خبران عن هوان الدنيا وهلاويس الحرب..!

خبران عن هوان الدنيا وهلاويس الحرب..!

د. مرتضى الغالي

خبران عجيبان طالعناهما في وسائط الإعلام..! ولو جاز أن نُلبس على الأخبار صفات (البني آدميين) لقلنا عن هذين الخبرين إنهما يمثلان الاقتران المعروف في الأدب الشعبي السوداني بين (التعيس وخايب الرجا)..! .

الخبر الأول عن مصادر إعلامية سجلت على ياسر العطا (الجنرال المهزوم) قوله إن الجيش لن يتخلى عن السلطة لا الآن .. ولا خلال الفترة الانتقالية (التي ربما تكون بعد 100سنة) ..ولا حتى بعد الفترة الانتقالية .. بل على مدى 4 دورات انتخابية تعقب الفترة الانتقالية (لماذا أربع دورات بالتحديد)..؟! وقوله إن الجيش (سيعاين للسودان بالمجهر)..! (وليت العطا استخدم هذه الرقابة اللصيقة الآن في حربه الحاضرة)..! ثم يناقض الرجل في النهاية كل ما ذكره بعضمة لسانه ويقول “الجيش لن يتخلى عن السلطة أبداً”..! .

طيب ما لزوم إتعاب نفسك وإجهاد (عقلك وقريحتك) في الكلام عن الفترة الانتقالية وتحديد الدورات الانتخابية..؟! .

(طبعاً) يستحيل على اعتى المحللين السياسيين أو الأطباء النفسانيين (ولسنا من هؤلاء ولا أولئك) أن يفهم أو يستطيع تفسير هذا التخليط الذي يشبه الأحاجي والألغاز الشعبية الساذجة التي تفتقر للمعنى والدلالة ويُقصد من ورائها تعجيز الآخرين مثل “يا فرطوق صنقع فوق .. شن بتشوف .. بشوف القوم .. القوم شقيش .. القوم عدلان”.. إلى آخر (هذه الهضربة)..! .

كل الكلام عن الثورة والمواثيق والحكم المدني “كلام فارغ” وفصل الخطاب هو ما يقرره ياسر عطا لنظام الحكم في السودان والوضع الدستوري ومستقبل الوطن..! .

لا يملك المرء إلا أن يقر لهذا الرجل بعبقرية تجعله يقول (مالا يُفهم) وذكاء حاد يمكّنه من فهم (ما لا يُقال)..! . وحسبنا الله ونعم الوكيل في خسارة ماكينات تصميم الأزياء النظامية ومصانع النياشين النحاسية..! .

الخبر الثاني (أسوأ وأضل)..! وهو خبر يتحدث عن انتخاب أو تعيين (مولانا علي كرتي- تجارة عمومية) رئيساً لما أسموه (التيار الإسلامي العريض) .. والغريب أنهم يصفون كرتي بالأمين العام للحركة الإسلامية..! تسأل ما هو التيار وما هي الحركة..؟! و(أيهما أعرض)..؟! وأيهما ينوب عن الآخر؟ وأيهما يرأس الآخر؟ .. فلا تجد جواباً .. غير ما هو معهود من التكوينات الهلامية التي تتاجر بالدين من أجل الأغراض الدنيوية و(الخطط الإسكانية) وعائد الصادر و(حديد اللينيا مقاس 16 مليمتر )..! .

تنظر إلى قادة (الحركة والتيار) الذين يتخذون من الدين واللحي ستاراً للتمويه>>فلا ترى غير (الموقوذة والنطيحة) وقد عهد السودانيون هذه الحركات والتيارات وشبعوا من (حركاتها) على مدى ثلاثين عاماً (ويزيد)..! وهذه الآن آثار ما فعلته أشباه هذه الحركات بالوطن؛ الموت والخراب والتدمير والتشريد وغصب الحقوق ونهب الموارد والفساد وحروب الإبادة وارتكاب الموبقات وتقنين الاغتصاب .. بل جعل (شعبة الاغتصاب) إحدى تخصّصات أجهزتهم (الأمنية)..!! .

أحد زعامات هذه الحركات وهو في منصب يقارب “أمير المؤمنين” عندهم .. لم يكتف من ريع (بيت المال) ومن (أراضي المسلمين) إلا بعد أن اغتصب لنفسه (99 قطعة ناصية) في مدينة واحدة…! .

يقول الخبر إن “المجلس الرئاسي للتيار الضلالي العريض” (أو ربما المستطيل) أعلن أن “علي كرتي” قبل التكليف وتعهّد بتنفيذ (برنامج طموح)..! طموح في ماذا..؟!  “اللهم أرحم سوق السجانة”… الله لا كسّبكم…! .

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى