جزيئات بلاستيكية خطيرة نأكلها كل يوم.. فما الحل؟
كم تستهلك جزيئات بلاستيكية خلال يومك؟ لقد أصبح هذا السؤال مهماً في عصرنا الحالي، فعوضاً أن تسأل الشخص عن كمية الطعام أو الماء التي يستهلكها يومياً، أصبح من الضروري أن تسأله عما يستهلكه من بلاستيك.
تُشير إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة “بروسيدينغز أوف ذي ناشونال أكاديمي أوف ساينسز” هذا العام، إلى أن هناك متوسط 240 ألف قطعة بلاستيكية يمكن اكتشافها في كل لتر من الماء، أحصاها العلماء في العلامات التجارية الشهيرة، وهو تقدير أكبر من 10 إلى 100 مرة من التقديرات السابقة.
ومن أجل اكتشاف الجزيئات البلاستيكية بسرعة أكبر وتكلفة أقل، طوَّرت جامعة كولومبيا البريطانية جهازاً محمولاً يقيس كمية البلاستيك المُنبعثة من مصادرنا اليومية، كعبوات المياه، ولكن ما هي تفاصيل هذا الجهاز؟ وهل يمكن أن يُحدث تغييراً في تأثير البلاستيك على صحتنا؟
عمل باحثون في جامعة كولومبيا البريطانية على تطوير جهاز محمول منخفض التكلفة، يقيس كمية البلاستيك المُنبعثة من المصادر اليومية التي نستخدمها، مثل: الأكواب التي تُستخدم لمرة واحدة وعبوات المياه وما إلى ذلك.
ويستخدم الجهاز عبر اقترانه بتطبيق بالهاتف المحمول أو الذكي، العلامات الفلورية – وهي تقنية يتم استخدامها عادةً للتصوير داخل الجسم – للكشف عن جزيئات بلاستيكية يتراوح حجمها بين 50 نانومتراً إلى 10 ميكرون – وهي صغيرة جداً حيث لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة – ويتم تقديم النتائج خلال دقائق، وذلك حسبما ذكره موقع ScienceDaily.
وفي إطار الدراسة، اختبر فريق الدكتورة تيانكسي يانج، الأستاذة المساعدة في كلية الأراضي وأنظمة الغذاء، أكواب البوليسترين التي تُستخدم لمرة واحدة، حيث ملأوا الأكواب بـ 50 مل من الماء المُقطَّر المغلي وتركوها لتبرد لمدة 30 دقيقة، وأظهرت النتائج أن الأكواب أطلقت مئات الملايين من جزيئات البلاستيك النانوية، التي يبلغ عرضها مئة جزء من عرض شعرة الإنسان وأصغر من ذلك.
وتعد هذه التقنية الجديدة مهمة، كونها تسمح بالكشف السريع والرخيص عن هذه المواد البلاستيكية، مما قد يساعد في حماية صحتنا وأنظمتنا البيئية، على حد قول الدكتورة يانج التي عملت على تطوير الأداة، وبالأخص لأن تحلل قطع البلاستيك الكبيرة إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة وجزيئات بلاستيكية نانوية يشكل تهديداً كبيراً لأنظمة الغذاء والنظم البيئية وصحة الإنسان.
في مطلع العام 2024، وجد باحثون بعد أخذهم عينات من أدمغة بشرية أثناء عملية تشريح جثث، أنها احتوت على كمية أكبر من شظايا البلاستيك الصغيرة مقارنة بعينات أخرى جُمعت قبل 8 سنوات عام 2016.
وكشف مؤلف الدراسة الأساسي ماثيو كامبن، وهو أستاذ العلوم الصيدلانية بجامعة نيو مكسيكو في مدينة ألباكركي الأمريكية، خلال قوله أن “التركيزات التي شهدناها في أنسجة الدماغ لأفراد عاديين، كان متوسط أعمارهم حوالي 45 أو 50 عاماً، بلغت 4،800 ميكروغرام لكل غرام، أو ما نسبته 0.5% من حيث الوزن.”
وأضاف كامبن أنه”بالمقارنة مع عينات الدماغ المأخوذة من تشريح الجثث في عام 2016، فإن النسبة الحالية تُعد أعلى بنحو 50%، مما يعني أن أدمغتنا اليوم تتكون من 99.5% دماغ، والباقي – أي 0.5% – من البلاستيك.”
على الرغم من محاولتنا دائماً للحد من اعتمادنا على البلاستيك، إلا أنه يمكن لجزيئات بلاستيكية صغيرة تسمى “الميكرو بلاستيك” أو حتى “النانو بلاستيك” أيضاً أن تهدد صحتنا، فهي موجودة في كل مكان في حياتنا، حيث تم العثور عليها في مياه الشرب، وفي الهواء – ضمن غبار المنزل -، وفي طعامنا وأجسامنا وغيرهم.
وقد أفاد تقرير أعدَّه اتحاد أدلة سياسات ولاية كاليفورنيا التابع لجامعة كاليفورنيا، بأن الجزيئات البلاستيكية يمكن أن تؤثر على صحتنا بمختلف الطرق، إليكم بعضها:
يجد العلماء جزيئات البلاستيك الدقيقة في كل مكان ينظرون إليه تقريباً، ولكن لا يزال هناك بعض الأشياء البسيطة التي يمكنك القيام بها لتقليل تعرضك لمثل هذه الجزيئات في المنزل