حالة ضمور!!
حالة ضمور!!
صباح محمد الحسن
طيف اول :
أن تكون امامه ممتلئاً بوجع آخر بسبب معاناته يستعصي ان يتم شرحه
عندها تعلم أن قيمة الوطن تكمن في حمل هذه الألم والشعور الثقيل على قلبك
حتى تزول أحزان قلبه
ونشر موقع نبض السودان أمس خبراً قال فيه إن مصدرين حكوميين أكدا للموقع أمس الاثنين، إن قيادة الجيش اتخذت خطوات تنفيذية لنقل العاصمة المؤقتة من بورتسودان بولاية البحر الأحمر إلى عطبرة بولاية نهر النيل ويأتي الخبر بالتوقيت في اليوم الثاني لتصريحات لقيادات بالدعم السريع قالت فيها إنها تنوي التمدد إلى شرق السودان وسمت مدينة بورتسودان تحديداً، وأعلنت عن انسحابها عن قرار قبول التفاوض والاستمرار في الحرب.
ولو كان قرار الجيش فيما يتعلق بنقل العاصمة الإدارية يأتي بعيداً عن تهديدات الدعم السريع فإنه لاشك قريب من حالة التنافر بين أهل الشرق وحكومة بورتسودان، تلك الهوة التي تسببت فيها قيادات من الحركات المسلحة سيطرت على الحكومة ومواردها، وشيبة ضرار كان واضحاً في تصريحاته عندما تحدث عن إنهم يرحبون ويساندون الجيش ولا أحد غيره في إشارة واضحة لعدم ترحيبهم بكتائب الاسلاميين والحركات المسلحة في الولاية حتى المعلومات أكدت أن قيادات من جهاز الأمن ذهبوا إلى شيبة وطلبوا منه عدم مواجهة الحركات لأنها تقاتل مع الجيش السوداني ووافق ضرار، على ان يصمت ولكنه طالب بأن لا تستغل الحركات إنسان الشرق وموارده سيما انه اتهم حكومة بورتسودان بالفساد.
كما أن الحركات نفسها وقياداتها تجمعها علاقة هشة تقوم فقط على المصالح مع الحكومة فهذه العلاقة مهددة بالانهيار في أي وقت، لأن ليس هناك قناعات والثقة معدومة بين الطرفين فالجيش يدفع المال لجبريل ومناوي لتحارب معه لذلك يشك في أن قواتهما لا تقاتل بدوافع وطنية ورغبة الحكومة في (الرحيل) لتكون في وسط حواضنها الاجتماعية بنهر النيل ربما تعتقد أن الخطوة تقيها من المؤامرة أو التمرد ضدها
إن كان من قيادات الشرق أو الحركات المسلحة او حتى ابتزازها وتهديدها بالانسحاب من المعركة فقد ترى أن كتائب المستنفرين بنهر النيل أفضل غطاء لها من غيرها في الولايات الأخرى.
وانتقال العاصمة الإدارية إلى ولاية نهر النيل يعني أن البحر الأحمر أصبح خطراً يحيط بالحكومة سيما ان احتمالاته أصبحت مفتوحة وقد يكشف عن اسراره في أي وقت، لكن اخطر ما يؤكده هذا الانتقال هو أن الحكومة الآن تعيش حالة واضحة من الضمور الذي يهددها بالتلاشي فعندما تفقد المؤسسة الحكومية عامل الثقة الذي يعزز روابطها القومية التي تجمعها مع الحركات المسلحة والإدارات الاهلية والقوى السياسية المدنية وحتى شعبها وتشد رحالها لتحتمي بحواضنها الاجتماعية جغرافيا فهذا يعني أن الدولة تشكو حالة متأخرة من التشظي والشتات.
ونقل العاصمة الادارية إلى عطبرة المدينة التي ليست بها مواني ولا مطارات، بالإضافة إلى أنها عاصمة مكشوفة الدخول إليها من بورتسودان أسهل بكثير من طريق ولاية الخرطوم لذلك يُعد القرار واحداً من الخطوات نحو الهاوية والضياع التي ينتج عنها تفكك الدولة تدريجياً وفقد سيطرتها على قرار الميدان.
فالتنازل عن الشرق وتركه يعني تهيئة ميدان جديد للمواجهة بين الدعم السريع وقيادات شرق السودان والتي قد تنتهي بسيطرتها على أهم المدن فيه وهو خطر جديد يطيل أمد الحرب ويولد كارثة إنسانية جديدة، والدخول في مرحلة ثانية للحرب أشد تعقيداً لأن الخطوة تعني حرفياً تلاشي ملامح الدولة التي ستحول حكم البلاد ليصبح بمناطق السيطرة لكل طرف !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
وماقامت به كتائب البراء من تصفية لأكثر من 30 شاباً ومواطناً ومتطوع يعملون في التكايا في منطقة الحلفايا بتهمة التعاون مع الدعم السريع أمام ذويهم هو جريمة نكراء بشعة تكشف عن الوجه الإجرامي لهذه الكتائب التي كلما فشلت في السيطرة على منطقة هجمت على المواطن لتنتقم منه وهذه هي الأفعال التي تجعل العالم يصنف الدعم السريع كجماعة إرهابية لأنه يرى أن ثمة اكثر من إرهابي في ميدان الحرب!!
الجريدة