ندوة الفاشر… نتائج الإقصاء
تقرير: مالك دهب
للمرة الثانية وبفارق أسبوع على الأقل ارتباك وتقاطعات تحالف تنظيم وترتيب ندوات قيادات الحرية والتغيير بدارفور، ولا سيما ندوة الفاشر أمس وفشلهاـ يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قيادات الحرية والتغيير بالمركز لا يستطيعون مخاطبة الجماهير في الولايات، ودارفور خاصة بسبب إغفال وثيقتهم إدراج عملية السلام فضلاً عن المحاصصات التي تمت من اختيار الوزراء والإقصاء الذي تم من أول وهلة.
بالأمس فشلت ندوة الحرية والتغيير بمدينة الفاشر المقرر لها أن تعقد بملعب الشهيد الزبير وسط المدينة بعد اقتحام مجموعة كبيره تردد شعارات وهتافات “السلام وينو”، اقتحمت المنصة الرئيسية لندوة الحرية والتغيير بشمال دارفور بحضور ممثلي المركز بقيادة محمد ناجي الأصم وخالد عمر سلك، وطه عثمان وساره نقد الله وشاهيناز جمال ومشاعر دراج، وسط هتافات مما أدى لهرج ومرج بمقر الندوة، وتم القذف بالكراسي والحجاره وقوارير المياه على المنصة، مما أدى الى سحب تلك القيادات بصعوبة وإلغاء الندوة وعودة الوفد إلى مقر إقامتهم بفندق “الكريمسون لايت”.
اللافت للأمر عدم وجود قوة شرطية كافية لحماية والحفاظ على الأمن والسلامة، فهل قوى التغيير لم تخاطب السلطات الرسمية بالندوة أم رفضوا التأمين الرسمي، أم جعلوا الأمر شعار مدنيااااو ربما يكون مدنياااو دون تدخل أي قوات نظامية، والمعروف أنه بعد المحاصصات ومجريات الأحداث أكدت أن شعار حرية سلام وعدالة شعار أكبر من الواقع.
الحقيقة التي لم تكن غائبة على معظم أهل الفاشر أن دعوات انطلقت قبل أيام وسط المواطنين تطالب بمقاطعة الندوة ، مما يدل على أن هنالك شيئاً مرتباً وأن ما حدث لم يكن مفاجئاً لحكومة الولاية وقيادات قوى الحرية والتغيير، مما يعني أن البلاد ستشهد مرحلة جديدة تقوم على العنف والعنف المضاد، والتخوين المضاد مما يقود إلى ما لا تحمد عقباه ولولا لطف الله لحدثت كارثة بالأمس، غيرت مسار الثورة تغييراً جذرياً.
الهتافات والشعارات التي قابل بها الجماهير وفد الحرية والتغيير المركزي تقول” وينو السلام وينو” ، “عدم تضمين وثيقة السلام الشامل في الوثيقة خيانة للثورة” ،”من أولويات الفترة الانتقالية “السلام أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً” علاوة على شعارات وهتافات أخرى كثيرة كتبت على أوراق البوستر والملصقات وهتافات عبر المايكرفونات مناوئة ضد منهج قيادات الحرية والتغيير بتجاهل قضية السلام وعدم تضمينها في الوثيقة الدستورية، فضلاً عن الإقصاء.
ما حدث بالفاشر أمس يؤكد حقيقة ما ذهبت إليه الجبهة الثورية من قبل بأن قوى الحرية والتغيير بالوثيقة التي وقعتها مؤخراً أنها لا تستطيع مخاطبة المناطق التي يوجد بها نفوذ كبير للحركات المسلحة، فضلاً عن مناطق الهامش.
وما حدث يؤكد أن منهج الإقصاء التي مارسته قوى الحرية والتغيير على عدد من المكونات السياسية ارتد عليها، مما يعني إنزال الوثيقة على الأرض الواقع دون مخاطبة قضايا السلام والنازحين ومشاركة الحركات المسلحة تصبح صعبة التطبيق.