البرهان.. ما بين استغلال الوظيفة في ممارسة (اللواط) واغتصاب (حليمة)..
في انتظار القضاء العادل!
البرهان.. ما بين استغلال الوظيفة في ممارسة (اللواط) واغتصاب (حليمة).. في انتظار القضاء العادل!
علي أحمد
مع “حليمة صديق” التي أدلت بشهادتها حول تعرضها لحادثة اغتصاب نتج عنها طفل توفي لاحقاً، يتلقص هامش الكذب والادعاء، فهذه السيدة التي ادعت أن من اغتصبها هو قائد الجيش “عبد الفتاح البرهان” عام 2005، في دارفور؛ تبدو بسيطة جداً وصادقة جداً، ولا مصلحة لها في الكذب والإفتئات على الرجل.
إنها قصة مؤلمة ينفطر لها القلب حتى لو كان صخراً وحديداً، وأي محاولة لتكذيبها أو السخرية منها لن تصدر إلّا عن ضمائر نتنة وقلوب متعفنة، فالمرأة التي اتهمت البرهان بارتكاب هذه الجريمة الشنيعة بحقها روت قصة متسلسلة ومتماسكة ومتزامنة مع حرب دارفور التي اندلعت منذ عام 2003، واستُخدم خلالها الاغتصاب كسلاح لكسر شوكة المتمردين والمؤيدين لهم من شعوب دارفور.
اللافت إن حادثة اغتصاب البرهان لحليمة حدثت وفق روايتها عام 2005، في مدينة زالنجي، وبالفعل كان البرهان وقتها ضابطاً في ذات المنطقة، وكان – وما يزال – غالبية ضباط الجيش يستخدمون النساء والاطفال في مناطق الحروب سخرة أو بأجور في الأعمال المنزلية مثل الغسيل والكي والنظافة والطبخ، وهذا أمر ذائع وشائع منذ حروب الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق، بل كان بعضهم يجلب معه بعض الأطفال من تلك المناطق إلى الشمال ويستخدمهم في الخدمة المنزلية نظير الأكل والشرب ولا يوفر لهم أي نوع من التعليم أو التدريب المهني، فيظلون أسرى و(عبيد) لأسر هؤلاء الضباط !
رواية حليمة، متماسكة جداً ومتسلسلة بشكل منطقي ومتسقة مع ظروف الحرب ومع شخصية المتهم “البرهان”، الذي تحوم اتهامات كثيرة حول شذوذه الجنسي، ومنها ما يتردد عن ممارسته (اللواط) مع شاب صغير وضعه ضمن طاقم مكتبه لإشباع شذوذه ورغباته المريضة (!)
ثم ألم يدعي البرهان أنه “رب الفور”، وفقاً لرواية متداولة على نطاق واسع صدرت عن رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور، فكيف لمن أدعى الربوبية والإلوهية أن يحجب نفسه عن اغتصاب الفتيات؟!
ما يعضد رواية هذه المرأة، هو أن الاغتصاب كان شائعاً في حرب دارفور، واستخدم كسلاح بشكل منهجي ومعروف ومرصود من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية، ولا أظن أن أحداً سينسى رواية عراب الحركة الإسلامية “حسن الترابي” عن الرئيس المخلوع “عمر البشير”، حين قال لبعض جلسائه ما معناه: (هسي الغرباوية دي لو ركبها جعلي، ده شرف ليها ولا اغتصاب؟)، وما كنت سأورد هذه العبارات النابية والخارجة عن سياق الآداب العامة والأخلاق السمحة، لولا أنها صارت معروفة وشائعة بفعل هؤلاء الذئاب عديمي الضمير والأخلاق.
نعود إلى رواية حليمة مُجدداً، التي أكدت خلالها أن حادثة اغتصابها من قائد الجيش وقعت عام 2005، في زالنجي (دارفور)، وكانت وقتها صبية يافعة تدرس بمدرسة “أم القرى” في أحد أحياء المدينة، وكانت تعمل في العطلة المدرسية في مطعم تمتلكه خالتها، كان الضابط “عبد الفتاح البرهان” وقتها أحد رواده وزبائنه، وطلب من خالتها أن ترافقه إلى المنزل من أجل غسل ملابسه بمقابل مالي، وقد أوفي بوعده في المرة الأولى، وهذا ما لم يحدث في المرة الثانية فبعد إكمالها عملها طلب منها الدخول إلى غرفته لإعطائها أجرها واغتصبها تحت التهديد، وكان نتيجة أن حبُلت منه- وإنا لله .
ولابد من قراءة رواية حليمة مع العودة لفترة وجود البرهان في دارفور، خصوصاً في محلية (نيرتتي) بين عامي 2003 إلى 2005، والتي شهدت انتشاراً كبيراً لحالات الاغتصاب تحت التهديد وارتكاب جرائم ضد المدنيين يندى لها الجبين.
ومن هنا، ينبغي ألا تضيع هذه الحادثة في خضم السخرية منها والتقليل من قيمتها، وعلى المنظمات الحقوقية العمل بجدِّية للتحقق من رواية (حليمة) وتسخير كافة إمكانية لإثبات صحتها من عدمها، وإن كان الجميع، وفقاً لمنطق وتسلسل الرواية، ووفقاً للجغرافيا والتاريخ التي حدثت خلالهما، يعتقدون أنها صادقة، وبالتالي، فإن سيكون من العار والخزي أن تصمت المنظمات النسوية والحقوقية عنها، ولا تعمل على تصعيدها وتوفير الأدلة العملية والمادية والشهادات اللازمة لإثباتها وتقديم المتهم إلى القضاء، والاقتصاص منه.
ما يجمعهم مع الكيزان ليس فقط فساد السلطة، بل الجينات العفنة أيضاً؛ فأغلبهم ان لم يكن جميعم؛ فاسدين ولوطيين وشواذ.
ولا حول ولا قوة إلا بالله .