رونالدو الجديد” أحدثهم.. “آلة كسب المال” لا تتوقف في البرتغال

خطف النجم السويدي فيكتور غيوكيرس كل الأضواء في ملاعب أوروبا في موسم 2024 ـ 2025

يبدو نادي سبورتنغ لشبونة، أحد أكبر 3 أندية لكرة القدم في البرتغال في مرتبة دون منافسيه البارزين بورتو، وبنفيكا لا فقط في سجل الألقاب وإنما أيضًا في الحضور في واجهة المسابقات الأوربية إذ أحرز 20 لقبًا للدوري في بلاده، بفارق شاسع عن صاحب الرقم القياسي، بنفيكا، برصيد 38 لقبًا وبورتو (30 إنجازًا محليًّا).

ومع أنه لا يملك في خزائنه القارية سوى لقب كأس الاتحاد الأوروبي في العام 1964، إلا أن سبورتنغ لشبونة كان على الدوام أحد أعظم الأندية تكوينًا للاعبين وصُنعًا للمواهب الكروية التي تحولت في ما بعد إلى أساطير حقيقية في كرة القدم بعد انتقالها لمحطات أخرى في أكبر الدوريات الأوروبية.

وخلال الأسابيع الماضية، أعاد النجم السويدي، فيكتور غيوكيرس، هداف الدوري البرتغالي، ونجم دوري أبطال أوروبا، الحديث من جديد حول مكانة سبورتنغ لشبونة كفريق قادر على صناعة النجوم وتسويقهم نحو الأندية الأوروبية الكبرى في إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وجني أرباح مالية كبرى.

وفي الحقيقة، لم يقتصر “لمعان” نجوم “سبورتنغ” على اللاعبين، ليشمل المدربين، بعدما صنع روبن أموريم الحدث مؤخرًا، بل تنافس مع نجمه غيوكيرس على سباق مثير: مَن كان الأشهر والأكثر تداولًا على منصات التواصل خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من العام الحالي؟، وذلك بعد انتقال أموريم مدرب لشبونة رسميًّا لتدريب مانشستر يوناتيد في تجربة تعِد بالكثير في انتظار ترسيخها على أرض الملعب.

وقد لا يعرف كثير من المولعين بكرة القدم عن أسطورة البرتغال لويس فيغو إلا مروره اللافت مع كبار الأندية الأوروبية، مثل: برشلونة وريال مدريد وإنتر ميلان، لكن بدايات هذا النجم الذي قاد البرتغال لنصف نهائي أمم أوروبا 1996 كانت مع سبورتنغ لشبونة حيث تم اختياره أفضل لاعب في البرتغال لعام 1994 عندما كان يحمل قميص ناديه الأم.

ولم يكن فيغو النجم البرتغالي الوحيد سليل مدرسة سبورتنغ لشبونة، والذي وفر إيرادات مالية كبرى لفريقه بعد انتقاله لبرشلونة في 1995، بل هناك كثير من النجوم ممن بدؤوا مشوارهم الكروي في فريق العاصمة العريق، أمثال ريكاردو سابينتو مدرب الرجاء المغربي حاليًّا، وباولو بينتو مدرب المنتخب الإماراتي، وجواو بينتو وجواو موتينهو وغيرهم كثيرون.

ومع الظاهرة رونالدو، البرازيلي، أحرز فيغو في برشلونة لقب كأس الكؤوس الأوروبية، كما توج بالكرة الذهبية عام 2000 وهي  السنة التي شهدت انتقاله المثير للجدل لريال مدريد، غريم برشلونة الأزلي.

رونالدو.. أعظم إنجاز

وبعد سنوات قليلة من فيغو، أنجب سبورتينغ لشبونة نجمًا جديدًا، يفوق سابقه شهرة وإمكانات، وهو الشاب كريستيانو رونالدو، الذي انتقل بعمر 18 عامًا، إلى مانشستر يونايتد، ليصنع إنجازات كبرى مع المدرب الأسطورة أليكس فرغيسون.

وكان انتقال رونالدو إلى ملعب أولد ترافورد في 2002، حدثًا عابرًا في البداية، لكن ما حققه النجم البرتغالي مع مانشستر يونايتد (2002 ـ 2009) ثم بعد انتقاله التاريخي إلى ريال مدريد (2009 ـ 2018) ومع يوفنتوس (2019 ـ 2021) وحاليًّا مع النصر السعودي جعله أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم.

وحقق صاحب الـ900 هدف، وقائد البرتغال إنجازات كبرى جعلت كثيرًا من الملاحظين يقرون بما تقدمه مدرسة سبورتنغ لشبونة لعالم كرة القدم.

مدربون كبار آخرهم في أولد ترافورد

وتخرج في مدرسة تدريب لشبونة الكثير من المدربين الكبار من بينهم، ذِكرًا لا حصرًا، الأسطورة ألفريد دي ستيفانو، وفرناندو سانتوس، الذي قاد البرتغال للقب كأس أمم أوروبا 2016،  ومانويل جوزيه المدرب الأسطوري للأهلي المصري.

كما أن المدرب الحالي للهلال السعودي، وصاحب الإنجازات التاريخية للنادي، جورج جيسوس، سبق له أن جلس على مقاعد بدلاء سبورتنغ لشبونة، تمامًا مثل الأسطورة الإنجليزي بوبي روبسون الذي درب الفريق بين عامي 1992 و1994 قبل أن يسلم المقاليد الفنية لمدرب آخر شهير وهو كارلوس كيروش مدرب البرتغال وإيران وقطر سابقًا، وريال مدريد ومانشستر يونايتد وغيرهما على صعيد الأندية.

وأشرف على تدريب سبورتنغ لشبونة، الذي يصفه كثيرون بأنه “آلة لجمع المال” و”تفريخ النجوم” باولو بينتو مدرب المنتخب الإماراتي حاليًّا، وليوناردو جارديم الذي تم تعيينه يوم الجمعة الماضي مدربًا جديدًا لنادي العين.

أموريم وغيوكيرس

وشكل انتقال المدرب روبن أموريم، الذي قاد لشبونة لتصدر ترتيب الدوري البرتغالي للموسم الحالي بالعلامة الكاملة (11 انتصارًا في 11 مباراة) الحدث الأبرز في مانشستر يونايتد والبريمرليغ بشكل عام، بعدما سبقته شهرته وإنجازاته وفلسفته الفنية إلى ملعب أولد ترافورد قبل أن يتسلم رسميًّا مهامه الأسبوع المقبل.

وسيبدأ أموريم، الذي ترك في خزائن سبورتنغ لشبونة أرباحًا مالية كبرى، مهمته في فريق الشياطين الحمر بعد فترة التوقف الدولي ليخلف الهولندي إريك تين هاغ، ويحل بديلًا للمدرب المؤقت رود فان نيستلروي.

وفيما انطلق أموريم، فعليًّا في وضع الأسس الأولى لإعادة التوهج للمان يونايتد، لا تبدو صفقات انتقال لاعبين آخرين من سبورتنغ لشبونة إلى الفريق الإنجليزي والنسج على منوال كريستيانو رونالدو أمرًا مستبعدًا في ضوء بدء الحديث عن التحاق مرتقب للنجم السويدي فيكتور غيوكيرس بمدربه في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة خلال شهر يناير 2025.

لكن مانشستر يونايتد لن يكون الفريق الوحيد الجاهز لضخ أموال إضافية في خزائن سبورتنغ لشبونة، بل سينافسه آخرون أبرزهم تشيلسي وآرسنال في البريمرليغ وبرشلونة في الليغا وأندية أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى