العمالة!!

العمالة!!

صباح محمد الحسن

طيف أول :

تبقى ذات الأسئلة التي تؤرق الشوارع

في فضاء معلق على الانتظار أن ماهي الحقيقة التي تحاول أن تنكث شعرها لتعيد ترتيب ملامحها على مرآة الإجابات بعد فوات الأوان!!

ولم يخرج وزير الإعلام المكلف خالد الإعيسر من جلبابه القديم الذي طرزه القصد، لكي يكون على مقاس الصدفة، لم يبارح دائرة شخصية الهتاف ليقدم إفادات للشعب السوداني فبالرغم من أن المتلقي لرسالته لا ينتظر من وزير حرب خبرا مبشرا بالسلام لينهي معاناة الناس، إلا أن خالد لم يكن متعقلاً في إجاباته ولم يظهر كمسئول تليق به (نحن كحكومة)، الأمر الذي كشف بوناً شاسعاً بينه والمقعد المريح الذي يسعه كوزير.

والغريب في الأمر لاحقته لعنة (اللقاء الأول) على الجزيرة التي خصمت من قبل من وزير الخارجية، فخالد قال إنهم مستمرون في الحرب بالرغم من انه بدأ حديثه المنمق عن ضرورة السلام، لكنه نسف حديثه عندما تذكر انه يمثل البرهان مجيبا على سؤال لم يطرحه المذيع، انه وبعد قدومه لبورتسودان اكتشف أن الطلقة الاولى أطلقها الدعم السريع، اكتشفها (بعد أن أصبح وزير).

فيبدو أن خالد حقا جاء متأخراً بعدما ما انتهت صلاحية الإجابة على هذا السؤال في ذهنية المواطن، فالشعب ليس بحاجة لمعرفة من أطلق الطلقة الأولى، الحاجة الآن إلى من يكتفي بطلقة أخيرة.

والإعيسر من فرط ضخه للحديث الهلامي هزم حضور احمد طه حيث لم ينتبه إلى ما قاله: عن أنه شخصيا (الإعيسر) فاوض الدعم السريع بعلم القوات المسلحة، (كان لدي مبادرة شخصية وخضت تفاوضا مع الدعم السريع مع (ارفع مستوياته) بشكل شخصي بحكم مسؤولياتي، وأردف أن الدعم السريع لم يقبل بشروطنا واعتبرها تعجيزية.

ولكن فات على طه أن يسأله عن ماهي مسئولياته وقتها!! فهل كل اعلامي داعم للحرب يمكن أن يكلفه الجيش على ان يقود مفاوضات سرية مع الدعم السريع!!.

ولطالما أن الإعيسر يفاوض (العدو) فلماذا وجهت السلطات الانقلابية تهماً بالإعدام لحمدوك والقيادات السياسية عندما جلست مع الدعم السريع كوسيط.

ما الذي يجعل القوى السياسية خائنة وعميلة والإعيسر وطنياً يستحق تكريمه بمنصب وزير!! سيما أنه جلس إلى الدعم السريع سراً وخرج جهراً في القنوات يكيل الاتهامات للقوى السياسية التي رفعت شعار لا الحرب وطال “لسانه” موقف هذه القوى لخطواتها الرامية إلى السلام!!.

وتصريحات الوزير فضحت السلطة الانقلابية التي تخدع المواطن في خطاباتها الإعلامية (لن نجلس للميلشيا) وتفاوضها سراً، ومع هذا يرفض الدعم السريع !!

فهذا أول تصريح لوزير للحكومة جاءوا به للتغطية، قام بكشف ما يخفيه البرهان ومجموعته لأكثر من عام ونصف في أول حوار فهذا السر الذي فضحه الإعيسر لو كان ذو خبرة سياسية تؤهله للمنصب لأعرض عن هذا لطالما فات أوانه، ولكن لأنه مازال ناشطاً يرى أن مفاوضته الشخصية للدعم السريع بعلم الجيش تزيده شعوراً بالعظمة وتنعش فيه مشاعر “الأنا”.

فالإعيسر أكد ما ذهبنا اليه أن تعيينه تم ليكون فقط ناطقا رسميا باسم البرهان الذي يبحث لتلميع مشروعه الدماري والذي يستمر باستمرار الحرب التي بدأ لها خالد حملة التسويق من جديد، وأستغل منبر الجزيرة للترويج لصفحته ذات “العلامة الزرقاء” وهذا ما يؤكد أن الرجل لم يخلع جلباب الناشط فمكتب الوزير كان سيتولى هذه المهمة.

وانحياز وزراء الحكومة الجدد لطالما أنهم يتحدثوا بلسان فصيح لدعم الحرب واستمراريتها، فخلفهم كانوا اولى بأن يبقوا على مواقعهم ولا داعي لجهد الإطاحة والتعيين

والإعيسر الذي تحدث عن اهم ملامح خطته الإعلامية قال انهم بصدد توحيد الخطاب الإعلامي ولا ادري إن كان يقصد الخطاب الإعلامي الحكومي أم العسكري فخطاب الحرب التي يتحدث عن دعمها واستمراريتها لن يستطيع ضبطه فهو متعدد بتعدد القوات الموجودة على الميدان اما خطاب الحكومة فلا توجد حكومة حتى يتوحد خطابها فلا اظن ان يختلف البرهان والإعيسر على ما يريدون قوله مع جبريل!!

فخطة توحيد الخطاب هي خطة حكومة رسمية كاملة تمثل الشعب والوطن توحد خطابها في التعامل مع المجتمعين الداخلي والخارجي فلا يوجد شعب في ظل معاناته يهمه، إن توحد الخطاب او أن ينفرط عقده اما المجتمع الدولي رفعت فيه الأقلام عن حكومة البرهان ولا يحتاج الي رأي من سفير قديم ولا وزير جديد.

ولكن ماهي صفات العمالة بعيون السلطة الإنقلابية !.

طيف أخير :

#لا_للحرب

السناتور بن كاردين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يدعو إلى قيادة أميركية قوية في الأمم المتحدة لمعالجة الصراع والأزمة الإنسانية في السودان بينما تستعد الولايات المتحدة لتولي رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر المقبل.

الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى