منتدى الرفاهية!!

منتدى الرفاهية!!

صباح محمد الحسن

طيف أول :

لم يعد للأشياء التي ولدت في أبريل معنى تلك التي جعلت

الوقت بعدها عجوز هرم يقف على حافة الهاوية

فكيف يرتب الحاكم أناقته في هذا الظلام ويخرج مبتسماً ويترك الوطن خلفه تغمره دموع الحرب والسيول!!

ولا يليق بالفريق البرهان أن يترأس وفد السودان المشارك في قمة «فوكاك»، منتدى التعاون الصيني الإفريقي ‏ ببكين ومعلوم أن المنتدى هو مناسبة مؤسساتية للتعاون الاقتصادي تأسس بمبادرة مشتركة من الصين والدول الأفريقية، تهدف لتعميق التعاون وتحقيق التنمية الاقتصادية ومواجهة تحديات العولمة

ولا يليق به المشاركة في المؤتمر الذي يخاطب الدول الآمنة المستقرة ليس لحجم البرهان المتقزم سياسياً وقيادياً أو لأنه يرتدي بدلة الشرعية زيفاً وكذبة ولكن لأن الجنرال الآن يمثل دولة ليست بحاجة إلى هذه الرفاهية، بلاده الآن هي الاسوأ حالاً إنسانياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وحكومة  تشارك في منتدى اقتصادي تكشف للأضواء عن تفككها للعالم أجمع عبر هذا المنتدى، الدول التي  تعرف أنها تعيش حرباً مزقتها ودمرتها وقتلت إنسانها الذي قال “كفانا “بعد ما جعلته الحرب فاقداً للأمن والموطن، ويعاني من فقده لأبسط مقومات الحياة الطبيعية من خبز ودواء، فهذا المنتدى لا يلامس مشاعر الشعب السوداني ولا يعنيه في شي لأن الغرض الحقيقي منه هو  انعاش حركة اقتصاد الدول التي تتنفس لا تلك التي على فراش الموت اقتصادياً تعاني من سكرات النهب والتعدي على المال العام، كما أن المشاركة فيه لا تعني كسر العزلة الدولية التي يعيشها البرهان فالصين دولة صديقة  للسودان الدولة ليست للحكومات

فيها، ولم تعلن يوما قطيعتها لحكومة فيه ولا يهمها الشأن الداخلي للدول ولهذا فإن المنتدى لا يعني ما يحققه من مكاسب للمواطن في هذا التوقيت والظروف لكنه قد يحقق الكثير لحكومة (جمهورية بورتسودان) التي تريد أن تواصل استثمارها في الأرواح غير آبهة بما يمر به الشعب السوداني!!

حتى أن البرهان في رحلته

اختار من مرافقيه الذين يضمهم وفده جبريل إبراهيم وزير المالية والتخريب الاقتصادي

ووزير الطاقة والنفط ووزير الخارجية الذي ستكون مهمته فقط للحديث عن الزيارة لأن كل الدول المشاركة لا تعرف وزير الخارجية ولم تلتق به في أي محفل دبلوماسي منذ تعيينه وحتى تاريخ حضوره للصين  .

وقالت وزارة الخارجية إن البرهان سيشارك في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي ببكين من 2 إلى 6 سبتمبر، وأضافت أن المنتدى يفتح فرصة لبحث قضايا السودان مع القيادة الصينية وتفعيل دور بكين في مرحلة ما بعد الحرب!!

كما سيتم مناقشة قضايا الأمن والسلام والتحديث الزراعي ومبادرة الحزام والطريق

وحكومة بورتسودان تتسع أحلامها وتشطح بأمنياتها وذلك بتفكيرها في فترة ما بعد الحرب وكأنها تشارك في مؤتمر للسلام او منتدى لمناقشة القضايا الإنسانية.

ويقيني أن الأسباب التي جعلت الحكومة ( تشطح) بأحلامها هي حالة الانفصال المعنوي والجغرافي التي حدثت بينها وبين الشعب السوداني  لأنها أصبحت لا تمثله ولا تشعر بآلامه بسبب التهاجر والافتراق الذي شاقق بينها والمواطن وفصلها عن همومه وعاشت في بحبوبة (المدينة الآمنة) حتى أنها عندما تصيبها  (التخمة) تنصب خيامها للغناء والرقص بالزي العسكري و(تهز) لتسقط عن أكتافها المسئولية والإحساس بمعاناته التي تسببها له الحرب، فكل ما اشتكى المواطن من ويلات الحرب خرج قائد ليذكره أنها حرب المائة عام حتى يصادر منه الأمل ويقتل فيه التفاؤل.

و”فوكاك” يشارك فيه عدد من القادة الأفارقة الذين نصحو البرهان بضرورة السلام بجانب منظمات دولية ولن يستطيع الجنرال أن يقدم كلمة زائفة تحكي عن قرب النصر ولا عن شعبه الداعم للقوات المسلحة بعد ان اصبحت النساء، تصرخ في وجهه في مناطق سيطرته وتطالبه بوقف الحرب كما انه ايضاً لا يجرؤ ان ينفي الكارثة الإنسانية التي يعاني منها شعبه وبلاده خاصة أمام ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية  بقيادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سيكون حضوراً هناك . !!

طيف أخير :

#لا_للحرب

60 كياناً من بينهم مبادرة الأعلام البيضاء، أطلقوا بالأمس أضخم حملة للمطالبة  بتمديد فترة بعثة تقصي الحقائق  للجرائم والانتهاكات استجابة لدعوة محامو الطواري في السودان.

الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى