Site icon صحيفة الصيحة

ما هي الخطوة القادمة لمصر في الترحيب بالسودانيين وقفل حتى مدارسهم؟؟

ما هي الخطوة القادمة لمصر في الترحيب بالسودانيين وقفل حتى مدارسهم؟؟

شوقي بدري

في ديسمبر 1974م ذهبت لزيارة أخي كمال إبراهيم بدري المحاضر في عدة جامعات داخل وخارج السودان، في منزله في العباسية الرائعة وجدت معه شاباً مصرياً مهذباً وهما في حالة نقاش اجتماعي وعلمي وكمال يتعامل مع الشاب المصري كأبنه ويشرح له الحياة ومزالقها.

الشاب كان في حالة استرخاء فهو من سكان المنزل. عرفني كمال بالشاب الذي كان والده خياطاً في العمارة رقم 23 شارع رشدي باب اللوق القاهرة.

بدأت الصلة بين كمال والخياط عندما اشترى كمال شقتين أثناء تحضيره للماجستير في الجامعة الامريكية بالقاهرة. قبلها عمل كمال كمدير لشركة زراعية في السودان بمرتب وامتيازات ضخمة. قرر كمال أن يعود للتدريس بالرغم من المرتب الضعيف وصار محاضراً في معهد المعلمين العالي والذي صار جامعة الطالب المصري مع مجموعة كبيرة من الطلاب المصريين التحقوا بجامعة القاهرة فرع الخرطوم لمدة سنة واحدة حتى ينتقلوا إلى الجامعة الأم التي فشلوا في دخولها من البداية!! الصداقة التي ربطت كمال مع الخياط وصاحب الدكان وعوض البواب أعطت الفرصة للخياط أن يرسل ابنه إلى صديقه كمال بحكم الصداقة. الطالب صار عضوا في أسرتنا الكبيرة. أذكر أننا اصطحبناه لقضاء سهرة رأس السنة في أحد أكبر ملاهي الخرطوم.

الكوز ابن عمتي النور علي وزوج شقيقته الكوز الأكبر أحمد عبد الرحمن وزير داخلية نميري لأكثر من عشرة سنوات ذهبوا لشقيقتي ومعهم فتاة عربية التحقت بجامعة الاحفاد كلية الطب وكانت تحتاج إلى سكن في امدرمان بطريقة تضمن سلامتها من نفسها والآخرين. رحبت شقيقتي إلهام بالفكرة كما رحبت بالفتاة. تطرق الكوزان كعادتهم إلى عملية الدفع وحجمها. الكوز عادة يحسب كل شئ بالفلوس والمكاسب أو من رحم ربي. رفضت الاستاذة الهام قائلة… تقعد معانا وتأكل البناكلوا لكن ما بنشيل قروش من طالب علم . رد أحمد عبد الرحمن مستغرباً…. انتو حكايتكم شنو، جمهوريين؟ يا لها لشهادة رائعة من كوز في حق الجمهوريين. مكثت الطالبة ابنة الكوز العربي إلى أن تخرجت كطبيبة.

هل كان في امكان كمال بدري إرسال ابنه عبد الكريم بدري للسكن عند صديقه الترزي في القاهرة حتى اذا كان يسكن في مسكن كبير؟؟ هل كان في امكان أحمد عبد الرحمن أو النور على إرسال ابنة كوز سوداني للسكن والدراسة عند كوز عربي في وطنه؟؟.

لماذا وجدت بعثة تعليمية مصرية في السودان في المكان الأول؟؟ السبب هو وجود أعداد هائلة من المصريين في السودان. في مدينة ملكال عاصمة أعالي النيل كانت هنالك أربعة احياء. من الشمال وبعد المطار كان هنالك حي الملكية ويليه حي الري المصري ومحاط بأسلاك شائكة وبه مدارس ضخمة ملاعب كرة قدم سلة تنس… الخ ومسطحات خضراء حدائق مكاتب مساكن جميلة. بعد الري المصري هنالك حي الجلابة وأغلب سكانه من التجار. الحي الأكبر هو المديرية الذي يشمل كل الموظفين في عاصمة أعالي النيل التي هي الأصغر من بحر الغزال والاستوائية، إلا أن أعالي النيل أكبر من كل جمهورية غانا اشتعلت الحرب الدائرة اليوم في السودان بواسطة حكومة السيسي الذي تستعبد الشعب المصري. لقد اندفعت أعداد مهولة من المصريين انصاف المصريين وتلات أربع مصريين نحو بلدهم عندما تدفق البترول السوداني وصار العامل المصري يقبض ما يعادل 500 أو 600 دولار في السودان امتلأ السودان بالمصريين فصار المصري مغترب بدون كفيل. وطبقت اتفاقية الحريات الاربعة….. أين ذهبت هذه الاتفاقية؟

في مايو 1958م أخذت الباخرة وكنت اقتسم القمرة مع الأخ الشاب عبد الحفيظ التاجر في تونجا في طريقنا إلى كوستي ثم الخرطوم. كان أغلب الركاب في الدرجة الأولى والثانية من المصريين في طريقهم إلى مصر. كان بينهم الكثير من النساء والتلاميذ. المصريون كانوا أغلبية الموظفين في البريد السوداني. الشوام لعشرات السنين كانوا يسيطرون على الوظائف المهمة في مشروع الجزيرة كما تفوقوا على المصريين في التجارة الصناعة الخفيفة المطاعم المقاهي الفاخرة … الخ

المدارس المصرية في بورسودان عطبرة شجرة محو بيك أو شجرة غردون حيث رئاسة الري المصري كانت ترفع العلم المصري ويبدأ اليوم الدراسي بتحية العلم المصري كما في كل المدارس المصرية ونشيد العلم المصري، وهذا يشمل الطلاب السودانيين إلى أن احتج كمال إبراهيم بدري الذي كان يعمل مدرساً في مدرسة الشجرة الثانوية ولأنه كان يحب العمل في الريف وسكن في الشجرة. حدثت مواجهة بين كمال وناظر المدرسة المصري لأن كمال اعترض على تحية العمل المصري بعد أن أنزل العلم البريطاني والعلم المصري ورفع العلم السوداني الذي غير شكله ليكون عربياً كما غير رمز الكركدن أكبر عميل لمصر جعفر النميري. قام كمال بالاستقالة من وظيفته بالرغم من أنه كان يحس بالتعاطف مع مصر لأنه درس فيها، إلا أن العلم المصري لا مكان له في السودان.

انتهى الأمر بجعفر ود آمنة بتسليم كل التعليم السوداني لمصر لدرجة أن المقررات من بخت الرضا كان يدرسها الطلاب في اليمن الجنوبي اريتريا الصومال… الخ. في زمن انحطاط نميري صارت الكتب السودانية تطبع في مصر. حتى الكراسات الطباشير وأغلب معدات التعليم تأتي من مصر وندفع اثمانها التي تقررها مصر. بالرغم من أن كل هذه المواد كانت تصنع محلياً في المخازن والمهمات الخرطوم بحري.

هنالك قصة اللوري الذي بسبب اهمال السائق انقلب اللوري ومات البعض في غرب السودان. تلقى أحد الركاب رشوة وشهد في المحكمة أن السبب هو جداد الوادي الذي طار فجأة وضرب زجاج اللوري والسائق عن طريق الفتحات الجانبية. كان القاضي تفتيحة وطلب من الشاهد الانصاري أن يقسم بالمهدي بدلاً عن القرآن تغيرت الشهادة إلى السرعة واهمال السائق قال… عمود تلغراف واحد تشيفي وواحد ما تشيفي جداد وادي ما غلطان غلطان السواق . جوجلانا جوجلانا وفي الوادي كبانا ….. يا أهلي الكرام  جداد وما خلطان خلطان حكام السودان البدوا مصر الحق في استعمار السودان.

الاخوة آرتين مظلميان، قاري وشقيقتهم ابناء مظلوميان مع ابناء خالتهم الخالة اوجين كوركجيان  استفان شوشيق اناهيد وشوشيق وهنازان كانوا يسكنون في زمن الطفولة الباكر كجيران لنا في حي الملازمين. لم تكن لهم سيارة او منزل ضخم مثلنا لم نفكر في انهم مسيحيون ووالدتهم تعمل كخياطة والرجال يعملون بعيداً في أحراش الحواتة شرق السودان. إلا أننا صرنا أخوة. ويأتي البص ليأخذهم إلى المدرسة الارمنية في الخرطوم. كان للاقباط مدرسة التقدم في المسالمة. أحد المدرسين في هذه المدرسة كان العم عوض عمر الامام وابن إمام جامع أمدرمان الأول. العم عوض عمر كان عنواناً للدين الاسلامي في السودان لأنه أول من رتل القرآن في الإذاعة السودانية ولا تزال تسجيلاته متداولة. أبناء عوض عمر ومنهم يوسف ومحمد كانوا يدرسون في مدرسة المسيحيين التقدم والعم عمر توسط لأطفال منطقة الهجرة الركابية للالتحاق بمدرسة التقدم. مدرسة اليونتى البريطانية كانت تعمل حتى في زمن الكيزان الأغبر منها تخرج الكثير من فتيات الخرطوم. المدارس الهندية تواجدت في السودان أحدها كانت في غرب الملازمين مدارس الارسالية الامريكية كانت بالقرب من مستشفى امدرمان التعليمي الذي صار انقاضا اليوم. وكانت لإرسالية مستشفى صار مستشفى التجاني الماحي درست مع شقيقة الشنقيطي في مدرسة الارسالية الامريكية كانت لها داخلية يسكنها بعض الطلاب من أسر فقيرة أو ظروف غير سهلة. كانت للإرسالية مدرسة ثانوية تجارية خرجت الكثير من موظفي البنوك الشركات منهم أخي الحبيب اجوت الونج أكول زميل مدرسة ملكال. درس شقيقاتي في المدرسة الارسالية كذلك.  للإيطاليين كانت مدرسة كمبوني في الخرطوم وبورسودان وربما أماكن أخرى مثل الجنوب. من مدرسة القديس كمبوني تخرج الصادق المهدي. كان يسكن في الداخلية وفي الطابق الثاني في غرفة بها بلكونة.

المصريون وجدوا حرية لم يجدوها في بلدهم. في كل مدينة كبيرة خاصة في رمضان كان يأتي مقرئ مصري ويعود محملا بالهدايا والمال، المدرسون المصريون كانوا يعملون في المدارس السودانية الثانوية، خاصة المدارس الاهلية، كانوا يجدون الاحترام والمرتب الشحمان الذي يصل إلى 60 جنيه مع السكن وبدلاً عن الـ20 جنيه مصري في أحسن الظروف في مصر. بعضهم عمل في مدرسة الاحفاد الثانوية. وناظر مدرسة الاحفاد الثانوية للبنات المقابلة للمجلس البلدي، كان مصرياً ومعه بعض المدرسين المصريين.

بعد ان انتهيت من المدرسة الثانوية بدأت في كتابة رواية الحنق. أردت أن اتعلم الكتابة على الآلة الكاتبة. أكبر معهد في أمدرمان وقتها لتعليم الآلة الكاتبة، كان يشارك نادي التجار السوداني في شارع الموردة ليس بعيداً عن مدرسة امدرمان أو الكلية. صاحب المعهد كان مصرياً ومعه مدرسة ومساعد من شمال الوادي بسب مشاكل الكيزان وتضييقهم على السودانيين خاصة المغتربين أو المهاجرين، ذهب الكثير منهم إلى مصر التي كانت ترحب بهم وبدولاراتهم. قام الكثر من أسرة بدري ومن تقاعدوا لهم معاش جيد من الحكمومة البريطانية او الاوربية، بشراء فلل وشقق في الرحاب وغير الرحاب. بما أن آل بدري يعشقون مهنة التعليم والكثير منهم يحمل درجة الدكتوراة لدرجة انني اضطر دائما لتذكير الناس بأنني لسن بدكتور. ما أن يسمعوا باسم بدري أصير دكتوراً وكأن آل بدري يولدون بهذه الشهادة.

قرر بعض أل بدري المقيمين في مصر انشاء معهد لتعليم اللغة الانجليزية. بعضهم ولد في بريطانيا أو ذهب إليها وهو طفل. منهم الطبيب المهندس والمدرس…الخ. بدأت الفكرة جيدة وستملأ حياة أصحاب الشهادات والمعاشات. تبنت الفكرة الاستاذة التي اسست مدرسة للأساس وكانت الطالبة الأولى للشهادة من مدرسة الاحفاد وهي إدارية متمرسة. كانت تعلم الاطفال ركوب الخيل السباحة الرياضة المسرح الخ …

الفكرة كانت جميلة لأنها تتيح للسودانيين في المكان الاول اتقان اللغة الانجليزية التي حاربتها الانقاذ لتحد من انطلاق الانسان السوداني. فنحن اتينا الى أوروبا وكنا نخاطب الجميع بلغة انجليزية،، معقولة،، نعبر عن  رغباتنا نناقش السياسة التاريخ الاقتصاد… الخ . والمعهد كان سيكون مفيدا حتى للمصريين فلن  يجدوا معهداً في مصر مدرسية من حملة الدكتوراة أو ولدوا وترعرعوا في بريطانيا. الغريبة أن أحد أفراد هذه الأسرة وهو شاب يحاض في الأدب الانجليزي في الجامعة المصرية في القاهرة بدون مشكلة.

ذهبت السيدة لتحصل على رخصة معهد لتعليم اللغة الانجليزية في القاهرة، وليس الجاسوسية غسيل الاموال أو النشل الذي صارت له مدارس في المحروسة أم الدنيا. تكفل سائق الليموزي الذي صار تلك الأسرة من أكبر زبائنه بإيصال السيدة بمحامي جيد متخصص في الرخص العقودات… الخ. بدأ النقاش جيداً إلى أن طرح المحامي وضع المدرسين!! وعندما كان الجوان … انحنا المدرسين وحندرس الطلاب. انتفض المحامي وبكل بجاحة قال…. بس يا مدام عيب سودانيين يدرسوا مصريين!! مش معقول دي حاجة مش مقبولة. وانضم سائق الليموزين للدفاع عن الشرف المصري الذي سيهدر بواسطة البرابرة. وأظنه ردد لنفسه البيت الذي قاله المتنبي

لن يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم

أو ….. لن يسلم الشرف المصري اذا كان المدرس بربري…..

كان واضحا ان الاسرة لن تجد غير التعنت والمعاكسات، فنفضوا أيديهم عن المشروع

في هذه اللحظة اعرف سودانيين قد اشتروا فللا وشققا وبعضهم قد امتلك شركات وله موظفين مصريين وعمال لأكثر من عقدين ولم يسمح لهم بالرجوع الى املاكهم في مصر بعد الاجازة. لا دخل لهم بالسياسة او غير السياسة. فقط حكمت مع مسؤول في الامن وربما بطريقة عشوائية مضايقة بعض البرابرة. لقد دفع الآلاف بين 1400 الى 1600 دولار ليسمح لهم بدخول مصر. بعضهم لا يزال يمتلك اقامة صالحة في مصر. قالوا لهم الموضوع محتاج موافقة الامن. نفس الامن الذي اعطاهم الاقامة التي لاتزال صالحة. سلم لي على الحريات الأربعة التي تطبق على المصريين ويحرم منها السودانيين. الغلط ليس غلط مصر الامارات السعودية أو جزر المالديف المشكلة في الحكومات السودانية.

إلى اليوم مصر لم ولن تعترف بالسودان كدولة ذات سيادة، وإلا لكان هنالك تمثيل دبلوماسي بين البلدين. مصر لم ترسل ابداً دبلوماسيين إلى السودان. كيف ترسل دبلوماسيين إلى بلد أنت لا تعترف بسيادته على أرضه كل من ترسلهم مصر إلى السودان المديرية المصرية الجنوبية هم رجال مخابرات. المصريين يعترفون بهذا، مثل اعترافهم في الكتب الصحف والتلفاز هي أنهم بواسطة صلاح سالم قد اشترت النواب والناخبين وتنصيب أزهري على رأس الحكومة الانتقالية. واليوم صار السودان مستعمرة مصرية كاملة الدسم وقد ظهر هذا الدسم على الاقتصاد المصري. وزير الصناعة المصري أحمد سمير صرح بأن مصر بسبب الحرب في السودان قد خسرت 46 بليون دولار في ظرف 6 أشهر بسب توقف تدفق المواد الخام من المستعمرة المصرية.

قبل 26 سنة كتبت عن سيطرة المخابرات المصرية على السودان خاصة في زمن النميري عميل مصر الأول..

اقتباس

كل الجيوش لم تكن تتحرك بدون الاستخبارات طارق بن زياد قبل أن يهاجم الاندلس أرسل جواسيسه. وعرف أن الاندلسيين يسترخون في فترة شهر رمضان لأن البربر أو الأمازيق يكونون صائمين ولن يهاجموهم ولهذا هاجم البربر الاندلس في شهر رمضان. والسادات هاجم خط بارليف في يوم كبور وهو أكبر أعياد اليهود

المسكوت عنه فى 19 يوليو مكتبه شوقى بدرى …قبل عقدين ..

(بخصوص المخابرات المصرية ليس هذا هوس من جانبي. في سنة 1988م وعندما ساءت العلاقات بين السودان ومصر ذهبت لمكتب الخطوط الجوية المصرية للحصول على حجز وتذكرتي كانت على الخطوط المصرية اشتريتها من كوبنهاجن فطالبوني بيفيزا لدخول اسكندنافيا وكان وقتها مكتب الخطوط المصرية يمر بإصلاحات وهم يعملون من داخل النادي العربي بشارع القصر. فأبرزت لهم جوازي السويدي ولكنهم اصروا على حصولي على فيزة دخول في جوازي السوداني. وكان يصحبني صلاح عبد الفتاح. والده كان يعمل في هيئة تسويق الأقطان السودانية . ويرافقنا أحد أقاربهم المحس واسمه عبد العزيز ولم أكن قد قابلته من قبل ويبدو بسيطا متواضعا فذهبنا الى مكتب مدير الخطوط المصرية في عمارة أبو العلا الذي قابلنا بفظاظة “تعمل اللي طلبوه منك والا تضرب برأسك في الحيط” ثم اغلق الباب فوقفت محتاراً فقال لي الأخ عبد العزيز “يلا على السفارة المصرية وانا أحل ليك المشكلة دي” فشخطت فيه غاضباً مدفوعا بإخفاقي وغيظي وقلت له “أعمل ايه في السفارة المصرية أنا عاوز فيزه؟ انت ما بتفهم؟”

فضحك عبد العزيز ببساطه ” الكان بيتكلم معاك دا عقيد في المخابرات المصرية وفي واحد زيه على رأس البعثة التعليمية المصرية وواحد في الري المصري ورئيس ديل القنصل المصري وانا ضابط امن مسئول من امن السفارات” وعندما وصلنا السفارة المصرية تغيرت شخصية عبدالعزيز وتنمر وهب البواب واقفا لتحيته وعندما وصلنا الطابق الثاني في بهو فسيح بعدة أبواب طرقع بأصبعه وقال للمراسلة” نادي محمد ”وخرج القنصل مرحبا وعندما شرح له عبدالعزيز الامر قال القنصل محمد” دول ناس ما بيفهموش هو احنا لاقين ناس زيك بشياكة والاناقة دي وجواز سويدي” وكتب علي ورقه” الأخ حسين ارجو اعطاء الاخ شوقي اوكيه وبلاش مضايقة للخلق” فاعترضت أنا على جملة مضايقة الخلق وقلت أريد حل المشكلة بدون مضايقات ولكن القنصل أصر أخذها بتلك الطريقة. وبالرغم من اصراري إلا أن القنصل الح ان اخذها كما هي وعندما لم أقبل قام بشطب الجملة بطريقه لا تزال مقروءة وبدأ القنصل ملاطفة عبد العزيز تحسر على عدم رؤيته والسهر والخ… وسأله عبد العزيز” انت يا محمد لسع بتبيعو سجاير؟” فقال القنصل” سجاير ايه مانت عارف ما احنا اخوات وما فيش مشاكل” وخارج السفارة سألت عبد العزيز عن موضوع السجاير. فقال” ما اصلو النميري فتح البلد للمخابرات المصرية وكانوا شغالين عالمفتوح. قبل مده لقيت واحد مصري بيبيع سجاير بالحبة في شارع القصر زي كانو مصر ما فيها مدخنين وضربته كف على قفاهو وجريته على القنصل وقلت ليه أي زول ممكن يعرف انه دا مخابرات مصرية”

في مايو 1995م شاهدت الأخ عبد العزيز في التلفزيون المصري يتحدث عن بيوت الاشباح ومعسكرات تدريب الارهابيين بعد محاولة اغتيال حسني مبارك عن طريق مداخله الاخ ترهاقا عرفت أن عبد العزيز جعفر هو ابن اخ البروفسور عمر محمد عثمان عميد في جامعه الخرطوم في السبعينات والاخ عبد العزيز جعفر تعرض لتعذيب بشع في بيوت الاشباح في بداية الانقاذ واتهموه بالعمالة لمصر. والآن أهل الانقاذ يذهبون إلى مصر أكثر من السوق العربي.

من المحن المصرية أن مصر قد حاربت المدارس المصرية وقامت بقفل بعض المدارس السودانية التي أسست قبل عقود وتمتلك رخصاً سارية.

التاج البريطاني وعلى يد ولى العرش الانجليزي يقلد الاستاذ السوداني أحمد بدري أحد أعلى الأوسمة البريطانية ام أو بي، لتأسيسه المدرسة السودانية في لندن، ولنشاطه في العمل الاجتماعي التطوعي. قبل ايام دشن أحمد بدري كتابه “بيت السودان” الذي كان أحد 40 مبنى يمتلكه الشعب السوداني في أحسن المواقع في لندن، قامت الانقاذ بسرقتها مع خط هيثرو للطيران. كم عدد المباني التي سجلتها الحكومة المصرية للشعب السوداني حتى ولو في حارة الزبالين بعد خروجهم من السودان؟؟.

تم تكريم الاستاذ احمد بدري بواسطة كبار السودانيين. وتكفلت المدرسة السودانية ببعثة لطالب سوداني كل سنة. كما تكفلت أسرة سليمان رحال ببعثة ثانية لطالب سوداني

بريطانيا بلد الكفار والاستعمار تكرم سوداني بأحد أعلى الاوسمة البريطانية لتاسيسه مدرسة سودانية في لندن مصر المؤمنة….موطن الأزهر الشريف …. أخت بلادي تقفل المدارس السودانية وتعامل السودانيين اسوأ من الكلاب!!!.

shawgibadri@hotmail.com

Exit mobile version