تحالفوا مع كتائب علي كرتي الإرهابية..احذروا اليساريين الكذبة !!
ابراهيم مطر
يعرف الانتماء لليسار على إنه موقف أخلاقي في المقام الأول، وهو من هذا الباب ينهض – بالضرورة – ضد العنصرية والطائفية واضطهاد الأقليات وضد الديكتاتورية والإمبريالية والهيمنة وما إليه من مفردات الكراهية والاستبداد، إذ لا تكاد تجد يسارياً عنصرياً، أو طائفياً، أو ممالئاً لظالم في كل ما أنتج الفكر اليساري من كتب، ومن نظريات.
ولهذا يصاب الكثيرين بالدهشة، لموقف عدد من عتاة اليساريين السودانيين من الصراع الحالي، يغضون الطرف عن جز الرؤوس وبقر البطون وأكل أجساد القتلى والتمثيل بها دون حياء، ويغضون الطرف كذلك عن السبابة المرفوعة والتكبير الكذوب وصور كتائب البراء بن مالك الإرهابية التي تملأ الشاشات، يسمونها بالجيش، ويحاولون عبثاً أن يجدوا لموقفهم المخزي هذا تبريراً في الكتب والنظريات. حتى صار حديثهم مثار سخرية يداريها الناس عنهم احتراماً لهم، لكن سرعان ما يدفعهم ضعف حجتهم إلى اتخاذ مواقف متطرفة، تكشف عن نفوس مريضة، لم تستطع الدرجات العلمية معالجتها أو التخفيف من حدة سقمها، ويتوالى سقوطهم الأخلاقي من درك لدرك ولا عجب، فأنت لا تستطيع أن تتبنى الأخلاق، وتدافع عن الباطل في وقت واحد، مثلما لا يمكنك أن تحتفظ بالكعكة وأن تأكلها في آن واحد.
ولما كان السودانيون – وبدافع من إرث اجتماعي قديم – يرحمون الصغير ويوقرون الكبير، فقد اكتفوا بالحسرة على سقوط هؤلاء دون إفصاح. اكتفى أحد المتداخلين مع اليساري العتيد محمد جلال هاشم في مجموعة “واتساب” بعد أن وصفه هاشم بالغباء بأن يقول له:(أنا أحجم عن الرد ترفعاً عن إساءتك لي)، فإذا بمحمد جلال هاشم يرد بالقول:(دي سفالة وقلة أدب، ولا مكان لي مع سفهاء الأسافير). وسرعان ما تبين للجميع، أن الانحطاط هو أن تحاول أن تجمع بين الدفاع عن الباطل، والتمسح بمسوح الأخلاق، لبئس ما كانوا يدعون.
ولعل قارئ هذه السطور يشعر بالدهشة من موقف أمثال هؤلاء، لكن كانت الدهشة الأكبر من نصيب موقف “الحزب الشيوعي السوداني” نفسه، وتحالفه الذي صار في حكم المُعلن مع مجموعة علي كرتي في الحركة الإسلامية. إذ لم يجرد الشيوعيين من وظائفهم في الخدمة العامة بعد الحرب ولم تتم مطاردتهم وتعذيبهم وقتلهم في مقار الاستخبارات العسكرية في مناطق سيطرة الجيش. لم يتم منعهم من السفر، والناس يشاهدون بأم أعينهم الحركة الإسلامية وهي تطارد كوادر الأحزاب السياسية من غير الشيوعيين، وتعمل فيهم الاعتقال والتعذيب والقتل.
استخدمت جماعة علي كرتي اليسارية “ساندرا كدودة” وعبر ابتزازها بفيديوهات إباحية كان قد سجلها لها جهاز الأمن مع عشيقها إبان عهد البشير في إحدى شقق الخرطوم بحري، لإنشاء كيان يساري داعم للحركة الإسلامية، في حربها للعودة للسلطة على الأشلاء والجماجم!
وتذرع عدد من الشيوعيين من رافضي الحرب باختراق الحزب من قبل الحركة الإسلامية وجهاز الأمن على مستوى القيادة، وقال أحدهم إن مهندس تزوير نتائج انتخابات المؤتمر السادس القيادي بالحزب “الحارث التوم”، هو رئيس المجموعة الأمنية داخل الحزب، والتي ضمت محي الدين الجلاد وعلي الكنين. وأضاف إن هؤلاء الثلاثة هم رأس جبل الجليد في تغويص الحزب، وهم الذين اكتشف معظم أعضاء الحزب، بل وعدد من الأحزاب السودانية المعارضة، كونهم غواصات لجهاز الأمن الإخواني لأسباب عدة، منها الضغط عليهم بفيديوهات مسجلة كما في حالة الكنين ومحي الدين الجلاد، أو بانتمائهم الفعلي للحركة الإسلامية، قبل أن يتم الزج بهم داخل الحزب إبان عمله السري، كما في حالة الحارث التوم.
وبغض النظر عن مدى صحة ما ذهب إليه رافضي الحرب من الشيوعيين من أعذار تتعلق بمحنة التغويص التي ضربت القيادة، فإنك تنظر لهذا اليساري الداعم للإرهاب اليوم وهو يبذل مجهوداً خرافياً ليصل إلى خلاصة غاية في البساطة، ما يتناقض مع قدراته الإدراكية والعقلية المجربة كبروفيسور “عبدالله علي ابراهيم” مثلاً فتصيبك الحيرة والارتباك، كون حديثه يأتي مزيجاً من العنصرية والخجل، مرتبك في نفسه مربك لغيره. لكن ما أن تتعامل مع الأمر ببساطة، حتى تكتشف – وللأسف الشديد – أن غاية ما في الأمر أن الكوز الشمالي أقرب لهؤلاء اليساريين الكذبة من الغرابي الثوري، ولو بلغ شأو جيفارا وأبطال اليسار.