شعب التجارب

شعب التجارب

صفاء الفحل

حقيقة أننا شعب هامل لا وجيع له وأن كل من يفكر في حكمنا نحن اللقطاء ينصب جل تفكيره في السيطرة على ثروات أرضنا والتمتع بالسلطة المطلقة ليستعبدنا لخدمة رفاهيته وقد وضح ذلك جلياً خلال الثلاثين عاماً من الحكم الكيزاني رغم أن الأمر كان موجوداً بصور مختلفة خلال ما سبقها من عهود عسكرية كانت أو مدنية فكل من جلس على كرسي الحكم لم يكن البسطاء أو رفاهية هذا الشعب من أولوياته، وبالتالي فإن مجموعة عصبة (بورتكوز) التي لم تصل لدرجة تعريفها كحكومة لا يمكن أن يكون قلبها على الوطن والمواطن.

بالأمس أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق رحلاتها بالبحر الأحمر بعد رصد (جسم مشع) في سماء السودان وعللت ذلك بأن (سلامة عملاءها) أو المسافرين على رحلاتها يعتبر أولوية بالنسبة لها لذلك فإنها ترفض حتى المجازفة بالمرور على شواطئ السودان ورغم الضجة التي أثارها الخبر عالمياً إلا المتمتعين بثرواتنا وابناءهم بالخارج أو من يصرون بأنهم أوصياء على أعناقنا وحكاماً علينا حسب الأمر الواقع الذي فرضوه علينا ظلوا كالبلهاء صامتين ولم يصدر عنهم بيان أو حتى تعليق حول هذا الجسم الغريب المشع الذي يدور في رؤوس شعبهم المغلوب علي امره.

والخطوط الجوية الفرنسية عندما تعاملت مع الخبر بكل جدية وضعت في اعتبارها أن النظام اللا وطني الموجود في بورتكوز يمكن أن يفعل كل شيء في سبيل مصالحه فيما ذلك بيع الأجواء والارض ومعها المواطنين لو أن الأمر يصب في مصلحة تسهم في تثبيت اركان حكمه المهزوز أو تعود بمصلحة مادية لمجموعة السماسرة المسيطرين على مفاصل الدولة، ولا يستبعد ابداً أن تكون أجواء البلاد المفتوحة والتي بلا وجيع مسرحاً لتجربة أنواع جديدة من أسلحة الإبادة الجماعية أو نوعاً جديداً من الأسلحة الخطرة يتم تجربتها على الشعب المسكين وقد تكون تلك الخطوط تدري حتى الخطر المحدق الذي يمثله ذلك الجسم المشع ولكن لا يود الإفصاح عن ماهيته فالأمر لا يهمهم كثيراً بعد أخذهم لاحتياطيات السلامة .

وحتى وإن كانت حكومة بورتكوز لا يهمها كثيراً أرواح المواطنين كما هو واضح الآن بتهربها من حماية أرواحهم من المدن التي يتم الانسحاب منها وعدم اهتمامها بمكافحة الأوبئة الخطرة التي تفتك بهم فإن من باب (الواجب) الأخلاقي كان عليها إجراء تحقيق حول ذلك الجسم المشع وإصدار بيان حول إمكانية تسببه بإضرار في بعض المناطق حتي يتجنب المواطنين بإمكانيتهم الضعيفة ذلك الخطر ولكن وكالعادة لن يتحرك أحد إلا بعد أن تسقط الفأس في الرأس ليعود بعضهم على بعضهم يتلاومون ..

ولك الله يا هذا الشعب العظيم .. والذي لا يعرف الحكام قيمته .

وستظل ثورة التوعية مستمرة ..

وتظل المحاسبة شعاراً مرفوعاً..

والمجد والخلود للشهداء ..

الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى