* مدخل… أمس الأول الجمعة أنفقنا أكثر من ساعة في محاولة لتجاوز عقبة تقاطع صابرين الكؤود بأمدرمان، ولم نستطع تجاوزها، ومن ثم احتجنا لنقوم بعملية التفاف في مسأحة دائرية تتجاوز الخمسة كيلومترات لنصل إلى وجهتنا… وكل ذلك لعدم وجود رجل مرور في هذا التقاطع المضني.. فكم فتى بمكة يشبه حمزة، وكم من تقاطع بخرطوم التقاطعات المضنية يشبه تقاطع صابرين ….
* وتتضاعف معاناة المواطنين من جهة أخرى بسبب هذه الجيوش المجيشة من الذباب والبعوض، بحيث يتناوب الجيشان علينا، الذباب خلال ساعات النهار والبعوض في ساعات السهرة بالليل، كما يفاقم من ذلك عدم استقرار خدمة الكهرباء التي هي الأخرى عادت إلى عهد القطوعات والبرمجة ….
* والعذر المتاح حتى الآن هو أننا في حالة ثورة وأن الحكومة لم تتشكل بعد، والحكومة هي الأخرى في كل مرة تحتاج إلى وقت إضافي، لدرجة زعم البعض بأن السياسيين عموماً، قبل الثورة وبعدها، يفتقدون دائماً إلى قيمة حساسية الشعور بقضايا المواطن، برغم أن الجميع يزعمون أنهم إنما يفعلون كل الأشياء والثورات والاحتجاجات من أجل المواطن ….
* أرجو ألا يخرج علينا من يقول بأن لسعات الذباب والبعوض هي لأجل استمرار الإحساس بالثورة !! أسوة بقبول الكثيرين بحالات القصور الخدمي بحجة هناك ثورة لم تنجز أهدافها بعد !! .. ويفترض … بأن الثورة أصلاً جاءت لسرعة الإنجاز وتفعيل الخدمات ومحاربة حالات التقاعس.. و… و..
* أرجو إلا تكون هنالك جهات تود أن ترسل رسائل عكسية، بأن هذا التغيير هو بالكاد للأسوأ، وذلك عندما يدفعون المواطن إلى عقد عمليات مقارنة بين فعالية الخدمات قبل التغيير وبعده، سيما وأن المواطن البسيط غير المسيس لا يعرف الكثير مما يقوله السياسيون، وهو يومئذ فقط يقارن بين الأسواق والأسعار والخدمات قبل التغيير وبعده …
* يا جماعة الأخير، يفترض أن الحكومات المحلية والولائية بوحداتها الإدارية قائمة، وهي الجهة المنوط بها عمليات الاستعداد لموسم الخريف والفيضانات، بمعنى هي الجهة التي من مهامها الأساسية تطهير ونظاهة المجاري قبيل الخريف، وهي ذاتها التي تقوم بعمليات مكافحة الذباب والبعوض أثناء وبعد الخريف، غير أننا هذا العام حتى الآن لم نجد من يضطلع بهذه المهام الدورية الروتينية …
* ما علاقة الثورة بعمليات تقاعس الجهات الرسمية، سواء كان ذلك في شرطة المرور، أو في غرف الخريف بمحليات الولايات المختلفة، ولقد رأينا كيف أن الثورات تفتأ تضخ دماء جديدة في عروق الأجهزة الحكومية والشعبية، فلئن وجدنا عذراً للجهات الرسمية وهو لا يوجد، فلا يمكن أن نجد لشباب الثورة والجهات التي ترسم لهم الجداول وتنظم لهم المواكب عذراً أبداً.. وليس هذا كل ما هناك