أفادت تقارير صحفية في السودان بأن السلطات العسكرية السودانية متورطة في بيع المساعدات الإنسانية وتهريبها إلى الدول المجاورة، في وقت تواجه فيه ملايين النازحين من جراء الحرب خطر المجاعة.
وأفادت التقارير بأن تجارًا من دول “جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا وتشاد وأفريقيا الوسطى” قاموا بالقدوم إلى مدينة بورتسودان، وهي العاصمة المؤقتة لحكومة الجيش السوداني، حيث اشتروا المساعدات الإنسانية من مسؤولين في الحكومة المرتبطين بحركتي “وزير المالية جبريل إبراهيم وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي”.
شواهد عديدة
شملت المساعدات التي تم بيعها حسب ما أفادت به صحيفة التغيير الإلكترونية: “حاويات من المحاليل الوريدية، وأدوية أونسلين ميكس، وأدوية متنوعة، ومعقمات”، إلى جانب مواد إغاثة طبية أخرى، التي كانت قد دخلت البلاد بهدف توزيعها على المشردين والنازحين نتيجة الحرب، إلا أنها تم تسريبها إلى السوق من خلال وسطاء في سلطة الجيش.
أفاد مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب نهار، لـ”إرم نيوز” بأن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، متورط في سرقة المساعدات الإنسانية وبيعها في الأسواق.
وقال إن “هناك 75 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وصلت إلى الولاية الشمالية في طريقها إلى دارفور، إلا أن مناوي قام بالتصرف فيها بزعم محاصرة ولايات دارفور بواسطة قوات الدعم السريع”.
وأشار إلى أن منظمة برنامج الغذاء العالمي بدأت تحقيقات مع اثنين من كبار موظفيها في السودان بشأن سوء التصرف في المساعدات الإنسانية وعرقلة وصولها إلى المستفيدين، بالتعاون مع الجيش السوداني، بالإضافة إلى استبدال جزء من المساعدات بمواد تالفة وتعميم المعلومات عن المجتمع الدولي والمانحين.
أشار نهار إلى أن من يسرق المساعدات الإنسانية ويحول دون وصولها إلى المستفيدين هو الجيش السوداني، لافتًا إلى وجود أدلة عديدة على ذلك، بما في ذلك تصريحات المبعوث الأمريكي الذي أعرب عن “صدمته من قيام الجيش بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية”. كما أن البرهان قد صرح بشكل واضح أنه لن يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وأشار نهار إلى أنه “تم إرسال أكثر من 13 طائرة مساعدات من دولة الكويت، بالإضافة إلى مساعدات أخرى من دول مختلفة لا يعرف مصيرها. إذا ذهبت الآن إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش، ستلاحظ المواطنين يصطفون للحصول على ‘البليلة’ من مطابخ المتطوعين، مما يدل على أن الجيش هو من ينهب المساعدات بدلاً من توزيعها على المحتاجين. وفي العديد من المعارك، وجدنا مواد إغاثة في إطار الجهود الحربية التابعة للجيش”.
وأوضح أن “كل هذه الأدلة تشير إلى أن الجيش السوداني هو من يقوم بسرقة الإغاثة، ويتلاعب بالمساعدات ويحول جزءًا منها إلى المجهود الحربي”.
الاتجار بالمساعدات
في الأسبوع الماضي، قامت القوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش باحتجاز شاحنتين محمّلتين بأدوية إنقاذ الحياة ومواد إغاثية في مدينة “الطينة” الواقعة على الحدود مع تشاد. كانت هذه الشاحنات في طريقها إلى المدنيين في مدينة نيالا بجنوب دارفور ومخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور. ولم يتضح حتى الآن مصير هذه المساعدات التي احتجزها حلفاء الجيش السوداني.