المشهد الآن
صفاء الفحل
هناك صراع خفي يدور داخل دوائر الحكومة الإنقلابية في (بورتكوز) قد يؤدي إلى المزيد من التشظي والانفجار فالشيخ جبريل المتحكم في كافة حركة الأموال بالبلاد يرفض المساس بكافة من حوله من الحاشية القبلية التي تمسك معه بمفاصل مال البلاد وآخرها رفضه إقالة الأمين العام لديوان الضرائب (زوج شقيقته) الذي أثبتت لجان التحقيق أنه يعمل خارج إطار القانون باستلام (المليارات) والتي تذهب إلى حسابه الخاص من بعض رجال الأعمال وكبار التجار نظير تسويات ضرائبية تضيع على البلاد مبالغ طائلة ولكنه ظل يمارس عمله بصورة طبيعية رغم توصية لجنة التحقيق بإيقافه عن العمل حتى انتهاء التحقيق.
ويبدو أن المجموعة الإنقلابية عاجزة عن كبح جماح عصبة الحركات (العدل والمساواة وتحرير السودان) التي صارت تمسك بمفاصل الدولة وتتصرف كالناهي والآمر في كافة القرارات المصيرية والأموال وتستغل (ضعف) القرار لدى اللجنة الأمنية وخوفها من انسحاب تلك العصبة من مساندتها وهي تدرك الوضع الحرج الذي تعيشه البلاد والحكومة الافتراضية الأمر الذي يعني انهيارها ان تم ذلك الانسحاب وهي تتمدد بصورة (عنكبوتية) لتصبح المجموعة العسكرية وخلفها الكيزان، تتأرجح بين الاستسلام والسلام مع الدعم السريع أو مجموعة (عرب الشتات) كما تسميها أو الاستسلام لمغامرات الحركات أو مجموعة (الزغاوة) كما يعرفها البعض.
والمفاضلة العقلانية بين مجموعة الحركات والدعم السريع ترجح كفة الثاني بكل تأكيد وبالتالي الذهاب إلى المنابر المفتوحة للسلام وإيقاف الحرب وهو ما تحاول تلك الحركات ومن خلفهم الكيزان الحيلولة دونه في معادلة صعبة ومعقدة وهذا ما يفسر التقارب بين تلك الحركات ومجموعة (بل بس) فالمجموعتان تعلمان بأن التقارب وتوقيع السلام بين القوات المسلحة والدعم السريع والذي سيقود لحكومة مدنية مدنية يعني النهاية بالنسبة لهما معاً ويظل موقف المجموعة الانقلابية المتذبذب نتاج للخوف من المواجهة مع تلك الحركات بالإضافة للمحاسبة المنتظرة خلال العدالة الانتقالية بعد استلام الحكومة المدنية.
وسيظل الوضع المتأرجح بين السلام واللا سلام مستمراً فالحركات المستفيد الأول من هذا الوضع ستظل تضع يدها مع المجموعة الكيزانية التي تحتمي خلفها خوفاً من المحاسبة ويعملان معا كورقة ضغط علي الحكومة العسكرية لاستمرار هذه الحرب فبقاءهما يرتبط بالقضاء المستحيل على الدعم السريع إلا إذا ما رفعت الحكومة العسكرية يدها عنهما معاً بالاتجاه للسلام لمصلحة الوطن والمواطن الأمر الذي تتخوف من مآلاته بنهايتها هي أيضاً، والدخول إلى دائرة المحاسبة ويظل كل هذا الصراع على رأس الشعب السوداني المسكين ولكن لكل بداية نهاية.
والثورة ستظل مستمرة في كافة الأحوال ..
وراية المحاسبة والقصاص لن تسقط ابدا ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ
الجريدة