و(رابعهم) إبراهيم جابر!

و(رابعهم) إبراهيم جابر!

علي أحمد

لا خلاف على أن الأربعة الذين يقودون الجيش (البرهان، كباشي، العطا، وإبراهيم جابر) جميعهم منحطّون أخلاقيًا ووطنيًا وإنسانيًا. كما لا خلاف على أن قيادة الجيش الحالي عامةً موبوءة بتفشي الفساد والعنصرية والشذوذ بكافة أشكاله وألوانه. ولا أعرف هل هذا الأمر صدفة أم أن هذه التركيبة الغريبة من شروط ومتطلبات الجندية، حيث تخفي مظاهر القوة الخارجية انكسارات داخلية عميقة، وحيث النزوات المريضة تجد مستقرًا لها في الأرواح المهشمة، وحيث العمالة والخيانة هي العقيدة العسكرية!

الأغرب أنهم متماهون غاية التماهي مع ما هم فيه من خزي وعار وتبلّد، لا يخجلون ولا يتوارون منه، بل يتعايشون معه بطريقة شديدة الألفة، ويعبّرون عنه جهرًا بلا أدنى خجل أو حياء، وبتصرفات شاذة عالية في الارتفاع، مثلما فعل (البرهان) بحركة يديه وهو يلهث خلف صبية موقع (تيك توك)، منافسًا لهم في الترند. وأيضًا مثل رقص ومياعة “الكباشي” أمام جنوده في ولاية سنار، وأحاديث “ياسر العطا” ناقصة الفهم والعقل!

ولكن مع كل مساوئهم ومخاذيهم، إلا أن الثلاثي لم يبلغوا بعد المرحلة البائسة من التبلّد الحسي التي يتصف بها رابعهم إبراهيم جابر. إذ إنه، ورغم أن القصف الجوي على المدنيين في دارفور يزداد وحشية يومًا بعد يوم، ظل الرجل صامتًا، وكأن القصف لا يعنيه، وكأن الضحايا الأبرياء ليسوا أهله وأقاربه. لم يُظهر أي تعاطف يجعله يمارس نفوذه على زملائه (ثلاثي الخيبة) ليقاتلوا كالرجال في ميادين القتال، وليس بالهروب وقصف النساء والأطفال بالطائرات في البيوت البعيدة، وآخرها قصف منطقة (الكومة) بشمال دارفور، ما أدى إلى مقتل زوجة شقيقه وابنتيها، وتقطيعهن إربًا وتفحم جثثهن، بينما هو كما (القوّاد) يمارس طريقته المائعة المعتادة في السلبية والهروب من المسؤولية والتبلّد التام أمام كل ما هو إنساني وأخلاقي!

لم يكن موقفه هذا استثناءً في سجل تصرفاته وسلوكه، فقد عُرف عنه ميله الدائم للهروب من مواجهة الحقائق، حتى لو طرقت هذه الحقائق باب بيته، كما حدث في مجزرة (الكومة)، فلم يُظهر أي تأثر بمقتل أهل بيته، ولم يُبدِ اهتمامًا بالخسائر المروعة التي تلحقها الحرب بأهله وذويه، ولا يزال يمارس القوادة على أهله مقابل حصوله على أموال النهب والفساد. بل حتى (القوّاد) في واقع الأمر يمارس كل الموبقات وينتهك كل الأعراض، ولكنه يصون حرمة أهله وأسرته ويحفظ أعراضهم ويستميت دفاعًا عن حياتهم، فمن أي طينة حقيرة قذرة جاء هذا (القوّاد) الذي يخجل منه القوّادون؟!

آخر فضائح هذا المفضوح ناقص الأخلاق والشرف هو ما جاء به أمس الأول، عندما حاول أن يتشبه بالرجال ويرد على تصريحات “حميدتي” الأخيرة. ولم تأتيه شجاعة كافية للرد على استهزاء حميدتي به، فقفز منه إلى الدفاع عن أسياد أسياده (المبسوطين أوي)، قائلاً: “لو أن سلاح الطيران المصري اشترك معنا في الحرب لحسمها في يومها الأول!”.

هكذا تحدث الجبان فمدح قدرات جيش ليس بجيشه وفضح ضعف الجيش الذي هو جيشه، بل هو قائده الرابع حسب هرمه التسلسلي، ولكنه الخائب “إبراهيم جابر”، لا شرف شخصي يدافع عنه ولا عسكري!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى