*يترقب الشارع السوداني بمزيد شغف وانتظار هذه الأيام إعلان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك حكومته التي ستدير البلاد خلال الفترة الانتقالية.
*مما لا شك فيه أن تشكيل الحكومة الجديدة هو المطلب الأول والأخير للمواطن حتى تدور عجلة الحياة ويرجع السودان مستقراً آمناً وترجع علاقاته مع محيطه الإقليمي والدولي.
*مشاورات عديدة أجراها حمدوك الأيام الماضية بغية الوصول للتشكيلة المناسبة لفريقه الذي سيقود به الفترة الانتقالية، وهي مشاورات أتت في أعقاب الفراغ من العقبة الكؤود تشكيل المجلس السيادي، وأداء رئيسه وأعضائه القَسَم، بجانب أداء رئيس مجلس الوزراء القَسَم.
*اختيار الوزراء كما قال حمدوك سيخضع لمعايير الكفاءة والقدرات في المقام الأول والأخير، دون التقيد بترشيحات قوى الحرية والتغيير إن لم تأت ملبية لتلك المعايير.
*في تقديري أن المجيء بحكومة كفاءات سيريح الجميع من تبادل الاتهامات بعدم الجدية فيما يتعلق بالملفات العالقة بينهم والتي يتقدمها إيقاف الحرب ووقف التدهور الاقتصادي الذي هو مفتاح بقية القضايا.
*والحكومة الانتقالية بالمواصفات المعروفة ستكون دون شك حكومة رشيقة وسوف تقضي على الترهل وتوفر الكثير من بنود الصرف الذي كان يصرف فيما سبق .
*وبحسب حمدوك وقبله الوثيقة الدستورية، فإن المنتظر أن تعتمد الحكومة القادمة على الكفاءة فتقوم بعملية إصلاح لكثير من أوجه القصور التي ظهرت في سالف الحكومات.
*المواطن البسيط في قرى ومدن السودان يعول على الحكومة القادمة باعتبارها الحل لكل المشاكل التي تواجه البلد، وهي المخرج الوحيد لكل معاناته المعيشية والحياتية.
*لذا فإن الواقع يتطلب الاتفاق على وضع تصور لبعض المعايير التي يمكن من خلالها للمواطن البسيط أن يقيم إمكانيات ونشاط أي وزير في الحكومة الجديدة دون الرجوع لجهات أخرى يمكن أن تؤثر على رأيه سلباً.
* متاريس عديدة ستواجه الحكومة القادمة أبرزها تلك الأحزاب التي لديها مصالحها الشخصية والتي ستعمل على إثارة المشاكل ونشر المعلومات الكاذبة والمضللة من أجل توجيه الثوار للخروج إلى الشارع وإفشال تشكيل الحكومة بكل الطرق.
*على المواطن أن يكون يقظاً ويحمي حكومته الانتقالية بمراقبته بنفسه لأداء الحكومة والوزراء دون الالتفات لآراء بعض الأحزاب والقيادات الحزبية.
*ننتظر من الحكومة القادمة بأن تضع لبنة المستقبل للسودان لأنها مطالبة بإنهاء كل أسباب الحروب وحمل السلاح على الأطراف، وتقديم الخدمات الأساسية وإقامة المشروعات التنموية الإستراتيجية ووضع دستور دائم والتأسيس لديمقراطية متساوية.
* هذه الحكومة تنتظرها كذلك مهمة إكمال جمع الصف الوطني بحيث تسهم وتعمل على أن تلتقي كل مجموعة سياسية متشابهة الرؤى والبرامج لكي تندمج في وعاء واحد لخلق وحدة سياسية تنتج حزبين رئيسيين أو ثلاثة أو أربعة على الأكثر تعطي وزناً ومذاقاً للملعب السياسي السوداني.
* الأمل يحدونا بأن تعيد حكومة (حمدوك) بناء البنيات التحتية للبلاد، بجانب إعادة بناء المشروعات الزراعية، وكذلك توفير المياه لشرب الإنسان والحيوان والمراعي والزراعة، وهذه جميعها مشاريع إستراتيجية يحتاج أمر إعادة الروح فيها لأمد طويل حتى تقف على قدميها، فحكومة (حمدوك) بهذه الأعمال تكون قد ربطت السودان ببعضه البعض سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
*أتمنى صادقاً بأن يستكمل (حمدوك) مسعى تشكيل حكومة الكفاءات لأنها في اعتقادي تعد الوسيلة الأنسب للعبور من المأزق الوطني الحالي.
* عموما أتمنى أن يلتزم الوزراء القادمون الحياد فيما يتعلق بالقضايا العالقة وعندها فقط ستلتقي أفكار الجميع المتبعثرة التي تنادي بالتغيير والإجماع الوطني دون أن تعرف له سبيلاً.