العلاقات السودانية المصرية في ضوء خطاب قائد قوات الدعم السريع
العلاقات السودانية المصرية في ضوء خطاب قائد قوات الدعم السريع
ادم بركة دفع الله
الخطاب الأخير لقائد قوات الدعم السريع حول العلاقات السودانية المصرية يأتي في إطار التحولات الراهنة في السودان، ويعكس التوترات التي تشوب العلاقة بين البلدين. هذا الخطاب يثير قضايا متعددة تتعلق بالتدخل المصري في الشؤون السودانية، بما في ذلك دعم مصر لبعض الأطراف في الصراع السوداني وتعزيزها لهيمنة المؤسسة العسكرية، وهو ما يُعتبر مصدر قلق وانقسامات اجتماعية وسط السودانيين.
العلاقات السودانية المصرية تتمتع بتاريخ طويل من التآمر ضد رغبات السودانيين، غالباً ما كان متوتراً بسبب السياسات المصرية تجاه السودان. كان التدخل المصري في دعم الانقلابات العسكرية، بدءاً من عهد الرئيس عبود وصولاً إلى دعم نظام البشير، يعكس رغبة مصر في الحفاظ على نفوذها في السودان وعدم واستقراره ونهب موارده. ومع ذلك، فإن هذا التدخل كثيراً ما كان يأتي على حساب المطالب الشعب السوداني بالديمقراطية والمساواة، ما أدى إلى تصاعد التوترات الداخلية في السودان.
في ضوء الحرب الحالية في السودان، تتعقد العلاقات بين البلدين، حيث يمكن أن تؤدي التدخلات المستمرة إلى تفاقم الأزمة السودانية. ويثير المخاوف من احتمالية تفكك السودان، وهو ما سيؤدي إلى تعقيد إدارة موارد نهر النيل، خاصة أن تفكك السودان سيؤدي إلى ظهور كيانات متعددة على الشريط النيلي، مما قد يفرض تحديات جديدة على مصر فيما يتعلق بالأمن المائي.
لذلك، ينبغي على مصر إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه السودان، والتركيز على بناء علاقات ندية قائمة على احترام سيادة السودان وحل الخلافات من خلال الحوار المفتوح. بناء السودان كدولة ديمقراطية مستقرة ليس فقط في مصلحة السودان، بل يحفظ أمن مصر أيضاً.