الوهم المصري الكارثي
الوهم المصري الكارثي
شوقي بدري
الشعب المصري منذ الفراعنة إلى اليوم لم ينعم أبداً بالحرية والديمقراطية. يذهب فرعون يأتي فرعون اسوأ. ناصر بعد أن أكمل هرمه، السد العالي، أراد أن يخلده العرب كالبطل الذي لا يقهر. انانيته ورطت العرب وأسدت أكبر خدمة للصهيونية. أضاع الضفة الغربية القدس سيناء التي ليس لمصر سيطرة كاملة عليها اليوم. ناصر كان حالماً لا يعرف العالم الخارجي ولا يستطيع أن يقرأ كتاب السياسة العالمية. قال له بورقيبة الذي عاش في الغرب كمحامي في باريس…… اسرائيل قد خلقت لتبقى اقبلوا بالحاضر. أطلق ناصر كالعادة كلابه ونهشوا لحم بورقيبة ووصفوه كعادتهم بكل ما وصفوا به السعودية ودول الخليج اليوم. أراد ناصر أن يخلد نفسه كفرعون قوي.
السادات أراد أن يخلد اسمه بالعبور ومسرحية الانتصار. ذهب إلى اسرائيل ووقع اتفاقية التسليم. مات مقتولاً وسط جنوده حرسه وامنه. حسني مبارك أراد أن يجعل مصر صنوة لأوروبا بسب عقدة النقص، لا يمكن الطيران بدون أجنحة. تفرعن على الشعب المصري أراد أن يجعل من إبنه الفرعون القادم. انتهى به الأمر على سرير في المحكمة .
السيسي مارس البطش الإهانة واحتقار الشعب المصري وصار يصدر من التصريحات محذراً من يفكر في الاقتراب من الكرسي ويقول ….حازيلو عن وجه الأرض، وكأنه فرعون كامل الدسم .
إلا أن الشتائم التي وجهها إلى السعودية وكل دول الخليج من فمه وغازياته وآخرين تفوق كل تصور للانحطاط. السعودية وبعض الدول هم من أخطأ وملأ جيوب السيسي جيشه وجهاز امنه بالمليارات التي كان السيسي يعتبرها جزية يجب دفعها للمحروسة. لقد تحالفوا مع السيسي ضد الشعب المصري الذي كان يناضل من أجل الرغيف العلاج والسكن، وأزلام السيسي يرفلون في النعيم. الشعب المصري سيتخلص من السيسي ومن هو أقوى من السيسي. الشعوب تنتصر دائماً.
المشكلة أن الكثير من شرائح المجتمع المصري مغيبة، مستكينة أو غافلة. يلعب عليهم بأنهم الشعب الفريد وان المحروسة هي مركز الكون وأن المصريين يقدمون خدمة كبيرة للسعودية وأهل الخليج وحتى الغرب لأنهم شعب الله المختار. لهذا من الصعب إقناع المصريين أن الدنيا قد تغيرت وأنهم لا يعنون الكثير للعالم بوضعهم الحالي. أغلب المصريين لا يريدون تقبل الحقيقة. حتى تصريحات هيكل الذي صدق هذه المرة وهو الكاذب …. قال لهم ….. مصر ليست أصل الحضارة ولم تقدم الكثير.
عندما صرح هيكل بان الحضارة الفرعونية محصورة في الغيبيات وما وراء الموت ولذلك اهتمت بتشييد المقابر مثل الاهرامات والتحنيط والمعابد. عكس الحضارة الرومانية والاغريقية التي اهتمت بالمسارح والملاعب الرياضية وانتجت للعالم كبار الفلاسفة، والادباء، والشعراء، والعلماء. عندما قال هيكل ذلك انقلب عليه الاعلام في مصر واتهم بأسواء التهم.. الخائن.. المخرف.. الخ المصري عنده الحضارة المصرية أعظم حضارة في العالم.
الاتراك حكموا العالم لم يقدموا الملموس في الأدب الشعر العلوم الثقافة والاختراعات. ما قدموه للعالم هو الآلة الحربية الباطشة النهب، القتل، الاغتصاب، الرق واكتناز المال ثم المال بكل الطرق. الاتراك لا يزالون يعلكون عظمتهم تاريخهم وسيادتهم للعالم. لهذا هم اليوم أكثر الدول الاوروبية تخلفاً.
قبل ما يقارب العقدين كتبت موضوعا تحت عنوان محن مصرية. وتستمر المحن المصرية ويتغول المصريون علي السودانيين مدفوعين بالغباء والاحساس الكاذب بانهم اأاحسن. شفي الله اخوتنا في شمال الوادي المسكين! .