سيناريوهات اتساع الحرب والجوع والأوبئة
صلاح جلال
(1)
زرقاء اليمامة عنزة بنت لقمان من أهل اليمامة كانت مضربًا للمثل في حدِّة النظر وجودة البصيرة، إذ قيل إنها كانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام فقد أنذرت قومها بأن جموع معادية قادمة نحوهم تريد غزوهم، ولكنهم اتهموها بالخبال وفساد الرأي ولم يصدقوها فاجتاحتهم الأخيرة وقضت عليهم، لقد انتهى عصر زرقاء اليمامة مع تطور العلم والمعرفة وقراءة الأحداث من سياقها لمعرفة تطوراتها، الحرب العبثية الراهنة تستعد على جانبيها بكل الجبهات لاستعادة شبابها وحيويتها في موجة جديدة قادمة وشاملة يتوقع أن تكون الأعنف من كل فصولها السابقة.
(2)
إني أرى الجنود يستعدون ليلبسوا الدرع كاملةً ليوقدوا النار شاملةً، لتتسع الثأرَات والمرارات وخطاب الكراهية لتنفتح احتمالات تشظي الدولة، في منعطف العالم الخارجي لديه ما يشغله غير حربنا في السودان ويلتفت نحو الجانب الآخر، وقيادة القوات المسلحة تعزز رفضها للسلام في آخر فرصة من خلال المبادرة الأمريكية Alps الأمريكان أنفسهم سينكفئون على واقع انتخابات داخلية ستنتهي برئيس جديد في البيت الأبيض وإدارة يتوقع أن تفتح مكاتبها بكفاءة في مارس 2025م أربعة أشهر من الآن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة سيتحول لما يعرف بـ lame Duck President وتقل قدراته لاتخاذ قرارات استراتيجية ويعكف على القضايا التسيرية للدولة حتى التسليم والتسلم للرئيس الجديد.
(3)
الاتحاد الأفريقي مُقبل على انتخابات في فبراير القادم لرئيس جديد للمفوضية بديلاً للسيد موسى فكي، لا توجد مبادرة سياسية وطنية ذات كفاءة لتملأ الفراغ الدولي والإقليمي، يبقى المشهد ينتظر التشكل على أصوات القصدير وانفصال الدانات وأزيز المدافع، السمين يقيف والضعيف يقع الحرب تتبرج بقوتها العارية. وهي منفتحة على تحالفات جديدة إقليمية وعالمية نشطة تعددت لغاتها أمس سمعنا في جبل موية [نحن مبسوطين أوي، وغداً تقول- دنانا- وبعدها شالوم- ومن ثم أماني- وخمليخا] وبقية تحايا تحالفات حروب الوكالة التي تغلق أبواب الفرح وتجتث الأمل لتزرع اليأس وتفتح الأفق نحو المجهول، يرقص القادة على رماد الجثث وبقايا الجماجم والأشلاء ويدفع المواطن الثمن مزيداً من الدماء والتنزيح والتهجير ومسغبة الطعام وقلة الدواء والموت المجاني.
(4)
ماذا نحن فاعلون أمام هذا المشهد المرعب المنتظر، على القوة المدنية التحرك لتعزيز الالتفاف الوطني من خلال مائدة مستديرة عاجلة *والدعوة لمؤتمر سلام بمن حضر* يعزز جبهة رفض الحرب والتصدي لعزلها ويقود دفة السلام الذي فشل الجنرالات في تحقيقه جبهة مدنية عريضة تستنهض التضامن الإقليمي والدولي لتغطية الفراغ الأمريكي بتكثيف التواصل مع الاتحاد الأوروبي والترويكا وتنشيط التنسيق الأوروبي والأفريقي للضغط من أجل وقف إطلاق النار ودعم وصول الاحتياجات الإنسانية من غذاء ودواء ودعم عملية سياسية تحت قيادة مدنية تستعيد الانتقال وتواجه مظاهر تفاقم انهيار الدولة.
(5)
ختامة
نواجه الآن أكثر لحظات الليل إظلاماً وقد وهنت القدرات وعز السند وارتفع صوت السلاح علينا أن نعتصم بالوحدة والتكاتف والتضامن حتى تنجلي هذه الحلقة من العنف العاري ونشمر عن ساعد الجد لنرص الصفوف لأخذ مصيرنا بأيدينا نحن الشعب القدرة عدالة العوج كم جانا سيل والدنيا ليل صدينا والصبح إنبلج.
الشعب السوداني اعتاد على السير في الرمال المتحركة فعلها في الماضي وسيكررها اليوم وغداً، معاً لنعزز خيار الحياة أمام خيار الموت والدمار برفض الحرب وعزلها.
#لاللحرب
#لازم_تقيف