موازنة الموت!!
صباح محمد الحسن
طيف أول:
الآمنون في مكرهم
لا يعلمون كم أصبح فؤاد الوطن خاويا والشعب ما عاد يرى بعينه التي كانت عن كل عيب كليلة.. الزمن كشف له المساويا.
وتتجسد اسوأ ملامح استغلال الحرب لصالح النظام الانقلابي الفاسد والذي يحاول سرقة ونهب موارد البلاد في ظل استمرار الحرب في إقامة ما تمت تسميته (المؤتمر الاقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب ) والذي نظمته وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ببورتسودان بإشراف وزيرها جبريل ابراهيم
والذي خاطبه الفريق عبد الفتاح البرهان وقال فيه إن السودان يواجه تحديات اقتصادية بسبب الحرب التي قاربت العامين وأنهكت الشعب السوداني وأفقرت جزءا كبيراً منه وشكا البرهان من أن هناك كثير من التحديات وقليل من الفرص!!
وأعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتنفيذ وتعمل على رفد موازنة الدولة للعام المقبل
وقال لن تكون هناك مهادنة مع أعداء الشعب السوداني وكل من ساندنا ودعمنا هو صديقنا في المستقبل
مبيناً أن الحديث حول أن هناك جوع وتشريد وقتل حديث غير دقيق)
ومن آخر حديثه تجد أن أطماع السلطة الانقلابية من المؤتمر تقف على قدمين فالبرهان لا يرى في بلاده شعب تهدده المجاعة ولم يسمع بالآلاف الذين قتلهم الجوع ولا بمن يهدد حياتهم اليوم وبالرغم من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد دولي لمراقبة الجوع أكد قبل أربعة أشهر من الآن أن بالسودان 8.5 مليون نسمة أو نحو 18 في المئة من السكان يعانون نقصاً في الغذاء قد يسفر عن سوء تغذية حاد أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة وغيره من التقارير العالمية ذات المصداقية العالية التي صدرت بعده إلا أن البرهان ينفى وجود مجاعة وهذا هو خطر الهُوة التي تفصل بين الحاكم وشعبه، وهي لا تعني بُعد المسافات الجغرافية الذي يفصله عن محيط المواطن، وترك مكانه الذي يرمز للسيادة الوطنية، حيث يرتبط الحفاظ على المكان السيادي وجدانيا بطمأنينة الشعب الذي كلما تذكر ان قائده مرابطاً في الميدان محاصراً لأجله.. شبع!!
ولكنها ليست قضية هجر المكان وتدخل في أسوا مراحل جغرافيا انعدام الشعور الإنساني عنده، عندما لا يرى حجم هذه المأساة ويقف ليخاطب مؤتمر اقتصادي يشكو فيه انعدام الفرص لدعم موازنة الموت.
وجبريل إبراهيم عندما عاد خاوي الوِفاض من مؤتمراته الخارجية الفاشلة، فكر أن ينصب خيامه ليمارس التسول الداخلي عبر مخاطبته السفراء والمنظمات داخل بورتسودان (المال تلتو ولا كتلتو) فالمؤتمر الاقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب كان يجب أن يكون اسمه مؤتمر مواجهة الاقتصاد وأثره على الحرب، لأن في حقيقة الأمر أن الاقتصاد في عهد جبريل، هو الذي يؤثر على الحرب وليس العكس، فما تقوم به الحكومة من نهب للموارد ومقايضة الذهب بالمسيرات وما يذهب من أموال الى خزينة جبريل وما تقوم به مافيا المعادن برعاية السلطة الانقلابية هو ما يجعل الاقتصاد الخطر الذي يتسبب في استمرار الحرب إذن هو عقبة الطريق وليس الطريق العقبة!!
والأطماع للسلطة الانقلابية تتوالى في كلمة البرهان (وكل من ساندنا ودعمنا هو صديقنا في المستقبل)!! فالرجل مازال يرى انه الحاكم المستقبلي بالرغم منه علمه انه (عمدة بلا أطيان) حاكم بلا شعب فعن أي مستقبل يريد البرهان ادخار أصدقاء النائبات!!
وهو الذي يعلم أن صفحات حاضره وملكه وسلطته لن تحيا إلا بموت المواطن، (مزيداً من القتل يعني مزيدا من المدة لإطالة عمره السلطوي) فمنذ العصور والتاريخ يقتل القائد الأعداء لينتصر لشعبه ومن ثم يستمر في حكمه ، لكن الجنرال يقتل شعبه لينتصر العدو ويستمر في حكمه فهل يعقد الرجل صفقة (الحكم مقابل الموت والدمار) فالرجل يحلم بتوصيات للمؤتمر الاقتصادي تكون قابلة للتنفيذ وتعمل على رفد موازنة الدولة للعام المقبل أي أن لا مانع عنده أن يعيش على ساحل البحر الأحمر، على يمينه مهرج، وعلى يساره بائع ضمير، ومن خلفه متسلق ، و أمامه ضحية!!.
طيف أخير:
#لا_للحرب
الجريدة