تحولات!!

تحولات!!

صباح محمد الحسن

طيف أول:

وأطماعهم التي مضت خلف غاياتهم تركت ندوباً على جدار الوطن عندما شكت كيدهم على المدن الحزينة

وسقطت لتكشف الغموض الذي تحتدم به الحكاية!!.

وكشفت معارك الفاشر أمس سوءات الحرب التي دخلت مرحلة جديدة من الانفلات وجاءت الأخبار أن الطيران الحربي نفذ غارتين استهدفت الأولى مخزناً للسلاح قرب قيادة الجيش، والثانية استهدفت موقعاً عسكرياً داخل القيادة.

وقصف الطيران للمواقع الاستراتيجية للجيش بالمدينة بما فيها من قوات للحركات المسلحة خلق حالة من هلع وسط هذه القوات سيما قوات مني اركو متاوي التي وجدت نفسها تقع تحت وطأة قصف طيران الجيش.

هذا التحول الميداني قد يفسره عسكريون أنه واحدة من الخطط العسكرية التي تسمح بتدمير السلاح حتى لا يستفيد منه الطرف الآخر فهل قصد الجيش تمدير مقاره وأسلحته حتى لا يضع الدعم السريع يده عليها ويستخدمها ضده!!

هذا عسكرياً.. ولكن قد تكون هناك كثير من المؤشرات السياسية لأبعاد ما حدث

فما وراء الميدان يكشف عن خلافات مكتومة بين قيادات الحركات وقيادة الجيش، الصراع الذي يخلقه صراع، وهو مؤشر قد يكشف عن احتمال ميلاد ميدان ثانٍ للقتال، والقصف العشوائي قد لا يكون كما يفسره البعض أنه يستهدف المواقع بالخطأ أو أن الجيش أراد ان يتخلص من مخزونه الذي يحتاجه

فربما هناك أسباب أبعد من ذلك تجعل هذا التحول يكشف عن مواجهات وشيكة بين الحركات المسلحة وقيادة الجيش سبقها خلاف سياسي واقتصادي.

فتصريحات مني أركو مناوي بضرورة تسليم الإخوان المسلمين المطلوبين للمحكمة الجنائية والتي اغضبت الإسلامين ربما تكون رسالة وصلت الي بريد ضباطهم الممسكون بكنترول الطيران

قيادة الميدان الذي تلاحقه الدوائر العدلية بعصا الحظر والتدخل وتلوح لقادته بالعقوبات الأمر الذي يجعبه يرتكب هذه الحماقات بنظرية (عليّ وعلى أعدائي).

كما أن حكومة بورتسودان التي تسيطر عليها حركات الكفاح تكشف عن خلافات سياسية تدفعها الأطماع والمصالح، ليست الاقتصادية التي تتسابق فيها مع القيادات الأخرى بغرض (شفشفة) الدولة، ولكن لم لأنه ما عادت تنحصر أطماع السلطة وحكم البلاد على البرهان فقط.

فتهديدات جبريل المتكررة وعناده وصلت إلى أنه لن يرحم من يمس مصالحه او يقترب من المسؤولين من اقربائه وأن النهب على خزينة الدولة هي عملية فساد مستمرة تقوم بها الحركات وتهدد قيادة الحكومة اما بالانسحاب من الميدان أو بالابتزاز على شاكلة (كلنا لصوص).

لذلك تهدد الحركات بأن ليس هناك من يستطيع أن يكبح جماحها نحو الفساد والسلطة.

وشيبة ضرار يحذر من تمدد أطماع الحركات ويحاول أن يقف بينها ومراميها ولكن قيادات أمنية تطلب منه التريث وضبط النفس بحجة أن الحركات تحارب مع الجيش، لكن ضرار في خطاباته يقول دائماً (نحن لانعرف أي أحد غير الجيش) وهو عدم اعتراف بكل القوات التي تحارب معه لأنه يرى بعينه النهب والفساد وتدمير للاقتصاد.

رسالة واضحة على أن ما يصبرهم على الصمت هو محاربة هذه القوات في صفوف المؤسسة العسكرية

ولكن وفي قراءة ابعد وأقرب، إن كان طيران الجيش فعلاً ضرب مقار الجيش التي ليس فيها سوى قوات الحركات فهذا يعني أن هنالك قوة ثالثة بدأت فعلياً في ضرب الأطراف الأخرى بطيران الجيش نفسه وبعلم ودراية قادته بغرض تصفية وتنقية الميدان حتى لا يبقى فيه سوى (طرفي الصراع) النقطة التي يتم السعي لها لتحرير القرار العسكري.

لذلك ان ما عانته الحركات من فقد كبير بالأمس في صفوفها ربما تعاني منه كتائب قوات العمل الخاص وكتائب البراء حتى يتجلى الميدان ولا تكون فيه سوى قوات الجيش وقوات الدعم السريع وهنا قد يكون الوصول إلى قيادة (طرفي الصراع) أسهل بكثير وهو ما يجعل العودة للتفاوض هو أهم أسباب خطة (إضعاف الميدان).

لكن إن حدث هذا فقد تختار الحركات الطريق الأسهل وهو انحيازها أو بعضها إلى الدعم السريع

وقد يضطر مني اركو مناوي لإغلاق حسابه على ” x * قريباً لأنه سيجد نفسه في حالة تناقض ما بين كتاباته ومواقفه.

الم نقل من قبل إن انضمام مناوي لقوات الدعم السريع أمر ليس مستحيلاً لأن الذي أسهل عليه من شرب الماء هو تغيير مواقفه وهذه المرة لتكون له طوق النجاة.

ولكن ربما يكون فات الآوان

طيف أخير :

#لا_ للحرب

تقدم تتقدم بقوة ودور كبير للدكتور عبد الله حمدوك لمشروع أكبر

فما تحمله العناوين اليوم على مسرح الأحداث له ما بعده فوجه الحرب البشع الآن ما هو إلإ نهايات لغد مشرق وفرج قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى