صوت من قوز الهندي!!

صوت من قوز الهندي!!

أشرف عبد العزيز

صوت نساء قوز الهندي الذي طالب البرهان بوقف الحرب خرج من حشاهن المحروق ومن الآهات والألم والجراحات جراء الواقع المرير الذي يعشنه بسبب الحرب العبثية التي وصفها طرفاها بذلك، وعبرت صرخات النساء عن النكبات التي أحلت بهن وبأزواجهن وأطفالهم الزغب الصغار الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الأمطار والسيول، في وقت ينشغل فيه الراعي بالحرب، ويجلس محرضوه على أسطح منازل المدن التي طالها الخراب وهم يرددون قولة شوقي في كرومر مسشتهداً بما فعله في دنشواي غير آبه بما أصاب مواطنيه:

نيرون لو أدركت عهد كرومر …لعرفت كيف تنفذ الأحكام

والغريب أن المحرضين ودعاة الحرب حاولوا امتصاص أصوات نساء قوز الهندي بهتافات حق أريد بها باطل عندما رددوا (جيش واحد شعب واحد)، وبعضهم أسرها في نفسه خجلاً (بل بس)، وكأن الجيش غير مدرك لما يجري لشعبه من ظروف مأساوية بسبب خطل سياساتهم، وكأن الجوع لم يفتك بالأطفال في جبال النوبة، وأسعار السلع الاساسية مستقرة في الأبيض وسنار وكوستي بعد فتح طريق جبل موية، وكأن المواطنين في الضعين والفاشر ومليط وأمدرمان وجبرة الشيخ من حقهم أن يموتوا (سمبلا) بسبب غارات الطيران الحربي التابع للجيش والقصف العشوائي لمدفعية الدعم السريع التي لا تفرز بين قيادة الفرقة الخامسة مشاة بالأبيض ومدرسة أبوستة الإبتدائية.

سيظل تحالف الفاسدين مصر على مواصلة الحرب وفي كل يوم تتكشف مفاسده على كل المستويات وما اغتيال الشاب الأمين محمد نور بولاية كسلا ببعيد، ليعيد للأذهان ما جرى للأستاذ محمد الخير فالمكان هو ذات المكان والدم المسفوح عبثت به ذات الأيادي.

إن الحادثتين (قوز الهندي – كسلا) أكدتا أن السيل قد بلغ الزبى والمعاناة بلغت مداها وما عاد الشعب السوداني قادر على تحمل التركة الثقيلة لتحالف الفاسدين المكون من (الحركة الاسلامية – حركات دارفور الموالية للجيش) فالأولى اتخذت قرارها باستمرار الحرب مهما كلفها ذلك من تكاليف بسبب الجرائم التي ارتكبها قادتها في حق الشعب السوداني والتي أضحت جرائم حرب تطالب فيها المحكمة الجنائية بالمتهمين، أما الثانية ولغت في فساد هو الأكبر من نوعه في تأريخ السودان، ووقف الحرب يعني الكشف عن الفاسدين في وزارتي المالية والمعادن وغيرها من ممتلكات الشعب السوداني.

من الواضح أن الكلمة عادت لأصحابها وهم أهل الحل والعقد والقادرون على وضع حد لهذه الأزمة المستفحلة والتي قضت على الأخضر واليابس، لن يسكت الشعب السوداني وما حدث في كسلا شاهد عدل على ذلك، ورسالة قوز الهندي أبلغ رسالة دعت لوقف الحرب لأنها جسدت الواقع المرير وآسى الزمان المؤسي.. وقريباً سيبدأ العد التنازلي وعاش الشعب السوداني حراً أبياً و(لا للحرب)!!

الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى