دقلو: نرحب بدعوات واشنطن لوقف الحرب
وسنذهب إلى أي مكان في العالم بحثاً عن السلام
رحب الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، بالبيانان الصادران من اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي، والرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أصدر لأول مرة منذ اندلاع الحرب بياناً بشأن الوضع الكارثي في السودان ودعوته لوقف الحرب.
وقال دقلو في بيان: لقد بلغت الأزمةُ السودانية مبلغاً يقتضي تكاتف الجهود الدولية وتنسيقها بسرعة من أجل إيقاف الحرب المدمرة، التي أنتجت أزمة واسعة النطاق لا مثيل لها في تاريخ السودان المعاصر.
وأكد أن الحرب لم تكن أبداً خياراً لهم وكان موقفهم ولا يزال ثابتاً مع السلام والحكم المدني الديمقراطي، الذي تقوده القوى الديمقراطية الحقيقية من كل مناطق السودان، لاسيما المناطق المهمشة والنساء والشباب. ولفت إلى أن الحربُ كانت هي خيارُ وصناعة الذين عطلوا إجراءات التسوية السياسية المتمثلة في الاتفاق الإطاري، والذي كان سيضع البلاد مجدداً في مسار انتقالي مدنيٍ يجنبها سيناريو الجحيم، الذي أوقعنا فيه دعاة الحرب من فلول ما يسمى بالحركة الإسلامية وعناصرها المتحكمة في القوات المسلحة.
وأشار دقلو إلى ما بذلته قوات الدعم السريع من جهود مشهودة إقليمياً ودولياً، في سبيل استعادة الحكم المدني وإنهاء الحرب، والتي أكدت رغبتهم الحقيقية والصادقة في السلام.
وأكد إدراكهم بأن إيقاف دمار هذه الحرب— وهي حلقة من حلقات الحروب التي اندلعت منذ فجر الاستقلال—والمعالجة الحقيقية للمعاناة الإنسانية يتطلبان إيقاف الحرب بالكامل، وذلك بمخاطبة أسبابها الجذرية. وأضاف “لذلك انخرطنا بجدية كاملة ونية صادقة في مفاوضات جدة، التي رعتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. وشاركنا بجدية في مفاوضات المنامة، التي شاركتْ فيها بجانب مملكة البحرين التي رعتها، كل من الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية”.
وقال قائد الدعم السريع إنه من أجل السلام خرج من الخرطوم، رغم ظروف العمليات العسكرية، من أجل المشاركة في قمة نظمتها دول الإيقاد في أوغندا، واستدرك “لكن قائد القوات المسلحة غاب عن تلك القمة”. وكذلك خرج قائد ثاني قوات الدعم السريع من السودان للمشاركة في مفاوضات المنامة، التي فشلت بغياب ممثل القوات المسلحة عن المفاوضات بعد التوقيع على وثيقة إعلان مبادئ وأسس الحل الشامل، وذلك بعد قرار ٍاتخذه قادة المؤتمر الوطني والنظام القديم بعدم الاستمرار في المشاركة في المفاوضات. مبينا أن ذلك الغياب كان تأكيداً للحقيقة التي ظلوا يرددونها دوماً، وهي سيطرة النظام القديم على القوات المسلحة سيطرة كاملة.
وأشار قائد قوات الدعم السريع إلى مشاركتهم في مفاوضات في جنيف التي تتعلق بوقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين في السودان وإيجاد الية للمراقبة. لافتا إلى مشاركة “الدعم السريع” بوفد كان له التفويض الكامل لاتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق الهدف من المفاوضات وتعبيد الطريق لإيقاف الحرب، وأضاف لكن القوات المسلحة رفضت المشاركة في المفوضات بأعذار واهية، بينت أنها لا تعبأ ولا تأبه لمعاناة الشعب السوداني وأنها ليست سوى دُمية بيدِ النظام القديم، الذي لا يهمه سوى السلطة والتسلط على رقاب السودانيين.
وقال إن الدعم السريع بذلت من جانب واحد حزمة من الالتزامات الإنسانية في جنيف تم تقديمها إلى الوساطة وتعمل حالياً على تنفيذها بعدد من الإجراءات والتدابير، منها تكوين قوة لحماية المدنيين شرعت في عملها في ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور .
وأضاف قبل ذلك شاركت الدعم السريع، بينما غابت القوات المسلحة، في مفاوضات إنسانية بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنيف وقدمت كذلك التزامات تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية.
وجدد دقلو ترحيبهم بالاهتمام الدولي عالي المستوى، وتقدم بالشكر الجزيل إلى الاتحاد الأفريقي و الرئيس الأمريكي على بيانيهما.
وأكد تجديد التزامهم بحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، كما فعلنا في جنيف جدة. وأنهم سيضاعفون جهودهم للانخراط في السلام، كما دعا الرئيس بايدن، مؤكداً على تعاونهم من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين من المواطنين في كل مناطق السودان دون تأخير.
وأقر بأن الصراع المستمر قد أعاق توصيل المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، وأكد التزامهم بالعمل مع الشركاء الدوليين، كما فعلوا في سويسرا خلال اجتماعات مجموعة ALPS، لفتح طرق جديدة لتسليم المساعدات. وبين أنهم سيظلون منفتحين على توسيع نطاق الوصول وضمان انسياب المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين.
وقال قائد الدعم السريع إن حماية ورفاهية الشعب السوداني تظل في قمة أولوياتهم وأنهم يدركون الحاجة الملحة لمعالجة الأزمة الإنسانية في الفاشر، على وجه الخصوص، وكل مدن السودان، على وجه العموم. لافتا إلى أنهم قدموا من قبل مقترحاً بخصوص الفاشر، بانسحاب القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من مدينة الفاشر وقيام الحركات المسلحة المحايدة بحفظ الأمن وحماية المدنيين وتأمين المساعدات الإنسانية في المدينة، واستدرك لكن مقترحنا تم رفضه من قيادة القوات المسلحة.
وأوضح أن الحرب في الفاشر هي جزءٌ من استراتيجية القوات المسلحة المتمثلة في نقل الحرب إلى دارفور وحصرها فيها، ولذلك دفعت ببعض قادة الحركات المسلحة الدارفورية، التي تقيم في بورتسودان، دفعاً للخروج من الحياد والمشاركة في الحرب مقابل ثمنٍ بخسٍ قبضوه لأنفسهم. مبينا أن قوات الدعم السريع بذلت جهداً كبيراً لتفادي الحرب في كل السودان وخاصة إقليم دارفور، ولولا قرار الذين خانوا قضايا الإقليم خيانة كبرى وتحالفوا مع الجيش المستبد لما اندلعت الحرب في الفاشر.
وأكد قائد الدعم السريع إدانتهم بشكل قاطع القصف العشوائي الجوي الذي تنفذه القوات المسلحة السودانية، والذي يستهدف ويدمر حياة المدنيين والمنازل والبنية التحتية الحيوية. مشيراً إلى أن هذه الأفعال تشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، وقد تسببت في معاناة لا توصف للشعب السوداني البريء. داعيا المجتمع الدولي والهيئات المعنية إلى التحقيق في استمرار قصف القوات المسلحة للمناطق المدنية.
وشدد على أن المساءلة أمر بالغ الأهمية لضمان تقديم المسؤولين عن هذه الفظائع إلى العدالة، وأكد أنهم على استعداد للتعاون في أي تحقيقات من هذا القبيل.
وجدد التزامهم بمفاوضات وقف إطلاق النار. لافتا إلى إيمانهم بأن طريق السلام يكمن في الحوار، وليس في العنف العشوائي، وأنهم سيواصلون الانخراط في عمليات السلام لضمان مستقبل خالٍ من الخوف والمعاناة لجميع المدنيين السودانيين.
وأكد التزامهم بالسعي إلى حل سلمي من خلال الانتقال إلى الحكم المدني. وأنهم سيمضون مع جميع الأطراف للعمل نحو سودانٍ موحدٍ وديمقراطي، وضمان مستقبل يعمه السلام والعدالة لجميع أبناء الشعب السوداني.
وأضاف نتفق في هذا الصدد مع موقف الاتحاد الأفريقي بضرورة أن تكون العملية السياسية شاملة، لكننا نجدد موقفنا الثابت بأن المؤتمر الوطني ومنظوماته السياسية والمدنية المختلفة لا ينبغي أن تكون جزءاً من تلك العملية، وأن أي عملية سياسية يجب أن تؤدي إلى تكوين حكومة مدنية، يكون من أولى أولوياتها تفكيك النظام القديم وتأسيسِ نظامٍ جديدٍ في السودان.
وقال دقلو إن العقبة الكؤود أمام إيقاف هذه الحرب، وإنهاء المعاناة الإنسانية هي، كما أشرنا أعلاه، القوات المسلحة المسيطر عليها كلياً من النظام القديم، ولذلك فإن المجتمع الدولي، لا سيما الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والأمم المتحدة، بحاجة إلى ممارسة ضغط موحد ومنسق ضد القوات المسلحة وقيادتها، التي تتصرف بالتنسيق مع دول ذات نوايا خبيثة لم تكن تريد للسودان وشعبه يوماً خيراً.
وأكد ترحيبهم بلا تردد بجميع المبادرات الإقليمية، التي تهدف إلى تحقيق السلام الشامل واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي في السودان. وأنهم سوف يذهبون إلى أي مكان في العالم بحثاً عن السلام، لأنهم ليسوا دعاة حرب، ولم يشعلوا الحرب الحالية، وليست لهم ولا لشعب السودان أي مصلحة في استمرارها. ولذلك سوف تظل أياديهم ممدودة دوماً للسلام.
وأضاف على الرغم من سيطرتنا على اقليم دارفور، وولاية الجزيرة، وأجزاء واسعة من كردفان وولاية سنار، والجزء الأكبر من ولاية الخرطوم، نؤكد مجدداً استعدادنا التام لوقف إطلاق النار في كافة أرجاء السودان للسماح بمرور المساعدات الإنسانية وتوفير ممرات آمنة للمدنيين ولعمال الإغاثة، وبدء محادثات سياسية جادة وشاملة تؤدي إلى حل سياسي شامل وإقامة حكومة مدنية، تقود البلاد نحو التحول الديمقراطي والسلام الحقيقي الدائم.