“الأورطة الشرقية” بديلة للقوة المشتركة.. خبراء: البرهان يدفع بورقة الميليشيات لإطالة الحرب

أكد خبراء سودانيون أن ميليشيا “الأورطة الشرقية”، التي أعلنت عن تأسيسها يوم أمس الثلاثاء في شرق السودان، تمثل خطة بديلة للبرهان لمواجهة القوة المشتركة التابعة لحركات دارفور المسلحة، وذلك بعد حدوث خلافات بينها وبين الجيش السوداني نتيجة لمطالبتها بحصتها من السلطة والثروة. فجأة، برزت ميليشيا جديدة تُعرف باسم “الأورطة الشرقية”، حيث أعلنت عن نشر قواتها في شرق السودان بالتنسيق مع الجيش، بعد أن حصلت على تدريباتها في معسكرات داخل دولة إريتريا المجاورة. قامت الميليشيا الجديدة بنشر قواتها في ولاية كسلا، التي تقع بجوار ولاية الجزيرة في وسط السودان، وعلى الحدود مع إريتريا من الجهة الشرقية للبلاد. أفادت تقارير صحفية أن ميليشيا “الأورطة الشرقية” تعتبر واحدة من أربع ميليشيات حصلت على تدريبات عسكرية في معسكرات بإريتريا، مما يثير القلق من دخول جماعات مسلحة جديدة إلى النزاع الدموي في ظل عدم وجود أي حل مرتقب.

دعوة للتعقل

أفاد صالح عمار، المتحدث باسم تحالف القوى المدنية في شرق السودان، بأن الحركات المسلحة في شرق السودان تنقسم إلى نوعين: الأول هو من صنع الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني، والثاني نشأ نتيجة لتطورات الحرب، مما أدى إلى ظهور ميليشيات مسلحة، نتيجة شعور البعض بعدم الأمان نتيجة لما يحدث في مناطق النزاع. أكد عمار، في تصريح لموقع “إرم نيوز”، أن هذه الجماعات المسلحة ظهرت على الحدود مع إريتريا، مشيرًا إلى أن معظم هذه الميليشيات لا تزال موجودة في تلك المنطقة.

وأضاف: “نحن ندعوهم للاستمرار في موقف الحياد وعدم المشاركة في الحرب؛ لأن الشرق لا علاقة له بالصراع القائم بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهو غير مستفيد منه بل متضرر من هذه الحرب، وليس له مصلحة في الانحياز لأي طرف من الأطراف.” وأكد عمار أنه “لا يوجد أي سبب يدفع أهل الشرق إلى الموت في حروب بلا جدوى، في حين أنهم قد عانوا لفترات طويلة من الظلم والفقر وتدهور الأوضاع وكل أشكال التهميش من قبل الدولة”، كما ذكر. وأشار إلى: “أخاطب قادة هذه الحركات في شرق السودان بأن يتحلوا بالتروي، وألا يجروا سكان الإقليم إلى صراعات لا تعود عليهم بالفائدة”.

بديل القوة المشتركة

يعتقد المحلل الأمني عادل بشير أن ما يُطلق عليه “قوات الأورطة الشرقية” هو ميليشيا جديدة نشأت من داخل القوات المسلحة السودانية، على غرار الميليشيات السابقة التي أنشأتها الاستخبارات العسكرية لتقاتل بالنيابة عنها. قال بشير، لـ”إرم نيوز”، إن هذه الميليشيا الجديدة ظلت الاستخبارات العسكرية في الجيش السوداني تعدها وتتابع تدريبها في معسكرات داخل إريتريا وأخرى على الحدود الشرقية منذ أكثر من عام، في إطار خطة تهدف إلى إنشاء ميليشيات، وهو ما يعد سمة تاريخية للجيش السوداني. وأضاف أنه “الإعلان عن نشر هذه القوات في شرق السودان في هذا الوقت مرتبط بالخلافات التي بدأت تظهر بين الجيش السوداني وحركات دارفور المسلحة، ويشير أيضاً إلى أن البرهان أعد الميليشيا الجديدة كبديل للقوة المشتركة للحركات التي زادت من مطالبها خلال الأيام الماضية”.

وتوقع بشير أن يتيح البرهان لهذه الميليشيا الجديدة الفرصة للقيام بمضايقات مصطنعة ضد قوات الحركات المسلحة المنتشرة في شرق السودان، بهدف الضغط عليها للخروج من المنطقة أو لإجبارها على تنفيذ خطة الجيش السوداني دون أي مطالبات بمقابل. قدمت الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني مجموعة من المطالب للحصول على حصتها من السلطة والثروة مقابل استمرارها في القتال إلى جانب الجيش السوداني. نشرت الصحفية المقربة من الأوساط العسكرية السودانية، رشان أوشي، ما زعمته معلومات من وثيقة تحمل عنوان “محضر اجتماع” جرى قبل عدة أسابيع في منزل الدكتور جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة ووزير مالية السودان، حيث اجتمع قادة الحركات المسلحة الذين وقعوا على اتفاق “جوبا” والمتعاونين مع الجيش السوداني.

وأوضحت أن الاجتماع تناول أهمية الضغط على قادة الجيش السوداني لإعادة توزيع حصص السلطة الانتقالية، ومنح الحركات المسلحة نسبة 50% من الحكومة، خصوصاً في وزارات الخارجية والداخلية والمالية والمعادن، بالإضافة إلى منصبي رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، بحجة أن قواتهم تخوض القتال في الميدان. وأوضحت الصحفية أوشي أن هناك اجتماعًا آخر قد عُقد قبل شهرين، شارك فيه إلى جانب رؤساء الحركات قياداتهم الميدانية، حيث تم طرح مطالب للبرهان يتوجب تحقيقها، مع ضرورة الاستمرار في القتال أو العودة إلى وضع الحياد. كما تضمنت المطالب منح هذه الحركات معدات عسكرية.

إرم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى