الصراع في السودان: دور الجماعات الجهادية المدعومة إيرانياً

الصراع في السودان: دور الجماعات الجهادية المدعومة إيرانياً

بهرام أبو علي

مقدمة

يشهد السودان أزمة إنسانية وسياسية عميقة نتيجة للصراع الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. تتجاوز أبعاد هذه الأزمة الصراع المحلي لتتداخل مع أجندات إقليمية ودولية، حيث تلعب الجماعات الجهادية المدعومة من إيران دوراً محورياً في تأجيج النزاع وتوسيع رقعة العنف.

الترابط بين الجماعات الجهادية والحرس الثوري الإيراني

تظهر أدلة دامغة على وجود صلات وثيقة بين الجماعات الجهادية المتواجدة في السودان والحرس الثوري الإيراني. يتمثل هذا الترابط في عدة جوانب:

تزويد بالطائرات المسيرة: تلعب الطائرات المسيرة دوراً حاسماً في تغيير قواعد اللعبة في الصراعات الحديثة. وتشير تقارير متعددة إلى أن الحرس الثوري الإيراني يزود الجماعات الجهادية في السودان بطائرات مسيرة متطورة، مما يعزز قدراتها على شن هجمات دقيقة وواسعة النطاق.

الدعم اللوجستي والتدريب: يقدم الحرس الثوري الإيراني الدعم اللوجستي والتدريب للجماعات الجهادية في السودان، مما يساهم في تعزيز قدراتها القتالية ومهاراتها في شن العمليات الإرهابية.

الأيديولوجيا المشتركة: تتشارك الجماعات الجهادية والحرس الثوري الإيراني في أيديولوجيا متطرفة تستهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة ونشر الفوضى.

الجرائم الإرهابية في الحلفايا

تعتبر مجزرة الحلفايا التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين العاملين في تقديم الإغاثة مثالاً صارخاً على الوحشية التي تمارسها الجماعات الجهادية في السودان. إن إعدام هؤلاء المدنيين بدم بارد وتشويه جثثهم، فضلاً عن ارتداء الجناة لشارات تشبه شارات الحرس الثوري الإيراني، يؤكد تورط هذه الجماعات في هذه الجريمة البشعة.

التحريض ضد لبنان وتبني شعارات الحرس الثوري

إن ظهور مقاتلي الجماعات الجهادية في فيديوهات وهم ينعون حسن نصر الله ويتوعدون بالثأر له يؤكد ولاءهم لحزب الله والحرس الثوري الإيراني. كما أن تبنيهم لشعارات الحرس الثوري الإيراني يمثل إعلاناً صريحاً عن ولائهم لهذا التنظيم الإرهابي.

تصنيف الجماعات الجهادية كتنظيم إرهابي

إن الأفعال الإرهابية التي ترتكبها هذه الجماعات، والتي تتضمن القتل العمد والتعذيب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، تستدعي تصنيفها كمنظمات إرهابية. هذا التصنيف ضروري لحشد المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

تهديد أمن البحر الأحمر

إن سيطرة الجماعات الجهادية على مناطق في السودان، بما في ذلك المناطق المطلة على البحر الأحمر، يشكل تهديداً مباشراً لأمن الملاحة الدولية ويهدد الاقتصاد العالمي. كما أن قصف مقر السفير الإماراتي في الخرطوم يؤكد نية هذه الجماعات في استهداف الدول العربية المناوئة للإرهاب في المنطقة.

تغلغل الجماعات الجهادية في الجيش السوداني لم يكن جديداً فمنذ العام 1989 أبان استيلائهم على السلطة بالانقلاب كان واضحاً في تطويعه لخدمة أجندتهم إلا انهم كانوا يستخدمون غطاء الوطنية الزائفة في نفي ارتباطهم بالجيش ثم لا ننفي حينها كانت سيطرتهم عليه جزئية .

ففي بواكير التسعينيات من القرن الماضي احتضنوا زعيم الارهاب العالمي اسامة ابن لادن في ضاحية سوبا بالخرطوم كانوا يوفرون الملاذ الآمن لكل الارهابيين في العالم ثم حربهم الضروس ضد الحركات المطلبية في جنوب السودان بتحويلها الي حرب جهادية عقائدية ثم تلتها حروب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق إلا إن  الجنرال ياسر العطاء مساعد القائد العام للجيش السوداني عمل علي تمكين هذه الجماعات الجهادية داخل الجيش بسيطرة مطلقة حيث أضحوا الان يتحكمون في هيئة قيادته بشكل تام فتعمدهم علي تحويل الصراع إلى حرب جهادية يمثل تطوراً خطيراً للغاية. إن رفض هذه الجماعات لكل مبادرات التفاوض ورفعهم لشعار “بل بس” يؤكد رغبتهم في استمرار الصراع وتوسيع رقعة العنف.

الخاتمة

إن الصراع في السودان يتطلب تدخلاً عاجلاً وحازماً من المجتمع الدولي لوقف نزيف الدماء وحماية المدنيين الأبرياء. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على هذه الجماعات المتطرفة وأبعادها من مركز القرار ثم دعوة قيادة الجيش للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سياسي للأزمة. كما يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على عزل الجماعات الجهادية المدعومة من إيران ومنعها من الحصول على الدعم اللوجستي والمالي.

توصيات

تصنيف الجماعات الجهادية كمنظمات إرهابية.

فرض عقوبات على الدول التي تدعم هذه الجماعات.

تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني.

تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التهديد الإرهابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى