الفريق كوز كما ينبغي!!

الفريق كوز كما ينبغي!!

صباح محمد الحسن

طيف أول:

يلتهب الأسف ويحرق حصادهم

فكم من النداءات وقفت خلف أبوابهم المغلقة، ولم يعوا أن إعصاراً سيخيط الإهمال به ملفحة جديدة للطمع من أجل البقاء، كلما دقت المطارق فوق الرؤوس قالوا ماذا بعد!!

وأجرت بالأمس صحيفة الكرامة حواراً مع الفريق أول هاشم عبد المطلب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، في محاوله لتقديمه برتبة (براءة فعل) من قبل قيادات الجيش التي شاركت في عملية تمدد الدعم السريع على حساب القوات المسلحة.

وسأله المحرر كيف تلقيت خبر الحرب؟ وجاءت الإجابة (لــم أتفاجــأ بالحــرب لأنهــا بالنســبة لــي كانــت متوقعــة حتــى النــاس المــا عندهــم خبــرة فــي العمــل العســكري والمواطــن العــادي كان يتوقــع الحــرب، وهنــاك تجــارب كثيــرة فــي العديــد مــن الــدول مشــابهة للســودان، يعنــي وجــود أي قــوة موازيــة للجيــش وغيــر منضبطــة أو مدربــة تدريبــا كاملـاـ تتســبب فــيمــا حــدث، فهنــاك الكثيــر مــن المؤشــرات كانــت تؤكــد قيــام هــذه الحــرب).

ومن خلال هذه الإجابة أكد الفريق أنه كشخصية قيادية عسكرية لا علم له بالحرب، فقط كان يتوقعها ولم تأت اليه أي اشارة أو خبرية بصفته قائداً في الجيش خرج برتبة كبيرة لا تبرر انقطاعه التام عن المؤسسة، لكن عدم علمه هو لسان حال كل قيادات الجيش في حرب لم يصدر قرارها من قائد الجيش، وبالطبع هذا ما جعل كل القيادات العسكرية لا علم لها بالحرب حتى أن المفتش العام بالرغم من منصبه المهم إلاّ أنه وقع اسيرا في يومها الأول لعدم علمه بها!!

وكشف الفريق هاشم عبد المطلب في الحوار عن اسباب خلافاته والعداء بينه وقائد الدعم السريع وقال (منــذ أن تضخــم المتمــرد حميدتــي كنــت مستشــعرًا لخطــورة الأمــر وكنــا ندخــل فــي صــدام كثيــراً، وأذكــر أنــه فــي يــوم اعتقالــي كانــت هنالــك محاولــة لاغتيــال البرهــان مــن قبــل الدعــم الســريع ولكــن كشــفتها الاســتخبارات العســكريّة وأحبطــت ذلــك، ومحاولــة اغتيــال رئيــس مجلــس الســيادة القائــد العــام للقــوات المســلحة الفريــق أول ركــن عبــد الفتــاح البرهــان فــي بيــت الضيافــة يــوم تمــرد الدعــم فــي 15 ابريل لم تكن الأولى).

هذه الإجابة تكشف ان الفريق البرهان كان يدخل في خلافات وصدامات مع قيادات الجيش بسبب الدعم السريع القيادات التي كانت تنصحه بخطورة الأمر ولكنه ما كان يسمع لها وبالرغم من أن البرهان فضّل حميدتي على قيادات الجيش إلا أن دقلو غدر به وحاول قتله قبل الحرب.

وعن اسباب العــداء بينــه وبيــن قائد الدعم السريع يقول عبد المطلب انه عداء قديــم وأنــا لــم أصنعــه صراحــةً فقط كنــت معترضًــا حتــى علــى تشــكيل الدعــم الســريع ولــم أتعــاون فــي تجنيــده، ورفضــت مــن قبــل تدريــب أفــراد منهــم فــي 2013، ومنهــا بــدأ العــداء.

ويواصل في قوله: (وبعــد التغييــر عندمــا علمنــا بــأنّ حميدتــي ينــوي شــراء 250 قطعــةً مدرعــة، أنــا وآخــرون وقفنــا ضــد هــذا الأمــر وأفشــلنا ذلــك).

ومعلوم ان الجيش كان قد ألقى القبض على رئيس هيئة الأركان السابق الفريق عبد المطلب، وعدد من ضباط الجيش وجهاز المخابرات ومجموعة من قيادات حزب الإسلاميين، في 11 يوليو 2019، بعد أن قال إنهم دبروا عملية انقلاب بغرض إعادة السلطة إلى حزب البشير.

وبالرغم من أن الحوار حاول أن يقدم الفريق عبد المطلب باعتباره قائد عسكري يضمر الكُره والعداء إلى حميدتي إلا أن صحيفة الكرامة التي اثبتت ذلك لم تستطع أن تنف أن عبد المطلب رجل إسلامي برتبة فريق في القوات المسلحة وقف أمام المحكمة بعد القبض عليه وتوجيه الاتهام، بأنه حاول أن ينفذ انقلاباً للحركة الإسلامية، وأقر الفريق عبد المطلب، في تسريب مصور أثناء التحقيق معه، بأنه ينتمي إلى الحركة الإسلامية يعني (أنه فريق كوز كما ينبغي).

بقوله: أنا أنتمي إلى الحركة الإسلامية منذ أن كنت ملازماً، بيد أنه نفى أن تكون لقيادة الحركة الإسلامية علاقة بانقلابه، قائلاً: أقسم بالله العظيم اتصلوا بي ناس، وقالوا الكلام دا بجيب دم، الكلام دا (غير مفيد)، اتركوه. وقال عبد المطلب إن القياديين في الحركة الإسلامية، مثل نافع علي نافع، وعوض الجاز، وعلي أحمد كرتي، طلبوا منه عدم تدبير الانقلاب، مضيفاً: عوض الجاز قال لي ما تعملوه، وعلي كرتي قال لي ما تعملوه، هؤلاء ناسي ما شاورتهم لكنهم اتصلوا علي» ووقتها نشرت الحركة الإسلامية بياناً دعت فيه المجلس العسكري الانتقالي لحل خلافاته بعيداً عنها، لتنفي تهمة الخبث التي كُشفت مبكراً، بعد إلقاء القبض على أكثر من 50 من المنتمين للتنظيم على خلفية الانقلاب ثم أُطلق سراحهم لاحقاً.

لكن ماذا قصدت الصحيفة الناطقة باسم الفلول أن تقول إن عبد المطلب كان الأكثر عداء للدعم السريع، أم أن البرهان الآن بما سبق هو الأقرب لحميدتي!!

طيف أخير:

#لا_للحرب

امرأة سودانية كانت قد رفعت يدها بدعوات ضد الفريق البرهان عندما قتل الجيش ابنها بقصف الطيران تواجه الآن حكما بالإعدام شنقا لهذا السبب!!

ولنا عودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى