Site icon صحيفة الصيحة

ما هو الشعب وماهي الشرعية

ما هو الشعب وماهي الشرعية

صلاح جلال

1

هناك التباس حول مفهوم الشعب والشرعية أحياناً عفوي ومرات كثيرة بقصد التضليل، *دائماً التحدث باسم الشعب بقصد التوسل للشرعية*، حقيقةً منذ ظهور الدولة القومية بعد اتفاقات وستفاليا كانت أحد المفاهيم التي شغلت المشرعين تعريف الشعب أو الأمة، والحيز الجغرافي للدولة وشرعية الحكم، فكانت أول القواعد الدستورية .

أن الشعب مصدر السلطات، ثم تطور الفقه الدستوري لتفصيل وسائل اكتساب الشرعية للتحدث باسم الشعب أولها الحريات العامة وسيادة حكم القانون لمعرفة رأى الشعب دون تهديد أو خوف من البطش .

2

ثم مبدأ لا ضرائب بلا تمثيل Representation من ثم الوسائل المعيارية لقياس الإرادة الشعبية وهى الانتخابات الحرة والعادلة، ووسائل أخرى للتعبير عن الإرادة الجمعية للشعب ما دون الانتخابات، مثل الإضرابات العامة والتظاهرات الواسعة التي تعبر عن الكتلة الحرجة (الشرعية الثورية) مثال لذلك ثورة اكتوبر وأبريل و١٩ ديسمبر ، هذه هى مظان الشرعية والحكم الشرعى ، *ماعدا ذلك شرعية ود كبس الجبه وهو قاطع طريق يعرفه أهل أمدرمان القديمة* .

3

خرج علينا بيان بالأمس من حزب المؤتمر الوطني المحلول يحذر الولايات المتحدة الأمريكية بانه يمثل الشعب السوداني حسب مفردات البيان *بما يعنى أن الشعب السوداني هو المؤتمر الوطني وهو المتحدث باسمه والمعبر عنه – مثل مُفردات الشعب يريد والشعب لا يريد وهم قردين وحابس كتبو البيان كما يقول المثل* لابد من فصل موضوعي لمواجهة هذه التخرصات بين تيارات فكرية وسياسية وسط الشعب *والتمييز بين الإرادة الجمعية للشعب* *ووسائل التحقق المعروفة منها* وهى

تتمثل فى حكومة منتخبة، برلمان منتخب .

استفتاء حر، إضراب عام، مظاهرات عامة تتوفر لها كتلة شعبية حرجة كتعبير استثنائي للشرعية وهذه ينتج عنها حكم انتقالي مؤقت شرعية ناقصة.

4

لكن من غير الممكن كل ٥٠٠ شخص يجتمعوا ليقولوا نحن الشعب نحن القوة* الصحيح إنتو جزء من الشعب يزيد أو يقل لكن يوجد شعب غيركم يجب أن يوضع في الاعتبار، عندما نتحدث عن وقف الحرب يقولون – لا الشعب يريد استمرار الحرب، وبالعقل أي مكان تصله الحرب الشعب يغلق بيته ومتجره ويترك زراعته ويهرب بحثاً عن الأمان، الشعب أصبح ما بين نازح ولاجئ ومقهور بالحرب متخندق في منزله مع هذه المظاهر يخرج بنياشينه أو موتور يعتلى منبر أحد المساجد ، ليقول الشعب مع استمرار الحرب والشعب ضد القوى الديمقراطية وهم كان رجال يأتوا لمواجهة الشعب ، كان الشعب مصارع إغريقي يجلس في حلبه ليواجه منافسه ليطرحه ارضاً *هؤلاء المدعين الذين يسرقون لسان الشعب مثل الضفدع في عمق البئر* يعتقد أن السماء هو فتحة البئر ، يجب إخراجهم من هذا العمق السحيق *ليعلموا أن مفهوم الشعب أوسع من تصوراتهم* .

5

ختامة

معنى الشعب ومفهوم الشرعية خرج عن الموضوعية والمعرفة للدعاية الحربية وتسويق التجهيل وتسطيح المفاهيم ، لكل من يدعى وصلاً بالشعب والشعب منه بُراء ، الشعب لا يعبر عن نفسه إلا في إطار حكم دستوري ديمقراطي بوسائل معروفة، البقية كلهم [زلنطحية] لشعب بوكو ، كما قال أبو العلاء المعرى

*‏”تلوا باطلاً وجلو صارماً .. وقالوا : أصبنا فقلنا : نعم!”* .

noradin@msn.com

Exit mobile version