التدخل الاريتري في السودان وتكرار كارثة عسكرة الشرق:
التدخل الاريتري في السودان وتكرار كارثة عسكرة الشرق:
بقلم/ عادل الشريف
مقدمة:
يتجه السودان نحو مرحلة جديدة من حرب أهلية شاملة، حيث تبرز أزمة عسكرة المدنيين مجدداً، بوجوه إقليمية ودولية. وذلك بوجود قوات اريترية داخل حدود السودان، تقوم بتدريب مليشيات محلية في ولايات الشرق “قوات الأورطة الشرقة” حيث ينذر هذا التدخل بصراع قبلي جديد، في الشرق الاقليم الملتهب، قد تكون نتائجه كارثية ومدمرة.
التأثير الداخلي لتدخل إريتريا:
جاء التدخل الاريتري نتيجة استغلال حالة الحرب المستعرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما هيأ الظروف لها لإعادة نفوذها في المنطقة. بموافقة عصابة بورتسودان، على تدريب وتسليح هذه المليشيات، التي تعمل لخدمة المصالح الاريترية بصورة مباشرة، الأمر الذي سيساهم في فتح باب الصراعات القبلية، بين مجموعة البجا من جهة، ومجموعة البني عامر من جهة أخرى. حيث برزت مخاوف متزايدة من أن وجود قوات أجنبية تعمل بالتنسيق مع ميليشيات محلية، سيعمق الانقسامات القبلية، وسيخلق مناخاً قابلاً للاشتعال، مما يعيد شرق السودان إلى نمط الحروب الأهلية التي عانى منها طويلاً. ظهر ذلك جلياً من حلال تصريحات زعيم البجا الناظر ترك وعدد من السياسيين المحسوبين على مجموعته.
أخطاء الجيش المتكررة في دعم المليشيات:
استمرار الجيش السوداني في تسليح وتكوين قوات موازية، يُظهر عدم التعلم من أخطاء الماضي. مثل هذه السياسات ستؤدي لتآكل الثقة بين الجيش والمجتمع، مما يعزز فرص نشوء كيانات خارجة عن سلطة الجيش المختطف هو الآخر، مثلما يحدث الآن مع حركات مناوي وجبريل اللذان أصبحا قوة موازية، لا يستطيع الجيش فرض ارادته عليها. إن التدخل الارتيري في الشأن السوداني لا يمكن النظر إليه وفهمه، بمعزل عن التدخل المصري، وهذا يعيد للأذهان القمة الثلاثية التي عقدت في الأيام القليلة الماضية، بين مصر وارتيريا والصومال، والتي عقدت من أجل التدخل والتأثير السافر في الشأن السوداني، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الأمن القومي في المنطقة، والذي ينذر بتهديد السلم والأمن الدوليين.
خاتمة:
تشكّل عسكرة شرق السودان، ودخول إريتريا في المشهد، خطراً جسيماً على استقرار البلاد. وبدلاً من الانخراط في سياسات تدفع نحو التمزق، ينبغي على حكومة الأمر الواقع في بورتسودان مراجعة سياساتها ومواقفها، خصوصاً في ظل الهزائم العسكرية المتتالية التي ظلت تتلقاها من الدعم السريع، والتوجه بدلاً عن ذلك نحو السلام والاستقرار، حفاظاً على وحدة السودان.