السفهاء!!

السفهاء!!

صباح محمد الحسن

طيف أول :

شُدّي على يديّ عزما وأورقي نصراً

ثم أنصتي لحداء قلبك

الذي ينبض بحب الوطن سيحبك شعبه ليستعيد بك عمراً كاد ان يشيخ

فقط قولي.. أنا الثورة

حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب.

ولم تقم ثورة ديسمبر المجيدة إلا لكي تمحو هذه العقليات والقلوب النتنة التي تفوح منها رائحة الغل والكُره المغلف بالفساد الأخلاقي، فمثلما كانت الثورة صحوة ضمير ويقظة ضد الفساد الإقتصادي والسياسي كان دافعها هو محاربة هذا الفكر المعطون في الجهل، والمنقوع في مياه اللا أدب المياه الآسنة الراكضة، لأن الثورة كانت تعي “إنما الأمُم الأخلاق مابقيت.. فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا”

والعمل في جهاز الأمن في عهد المخلوق كان اختيار البعض فيه يقوم على مبدأ اللا أخلاق إذ أنه ولابد لبعض الوظائف فيه أن يشغلها شخصا يعاني من اضطراب أخلاقي الناتج عن فقر التربية ونقص السلوك، ما يكفي الجهاز لاستخدامه كأداة جوفاء من كل القيم والصفات النبيلة التي تمنعه من تأدية واجبه

فوظيفة “مغتصب” ما كان لفرد الجهاز أن يفصح بها ويعلنها أمام مرأى من الناس مالم تكون وظيفة معروفة يخصص لها الجهاز الحوافز والراتب والبدلات ، فشاغلها لابد ان يكون بلا اخلاق وبلا وازع ديني واجتماعي حتى يتمكن من شغل هذه الوظيفة

وما يعني اختصارا أنك عندما تريد أن تتحدث عن الأخلاق فلابد أن تتحسس أخلاقك أولا، فاللص السارق لا يمكن ان يتحدث عن محاربة اللصوص في الدولة ، والذي يفتقر للتربية والأدب يجب ان يكف عن النصح ويوفر عليه جهد عناء تقديمه للناس

والإساءة للشعب هي إساءة للنفس في المقام الأول لأن الشعب الذي خرج في ثورة ديسمبر المجيدة هو النموذج الأمثل الذي شكل ملامح المجتمع السوداني وصدّر اخلاقه العظيمة الي العالم حيث ترجمت الثورة شجاعته عندما هتفت بالحرية والسلام والعدالة كأعظم شعار في ثورات الربيع العربي ظل يردده رؤساء العالم أجمع ، هي التي عكست للعالم أجمل مافينا عندما رفضت اسوأ مافيهم، مرآة كانت للدروس المجتمعية والثقافية التي تبرهن ثقافة هذا الشعب وترابطه وتكاتفه وكيف له ان يلتحم بهذا القدر ليجهر بكلمة في وجه الجبابرة والطغاة والثورة كانت ولازالت شمس الوعي التي شرقت على السودان لتزيح ظلامه و تعري هذه النفوس المريضة ولهذا ماكان لجهاز الأمن إلا أن يتبنى عملية القضاء عليها وطمسها ولم يستطع

فأول ماقام به انه اشهر سلاحه على صدور الثوار وقام بقتلهم وتعذيبهم وإعتقالهم ، وعندما وجد الثورة اصبحت خيار شعب أشهر سلاحه ضد الشعب كله بهذه الحرب “طلقة اولى” اطلقها جهاز الأمن على مقر الدعم السريع هذا ماذكرناه من أول يوم حرب واخيرا انطق الله ألسنتهم ليقروا به فالغضب الإلهي يجعلك تجاهر بمعصيتك وتعترف بعظمة لسانك، فخرجوا ليقولوا ( هي حربنا ونحن من اشعلناها وليس هناك جيش وان كل الإنتصارات حققها جهاز الأمن) ولأن القوى المدنية قالت أنها حرب الجهاز والفلول من أول يوم لذلك لاحقتها اللعنات الي هذا اليوم، فإن كانت المدنية جعلت الفتيات يرتدين البنطال على شارع النيل، فانظر الي مافعلته العسكرية على ( تك توك) تجد الساقطات اللاتي يدعمن الحرب في السودان ومستوى الإنحطاط الأخلاقي الذي يُنشر على وسائل التواصل الإجتماعي وكيف وبأي الطرق يعبرن عن دعمهن للجيش!!

إذن إن كنت تنسب بعض السلوكيات في الشارع العام للثورة فإن كل مايحدث الآن من سوء سلوك للفتيات السودانيات على “تك توك” يجب أن يحسب ( للعسكرية) الحاكمة منذ ثلاث سنوات، والا كيف!!

والثورة لايخيفها أن يرسل فيها الثائر على ظهر ( تاتشر) الثورة هي من رفعت جهاز الأمن على ظهرعربة التلاشي زلزلت امبراطوريته ، وهزّت عرشه ودمرت بيوت أشباحه وكشفت اسرار مايدور فيها، هي التي جعلتكم الآن في مدينة معزولة عن العالم كله الذي اتفق الآن على ضرورة عودة الحكم المدني وليس لكم سبيل اما الاستجابة او تقاتلوا بعضكم للابد.

هي التي فتح فيها الثائر صدره للنار لكي يموت هو ، ويحيا الشعب والوطن، وأنتم هربتوا من النار لكي يموت الشعب لتحيوا.. وهذا هو الفرق!!

هي التي دفعتكم الآن الي الحرق والدمار في محاولة لمحو آثار اقدامها على الأرض وهي التي تشعل الآن فيكم غريزة الحقد على الوطن وحب استمرارية الحرب فلماذا لا يريد النظام البائد ان تتوقف الحرب لانه يعلم ان القضاء على الثورة كذبة اطلقها وصدقها، ولو توقف صوت البندقية ليوم واحد، سيخرج الشعب من جديد

وقلت من قبل إن الشعب السوداني لم يقل كلمته بعد في هذه الحرب وإن توقفت سيخرج ليملأ الشوارع احتجاجا على ما حدث.

ويسيء سيء الأخلاق للثورة عامة ليصل الذم والشتم حتى الثوار الذين يساندونه في حربه اللعينة ويقاتلون معه في الصفوف الأمامية ليدركوا ما فاتهم حقا انها حرب ضدهم في المقام الاول وضد ثورتهم فكيف للشخص ان يحمل سلاحا لكي يقاتل مشروعه!!

وما كان هؤلاء يستحقون حرف

للرد عليهم في هذه الزاوية لطالما ان حبرها ترفع عن ذكر كل قول رخيص وسلوك وضيع يعرض في سوق (مفروش) على منصات السوشيال ميديا التي أصبحت بوابة للكسب الحرام أن كيف تسيء للناس وتكون بارعا في عملية هتك اعراضهم ، وتكشف سترهم وتضرب نسيجهم الإجتماعي، يتعرى فيها الشخص باخلاقه وجسده حتى يكسب المزيد من الشهرة والمال ولكن جاء الرد لأن الثورة وكنداكاتها كانت الهدف من الإساءة

فمؤسف أن نكون في أوج الظلام وبلادنا يحيط بها الموت والجوع والتشريد، ليخرجوا رغم هذا كله ويتهموا الشعب وثورته بالسفاهة وعدم الأخلاق ( أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ)

طيف أخير :

#لا_للحرب

(الشخص الذي أساء للثورة أمس.. اسمو منو؟!)

الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى