريحات لتهدد البرهان من نية إفلات اليد!.

وقبل تصريحات يوسف تحدثنا عن خلاف المال فيما يتعلق بعملية الدعم والسيطرة على الميدان وذكرنا أن البرهان بدأ بحملة تجفيف الموارد ونزع مفتاح الخزنة من الفلول، وأمسك به حتى يكون قرار وقف الحرب او استمرارها بيده، وهذا لأنه يعاني هذه الأيام من سماع جرس الرحيل الذي يدق على أذنيه يذكره بموعد مبارحة مربع الصراع.

وقد يأتي هذا برغبته أو بدونها المهم أن ينتقل إلى الدائرة الآمنة والتي ترفضها الفلول، ولكن ما صرح به عبد الحي عن قائد الجيش يؤكد ان التنظيم أيقن أن البرهان في رحلة مغادرة للميدان وأن ما هو واقع سيقع على رؤوسهم لذلك لابد من دمغه بالاتهامات.

وربما تلاحقه في الأيام القادمة تهمة الخيانة حتى يستبق التنظيم ما يخطط له البرهان ليجد مبرراً للشعب انه لو لا خيانة القائد لكنا حسمنا الحرب تحت الكذبة الكبرى (الميليشيا إلى زوال وتلفظ انفاسها الأخيرة).

فتصريحات الشيخ حددت فعلياً مقاس الهُوة بين الجنرال والتنظيم، فالقائد يبدو أنه بدا (يلملم) أطرافه سيما ان امريكا تنتظره عند نهاية الطريق، قبل ان تصل حكومتها آخر محطة للرحيل.

ومنذ أن شارك البرهان في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك كتبنا هنا نصا فور عودته (إن البرهان وعلى هامش الجمعية العامة ومن خلال لقائه بمسئولين امريكيين اتفق على إنهاء الحرب غض النظر عن ماهية واشكال الحلول ان كانت تفاوض أو تدخل، وطلب فرصة منحتها له امريكا لاستعادة عافية المؤسسة العسكرية) والتنصل عن العهد مع الإسلاميين قد يكون أول علامات العافية التي تضمن للجنرال مستقبلاً بعيداً عن دفة الحكم والقيادة، لأن التخلي عنهم لا يعفي الجنرال من الجريمة ولكنه يخفف عليه وقع العقوبة!!

وما تم من الاتفاق عليه هناك هو ما أزعج الفلول وقتها وجعلهم يترجموا غضبهم على لسان عبد الحي امس الذي يقول إن البرهان لم يخبرهم بما دار في امريكا، فإن كان البرهان عقد اتفاقية مع امريكا تطيح بالقيادات الإسلامية فكيف له ان يفصح عن ذلك ويعلن عنها !! … ( ياشيخ)

وعبد الحي الذي ينعت البرهان نعتا لم يرمه به خصومه، هو الذي مدحه في بداية الحرب وخرج عبر قناة طيبة يحدث الناس عن ضرورة دعم القائد ولابد من أن يلتف الناس حوله ودعا للاستنفار وبعد ان مات ثلث الشعب، ومات معه حلم الفلول ومشروعهم خرج ليخبرهم أن قائدكم كاذب ومخادع ، لا يستحق النصرة، ومن هذا الاتهام تتجلى للشعب السوداني حقيقة الحرب الكيزانية الخالصة فالولاء عند عبد الحي وفلوله للتنظيم وليس للجيش، فما أفصح عنه عبد الحي يعني ان تنظيمه يشعر الآن بخطر الزوال الذي يهدد مصيره فممحاة وجودهم أن يمسك بها البرهان أخطر من أن يمسك بها الدعم السريع

ولكن في ظل هذه المواجهة تبقى الفلول هي الخاسرة.

لذلك ربما تكشف عن ردة فعلها في الأيام القادمة، بمزيد من الاتهامات للقيادة العسكرية، وستفتح الجرة وسيرفع الغطاء عن الفساد خاصة الفساد العسكري، وتسخر آلتها الإعلامية ضد الجنرال، وربما تدخل الحرب مرحلة التصفية والإغتيالات، هذا كله سيحدث إن لم يتخذ البرهان قراراً شجاعاً وسريعاً نحو الحل السياسي.

ولكن رغم ذلك فإن بدأت الفلول حربها فعلياً معه فهو الذي يمكنه نزع القرار، لطالما أن القلم بيده، فتسليم قياداتهم للجنائية بيده، وخيار ذهابه للتفاوض بيده، وطلب الحصول على حماية دولية بيده، حتى البحر الأحمر قد يكون أكثر أمانا للبرهان من مكتبه، لذلك أن المواجهة في هذا التوقيت بينه والإسلاميين إن لم تدخل مرحلة العنف والتهور، فالخاسر فيها هو التنظيم وليس البرهان !!

طيف أخير :

#لا_للحرب

هيومن رايتس ووتش: المجاعة تقتل بصمت 100 شخص يوميا في السودان.

Exit mobile version