استبقت حكومة الأمر الواقع في السودان، اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية رقم 162 المنعقدة في القاهرة اليوم” الثلاثاء”، بتحركات ديبلوماسية قادها مدير جهاز المخابرات السوداني الفريق أحمد ابراهيم مفضل لاستمالة مواقف عدد من الدول العربية لدعم مساعي “حكومة بورتسودان”، لاستصدار موقف عربي منحاز لصالح الجيش وادانة الطرف الآخر في الحرب السودانية ” قوات الدعم السريع”.
وبحسب مصادر موثوقة لـ “الصيحة”، إن مدير المخابرات أجرى سلسلة لقاءات مع عدد من الوزراء العرب بترتيبات وزارة الخارجية السودانية، لجهة استمالة وشراء مواقف داعمة لمطلب حكومة الأمر الواقع في السودان، والتي تدعو لتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية، وهو ما يعتزم وزير الخارجية السوداني أن يتم التصويت عليه مجلس وزراء الخارجية العرب.
في السياق، أفادت مصادر ديبلوماسية، أن “حكومة بورتسودان”، تسارع الخطى لقطع الطريق أمام الجهود الدولية المكثفة لإنهاء الصراع في السودان، لاسيما بعد توصية اللجنة الأممية لتقصي الحقائق في السودان، بإرسال قوة لحماية المدنيين، وبعد فشل تمرير أجندة دعاة الحرب في القوات المسلحة السودانية، عبر المؤسسات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي ومنظمة ” إيغاد”.
إلى ذلك رأى مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية- فضل حجب هويته- إن مجلس الجامعة العربية، سيناقش في اجتماعه اليوم إلى جانب الأوضاع في عدد من الدول العربية، مسألة أمن الملاحة وإمدادات الطاقة في منطقة الخليج العربي، والسد الإثيوبي. وبشأن المسألة السودانية، أشار إلى الموقف العربي الداعم لوقف فوري للحرب في السودان، وأعضاء المجلس على إطلاع بتطورات الأزمة السودانية والتقاطعات الدولية حولها، فضلاً عن مشاركة دول عربية مقدرة في المبادرات وعلى رأسها مفاوضات جدة التي تقودها المملكة العربية السعودية إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، ورجح أن تصب الجهود العربية في دعم الحل التفاوضي بتوحيد المبادرات المطروحة.
وتأتي أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب تزامنا مع الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي دخلت شهرها الثاني عشر، ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها الفصائل الفلسطينية بعد عمليات الاقتحام المتكررة للجيش الإسرائيلي والمستوطنين للمسجد الأقصى.
وتنطلق أعمال الدورة الـ162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة اليمن التي تتولى الرئاسة خلفا لمورتانيا.
ويشارك في الاجتماع وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ويحضر الاجتماع مسؤولون دوليون مثل (وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والمفوض العام لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ).