حكاية السفير السوداني في الإمارات
حكاية السفير السوداني في الإمارات
صفاء الفحل
ما قام به السفير السوداني بدولة الإمارات الشقيقة عبدالرحمن شرفي برفضه الانصياع للحكومة الانقلابية بالعودة إلى البلاد وتمسكه بالبقاء هناك أمر طبيعي في ظل الهشاشة والضعف وقلة الحيلة التي تعيشها تلك المجموعة اليوم و (بالمناسبة) ليس هو الاول ولن يكون الأخير فالعديد من سفراء السودان حول العالم ظلوا (يسفهون) قرار خارجية حكومة (بورتكوز) بينما ظلت تلك (الحيكومه) غير المعترف بها (تأكل الأمر في حنانها) وتصمت وتبتسم بطريقة خبث شيخها (الترابي) وتقول إنه تمرد (روح طاهرة في زمن خبيث) ولا تعلن عن الأمر خوفا من الفضيحة ولكنه اختلف هذه المرة لأن المعنى هو دولة الإمارات التي سحبت بعثتها الدبلوماسية من بورتكوز قبل فترة وتريد مجموعة (بورتكوز) استعراض عضلاتها وأن ترد عليها بأنها برضوا حكومة ويمكن أن تسحب سفيرها إلا أن سعادة السفير (خذلها) ورفض أخذ التعليمات من تلك المجموعة غير المعترف بها وقال بأنه يتولى المهمة في هذه الفترة باسم الشعب حتي عودة حكومة شرعية معترف بها.
والسيناريو المتوقع في هذه الحالة أو (المفترض) هو أن (تحاول) حكومة اللجنة الانقلابية سحب كافة البعثة الدبلوماسية من دولة الامارات وإغلاق كل أبواب السفارة والقنصلية ب(الطبلة والمفتاح) مع احتمال رفض كافة البعثة للعودة رغم أنني اشك بأن باستطاعتها فعل ذلك أو أن الكيزان تحديدا لا يستطيعون ذلك خوفا من تضرر مصالحهم واستثماراتهم الواسعة هناك أما الاحتمال الثاني هو أن تقول (خارجيتهم) بأنها تحترم الأعراف الدبلوماسية وأنها (فقط) تريد استبدال السفير لانتهاء فترته وفي هذه الحالة يجب ترشيح سفير جديد توافق عليه الدولة المضيفة والتي لا أعتقد بأنها ستقبل أوراق اعتماده في هذه الفترة علي الأقل.
بينما بصورة تضامنية أصدرت أسرة أحمد شرفي العريقة بيان نددت فيه بالهجوم الذي يتعرض له ابنهم من مجموعة بورتكوز متحدية تلك المجموعة أن تكون قد قدمت للوطن ما قدموه ويكفي تلك المساحة الواسعة من المقابر التي تم استغلالها في تلك الفترة السوداء من عمر الوطن كمساحة استثمارية للعديد من المدارس ومحطات البترول وجامعة التقانة والأسواق التجارية دون اعتراض منها وكان يمكنها أن تفعل كما يفعل ال الميرغني وال المهدي بالمطالبة بتعويضات عن هذا التعدي على أرض يملكونها تاريخياً وقد تنازلوا عنها بنبل اخلاق ووطنية خالصة للصالح العام بينما يتهم ابناءهم اليوم بالخيانة الوطنية.
كان الأفضل للحكومة الانقلابية غير المعترف بها دوليا أن تواصل خداع البسطاء في الداخل بشرعيتها وألا تحاول التعامل مع دول العالم التي تمد جسور الدبلوماسية معها في هذه الفترة علي مضض في إطار الدعوة العالمية لإيقاف هذه الحرب اللعينة بذات العقلية التي تتعامل بها مع هؤلاء البسطاء وجميعنا يعلم بان بعثاتنا بالخارج اليوم هي عبارة عن (مواقع الجباية) يتعامل مع المشردين من أبناء الوطن علي اعتبار ألا مخرج آخر لهم غير ذلك وعليها أن تواصل في امتصاص دماءهم دون عنتريات لن تقودها الا للفضيحة
والثورة لن تتوقف حتي بلوغ غايتها ..
والمحاسبة والقصاص قادم مهما طال الجهاد ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة