وُلِدت البِغال وقامت قيامة السودان!!
عبد الرحمن الكلس
كانت العرب قديماً تقول إن وِلادة (البِغال) من علامات الساعة، وقد أثبت العلم حديثاً عدم ولادة البِغال؛ حيث اتضح أن البغل، لأنه نتاج تزاوج حمار بحصان، يمتلك عدداً غير متكامل من الكروموسومات، مما يجعل خلاياه جسدية وليست تناسلية، وبالتالي غير قابلة للإخصاب، إلا في حالات استثنائية نادرة. ومن هذه الحالات النادرة ولادة “البغل” الذي أتى به البرهان من مصر ليجعله وزيراً لخارجية سلطته السائبة في بورتسودان، ويا له من بغل!
وكنت قد وصفته في مقال سابق بأنه رجلٌ (خيخة)، لكن عليّ الآن أن أضيف أنه (دلدول) أيضاً، ويشبه بالضبط الخبراء الاستراتيجيين من ضباط الجيش السوداني الذين دفع بهم البرهان إلى فضاء الإعلام العربي عقب انقلابه في 25 أكتوبر 2021، فأشانوا وانتهكوا و(بالوا) على السياسة كما العلوم الإنسانية والعسكرية ولم يبالوا!
وكان أجدادنا القدماء وهم أخلاط من أحباش وزنج وبعض العرب العاربة يقولون “هبالة الحلب”، ومن لم يسمع بهبل الحلب عليه أن يراقب ويستمع لوزير خارجية البرهان الجديد المحمول جواً من مصر، وكأنه من نزل فيه القول المأثور، فهو معجون بالهبل والبلاهة والعبط واللا معقول، وكل من شاهد مقابلته على (قناة الجزيرة) أمس، سيكون قد وصل إلى هذه النتيجة منذ أن انفرجت شفتاه للنطق بأول كلمة. فهذا البغل الأهبل المدعو “علي يوسف” يستحق هذا المنصب عن جدارة، فمن بالله عليكم من معاتيه هذا الكون يوافق على تولي هذا المنصب الحساس في هذا التوقيت وبهذه الطريقة الحقيرة ويعمل في خارجية عبد الفتاح وشركائه، غير هذه العينة الرديئة من البشر التي يبدو نتجت عن طفرة وراثية قذرة؟!
تحدث هذا الرجل الفضائحي (الدلدول) وهو يمط الحروف ويقطعها ويبصق على نفسه وهو يتمتم، فلا يعرف المستمع بأي لغة يخاطبه، هل بالهيروغليفية أم بالسوريالية؟ قائلاً إنه لو سُئل عن رأيه في موضوع القاعدة العسكرية الروسية على البحر الأحمر، لما تردد في منحها لهم، وأنه لن يكتفي بذلك، وإنما سيقطع من سواحلنا ويمنحها للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين واليابان وجميع دول العالم، فالشرط الوحيد هو أن (تدفع) فقط، أي (ادفع واحصل على قاعدة) !!
يا له من فكرٍ دبلوماسي راقٍ! ويا له من بغل لعين وخبير مزادات علنية لبيع السيادة السودانية بقرع الجرس على بلادنا: أراضٍ، مياه، موانئ، مراسٍ، قواعد، جزر، شعاب مرجانية. وأخشى ما أخشى أن يفلت لسانه ويفصح عن دواخله فيقترح علناً تأسيس فرع لصندوق “تحيا مصر”!
إنه علي يوسف المصري/السوداني، وقد جيء به لبيع ساحل البحر الأحمر، وعلى شعوب الشرق خصوصاً البجا أخذ الحيطة والحذر وفرض رقابة صارمة على هذا اللص الجديد، والذي سيشكل ثنائياً خطيراً مع صديقه جبريل إبراهيم. هؤلاء لن يكتفوا ببيع الساحل (لمن يدفع أكثر) بل سيبيعون شعوب الشرق في مزادات أخرى، فانتبهوا لـ(دقاش ودندش)، وأسألوهما: لمن تقرعان الأجراس يا سفلة القوم؟
الدلال علي يوسف، وهو بالفعل كذلك؛ فسمته العامة وتركيبته الجسمانية وكرشه الناتئ، تشير إلى أنه من هذا (الكار) وهذه المهنة. وبالفعل، لو لم تلتقطه مصر من مقهى شعبي كان يجلس عليه مع سماسرة الشقق وبائعي كل شيء، ورمته إلى مكب النفايات في بورتسودان، لصار سمساراً يشار له بالبنان والوسطى في البيع والإيجار!
قال البغل المصري/السوداني في ذات المقابلة التلفزيونية، إن الولايات المتحدة الأميركية أشعلت الحرب وخططت لها وساهمت بفعالية فيما سماها الخطة (أ)، بأن يُنصب قائد الدعم السريع رئيساً للبلاد، ثم غرق في تهيؤاته وخطرفاته وأوهامه وخيالاته، وكأنه هبط للتو إلى الأرض من عالم فضائي موازٍ.
رجل يخرّب علاقته بواشنطن التي يعرف الجميع أنها تميل نوعاً ما إلى جانب الجيش السوداني وتفرض عقوبات على قادة الدعم السريع، قبل أن يؤدي القسم وزيراً لخارجية سلطة عبد الفتاح. أتدرون لماذا؟ ببساطة لأن مهمته الحقيقية هي إرجاع السودان إلى عهود الحصار والعقوبات. وتعرفون الجهة التي لها مصلحة في حصار السودان؟، إنهم أهله الذين أتوا به ليصبح وزيراً في سلطة البرهان، والتي هي تمهيد لحكم ثنائي جديد، مصري/كيزاني!
أنصحكم أيها الأعزاء والعزيزات، بألا تستمعوا إلى المقابلة إياها؛ أخشى عليكم الجلطة والسكتة، سلمكم الله وجنبكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وحفظكم من لؤم اللئام وكيد الحمير والبغال.
حفظ الله السودان.