البرهان مجرم يفوق سوء الظن العريض
محمد سيد أحمد الحسن
عقدين من الزمان انقضيا ولم تزل آثار الجريمة النكراء التي ارتكبها البرهان شاخصة … قصتنا اليوم مع جريمة موغلة في البشاعة والظلم والانتهاك المفرط يشيب لها الولدان!!!!! ضحيتها امرأة من غمار الناس كانت تعيش على هامش ورصيف الحياة هي حليمة ابنة مدينة زالنجي التي روت لنا بحرقة وحسرة واستحياء ينم عن إحساس عميق بالظلم والجور من وحش مجرد من الإنسانية ارتكب معها أبشع جريمة اغتصاب وهي فتاة قاصر…. احاسيس مؤلمة تتسرب من بين ثنايا حديثها وقد تعرضت لعنف نفسي وجسدي وجنسي لم يقف السفاح عند ذاك بل قام باغتيال خالة الضحية في جريمة أخرى مكتملة الأركان مع سبق الاصرار والترصد ليخفي آثار جريمته ويخيف ضحيته ظناً منه أن الستار قد يسدل ولكن نسي قدرة الله.. اذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.. في سلوك فرعوني استغل البرهان سلطته على عباد الله الذين لا حول لهم ولا قوة ولكن الله يمهل ولا يهمل.
عشرون سنة بشهورها وايامها وليالها…وحليمة تتجرع مرارة هذه الحادثة البشعة وتعايش هذا الاحساس المؤلم الذي يطرق ذاكرتها من وقت لآخر.. أنه موقف يجب أن يحرك فينا جميعا روح الثأر من هذا السفاح القاتل المغتصب..قصة أكثر من محزنة برزت للسطح .. يا تري كم هي القصص الأخرى التي لم تر النور … كم هي جرائم العنف الجنسي والاغتصابات والاغتيالات التي ارتكبها الوحش التوهان الذي عاث في الأرض فساداً ويسوم الناس سوء العذاب.
ضحية البرهان حليمة عاشت تجربة قاسية جداً ومؤلمة ومفرطة في الحساسية جريمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي والنفسي.. علاوة على اغتيال خالتها بطريقة لا تخلو من البشاعة… كلها مواقف وأحداث عرضتها لانتهاكات جسدية ونفسية.. كم هي عدد المرات التي حاولت فيها عدم استدعاء هذه التجربة الشنعاء وهذا الشعور المؤلم وهي غير قادرة على تدوين مجرد بلاغ بخصوص حادثة الاغتصاب التي تعرضت لها لأن المجرم كان في تلك المدينة ضابط في الجيش .. لكن اليوم حان أوان الإمساك بالمجرم بعد أن وضعتنا الضحية في الصورة تماماً وكل الدلائل تشير أن المتهم معتاد إجرام… وهنالك نظرية تقول ان المغتصب هو كالذئب ومجرد من الإنسانية… السرد الذي أوردته الضحية ينضح بالصدق وهو أمر يتطلب وقفة صلبة من لإدانة هذا السلوك ومناشدة المنظمات والمؤسسات الحقوقية بإنصاف المجني عليها وتقديم الجاني للعدالة لأن الصمت عن هذه الجريمة شئ مخجل وهو في حد ذاته جريمة وأمر مؤسف ويبقى الأمل معقود على المواقف الإنسانية.