التنظيمات المتطرفة تحت قيادة كرتي وتداعياتها على الأمن الإقليمي
توسع نفوذ الإخوان المسلمين تحت قيادة كرتي يعكس تحولاً إستراتيجياً في سياستهم فقد تمكّنوا من توسيع شبكة تحالفاتهم لتشمل مجموعة متنوعة من التنظيمات والمتطرفين مما يمنحهم قاعدة دعم أوسع.
تهديد ليس فقط للسودان بل للسلام الإقليمي والدولي
في ظل التطورات الأخيرة في السودان، تم انتخاب علي كرتي رئيساً للتيار الإسلامي العريض، ما يشير إلى تصاعد نفوذ الجماعات المتطرفة وتأثيرها في المنطقة. يضم هذا التيار عدة تنظيمات متطرفة، بما في ذلك تنظيم داعش، الذي يعتبر من أبرز التهديدات الأمنية العالمية. تشكل هذا التنظيم بعد سقوط حكومة الإخوان في السودان.
خلال فترة حكم عبد الله حمدوك، لعب هذا التنظيم دوراً بارزاً في إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار. سعى التنظيم إلى تقويض الحكومة المركزية وإحداث حالة من الفوضى التي تعرقل جهود التنمية والاستقرار في البلاد. أسفرت هذه الجهود عن عنف ونزاع كبيرين، بلغ ذروته في الحرب التي اندلعت في 15 أبريل، والتي أبرزت مدى التأثير العميق للتنظيمات المتطرفة على الأوضاع في السودان.
بصفته رئيساً للتيار الإسلامي العريض، يعتبر علي كرتي أحد أبرز الشخصيات في هذا السياق المعقد. تم انتخابه في وقت يتسم بتصاعد تهديدات التنظيمات الإرهابية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع تنظيمات دولية أخرى. تبرز خطورة كرتي من خلال الروابط التي يمتلكها مع هذه التنظيمات الإرهابية، مما يعكس تهديدا ليس فقط للسودان، بل للسلام الإقليمي والدولي. أحد الأمثلة على هذا الخطر هو هيثم الخلا، عضو بارز في التنظيم، الذي هدّد بنقل العمليات النوعية إلى خارج السودان، وهدد دولاً كبرى مثل السعودية والإمارات والولايات المتحدة.
تجلّى الخطر الذي يشكّله هيثم الخلا من خلال ظهوره المتكرّر مع قيادة الجيش السوداني، ممّا يوضح العلاقة الوثيقة بين التنظيمات المتطرفة والجهات العسكرية في البلاد. هذه العلاقة تعزّز من قدرة التنظيم على تنفيذ مخططاته وتنفيذ عمليات معقدة على الأرض، ممّا يزيد من تعقيد جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
يجب أن تشمل الجهود المبذولة تحليلاً عميقاً للأنشطة الاقتصادية والسياسية التي يقوم بها التنظيم، واتخاذ إجراءات حاسمة لتفكيك شبكاته وتأمين المصادر التي يستخدمها في تمويل أنشطته.
توسّع نفوذ الإخوان المسلمين تحت قيادة كرتي يعكس تحولا إستراتيجيا في سياستهم العالمية. فقد تمكّن الإخوان من توسيع شبكة تحالفاتهم لتشمل مجموعة متنوعة من التنظيمات والمتطرفين، مما يمنحهم قاعدة دعم أوسع وأقوى. هذا التوسع لا يقتصر على المجال السياسي، بل يمتد إلى النشاط الاقتصادي أيضا. العديد من قادة وأعضاء التنظيم الإخواني تحت قيادة كرتي نشطون اقتصاديا في مختلف دول العالم، حيث يعملون تحت غطاءات متعدّدة من أجل تحقيق أهدافهم الاقتصادية والسياسية.
تعتبر الأنشطة الاقتصادية التي يقوم بها هؤلاء الأفراد جزءا من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذ التنظيم وتأمين مصادر التمويل اللازمة لعملياته. تشمل هذه الأنشطة استثمارات في قطاعات متعددة قد تكون مشبوهة أو تستخدم كواجهة لأنشطة غير قانونية، مما يزيد من تعقيد التحديات التي تواجهها الدول في محاربة هذا التنظيم.
تمثل دوافع الانتقام التي يتحلّى بها التحالف الذي يقوده كرتي تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. قد تؤدي هذه الدوافع إلى تصعيد النزاعات وتوسيع نطاق الفوضى، ممّا يتطلب اتخاذ تدابير صارمة لمواجهة هذا التهديد بشكل فعّال. يتعين على المجتمع الدولي أن يتعاون بشكل وثيق لمواجهة هذا التهديد من خلال إستراتيجيات متعددة الأبعاد تشمل الجوانب العسكرية والأمنية والاقتصادية.
تشمل هذه الإستراتيجيات فرض قيود صارمة على أنشطة التنظيم وأعضائه، وتكثيف الرقابة على تحركاتهم وأموالهم، وضمان عدم تمويلهم من خلال مصادر غير قانونية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التعاون الاستخباراتي بين الدول لمشاركة المعلومات حول أنشطة التنظيم والتهديدات التي يمثلها. من الضروري أيضا تقديم الدعم اللازم للدول التي تتعرض لهجمات أو تهديدات من هذا التنظيم، من خلال تعزيز قدرتها على التعامل مع الأزمات الأمنية وتحسين استجابتها للتحديات المتزايدة.
تتطلب مواجهة هذا التهديد نهجاً متكاملاً يستند إلى التنسيق الفعال بين الدول والمؤسسات الأمنية والدولية. يجب أن تشمل الجهود المبذولة تحليلا عميقا للأنشطة الاقتصادية والسياسية التي يقوم بها التنظيم، واتخاذ إجراءات حاسمة لتفكيك شبكاته وتأمين المصادر التي يستخدمها في تمويل أنشطته. إن التصدي لهذا التهديد يتطلب إستراتيجيات طويلة الأمد تتجاوز الحلول الأمنية التقليدية، لتشمل جهودا شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الدائم والسلام في المنطقة.
العرب اللندنية