ملامح !!
ملامح !!
صباح محمد الحسن
طيف أول
كل رغبة لهم ركضت نحو بحر الأمنيات
عادت عطشى
فلم يخلق الله للتحقيق دلواً
ولكن من يخبر السيارة أن في البئر أمنية مسروقة ملقاة فيها!!
ويبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة مسيرة الأربعة أعوام الجديدة بالبيت الأبيض والتي حصل عليها بجدارة من منافسته كاميلا هاريس بانتصار أعاده لمقعد البيت الأبيض وانتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ من قبضة الديمقراطيين، بدأ مشواره بأهم تصريح ربما يتعدى حدود اهتمام الشعب الأمريكي ليصل الي آذان العديد من الذين قصدهم ترامب في العالم بهذه الكلمات حيث قال: (إننا نملك جيش قوي لن يساهم في إشعال الحروب خلال الاربعة سنوات القادمة بل سنعمل على وقف الحروب وسنهزم داعش ووصف فوزه بالانتصار الكبير للحرية والديمقراطية).
وهي كلمات مختصرة قصيرة لكنها بعيدة المدى، طويلة القامة تكشف عن ملامح سياسة الولايات المتحدة الأمريكية غير المتأثرة بالتغيير الذي يطرأ على البيت الأبيض.
والجمهوريون يسبقون مرشحهم الفائز بالسباق في مجلس الشيوخ ومجلس النواب قبل أن يصبحا في قبضتهم، وأكدوا أن الاثنين سيكونا أقل ميلاً لدعم الحروب الخارجية من نظرائهم الديمقراطيين.
وكان هناك شعور متزايد بأنه بغض النظر عمن سيصبح رئيساً، فإن الضغوط ستتصاعد إيجاد طرق للخروج من الحروب وهذا يعني أن اتجاه دعم امريكا للسلام ونيتها عن الإقلاع لدعم الحروب عسكرياً أو سياسياً وهو قرار وصلت اليه دولة المؤسسات قبل إعلان نتيجة السباق أمس.
وفيما يتعلق بالحرب في السودان فإن فرص حسمها دولياً في عهد ترامب قد تكون أكثر من فرص حكومة جو بايدن التي أخذت وقتاً طويلاً في إيجاد الحلول العاجلة لكن ربما يكون القرار الأمريكي أكثر سهولة لترامب سيما أن إدارة بايدن قطعت شوطاً كبيراً في هذا الملف ورصدت كل الانتهاكات والجرائم وخطت خطوات مهمة نحو البوابات العدلية لإدانة الأطراف المتحاربة.
وقد تجد قرارات الخزانة الامريكية لإدانة الإخوان كصناع للحرب وفرض عقوبات عليهم حماساً للتنفيذ عند دونالد ترامب الذي لم ينسى ما فعلته داعش حتى في لحظات نشوته بالفوز وهذه التصريحات لا تأتي من فرط الشعور غير الإرادي للتعبير العفوي عن السعادة، لكنها تأتي وفقاً للرؤية مؤسسات الدولة فمجلس النواب والكونغرس الأمريكي كمؤسسات تشريعية ونقابية تدعم وقف الحرب في السودان حتى أن الجمهوريين في عهد جو بايدن دعموا خطة البيت الابيض لإحلال السلام وكان عدداً منهم أكثر انتقاداً لبايدن أنه لم يتعجل القرار لمعاقبة العسكريين في السودان وحاصروه انه لم يقف بجانب خيارات الشعب السوداني المتمثلة في الحرية والعدالة وعودة الحكم المدني.
حيث طالب من قبل جيم ريتش كبير الجمهوريين بالكونغرس إدارة بايدن الأميركية بمعاقبة الجهات التي تعرقل الانتقال المدني، ومنتهكي حقوق الإنسان في السودان.
لذلك ان فلول النظام البائد المهللة لفوز ترامب قد تتفاجأ قريباً من قرارات ربما تكون راكضة سيحركها الرجل المعروف بإصدار القرارات الحاسمة والعاجلة غير المتأني ولا المتردد وصاحب الجرأة في إبداء الرأي أكثر من بايدن الذي تميل شخصيته للحلول الدبلوماسية الباردة.
لهذا فإن غضبة ترامب من داعش ستصل إلى السودان بقرار قد يصل إلى مركب الفلول إلى الغرق سيما إن وقفت ادارته على التسجيلات التي أقر فيها محمد علي الجزولي انهم من المنتمين لتنظيم داعش ففوز ترامب ربما يحمل بشريات لدعاة السلام في السودان أكثر من حكومة جو بايدن وعكس ما تذهب توقعاتهم، سيما أن ترامب يتميز بحماسه الزايد لتنفيذ كل ما عجزت عنه حكومة الديمقراطيين الخاسرة للسباق، كما أن المملكة العربية السعودية كطرف شراكة أصيل في الوساطة فإن ما يجمعها من علائق وطيدة بترامب أكبر مما يجمعها ببايدن حتى بعيداً عن علاقة البلدين ومصالحهما المشتركة.
الجريدة