عبد الحي.. شيخ السرقة ومفتي الدم!
علي أحمد
أجزم أنه ما إن يقرأ أي سوداني العنوان أعلاه حتى يهتف “عبد الحي يوسف”، فهذا المسخ الذي على هيئة بشرٍ غير سوي، لا عمل له في هذا الحياة سوى الاجتهاد في إفنائها، لا تصدر عنه إلاّ فتاوي القتل والموت والحرابة والدمار والخراب، ألم يفتي للمخلوع عمر البشير إبان ثورة الشعب عليه بجواز قتل ثلث الشعب السوداني ثم نسب فتوى الجريمة هذه إلى المذهب المالكي؟ – ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عاد هذا الشيخ وما هو شيخ ولا فقيه؛ عاد إلى الاحتفاء بالشواء البشري من مهربه بتركيا، الذي تسلل إليه خلسة خشية محاكمته بتهمة الفساد المالي (ولم يعد حتى الآن).. يعود ليجاهد كما يدعو الناس، ولينال شرف الشهادة ويشفع لسبعين من أهله ويتزوج من الحور العين، لكنه لم يفعل، هرب إلى اسطنبول ولم يعد، وعاد لفتاويه المُميتة القاتلة، وآخرها كانت أمس بعنوان: “حُكم استهداف مناطق الحواضن الاجتماعية لمتمردي الدعم السريع”.
وقبل أن نناقش خلاصة فتواه الدموية هذه، لنتطرق إلى عنوانها، فالرجل لا يستحي أن يعلن عنصريته وعصبيته القبلية، وتبنيه للخطاب التحريضي البذيء والمُتخلف الذي يفسر الحرب على أنها صراع عرقي وقبلي.
بالله عليكم ألا يستحي هذا المعتوه من استخدام مصطلح (الحواضن الاجتماعية) ذي الرائحة العنصرية الفائحة والطاغية؟!، ألا يخجل رجل يصف نفسه بالفقيه والعالم والشيخ أن يتبني لغة السفهاء والعوام والدهماء؟، ألم أقل لكم إنه “نتن”، وهذا التوصيف ليس من عندي بقدر ما هو مقتبس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العصبية القبلية ” دعوها فإنها مُنتنة”!، ولطالما لم يدعها عبد الحي يوسف، إذاً هو قذر ونتن ينطبق عليه الوصف أعلاه.
قال هذا النتن، بعد أن أورد جميع الأدلة الدينية (الشرعية) التي تمنع قتل المدنيين والأبرياء والنساء والأطفال وتحرم حتى قطع الأشجار المثمرة وتخريب المباني والمساكن والممتلكات حتى التي تؤول للكفار، وأورد أحاديث وروايات كلها تحرم وتمنع وتشدد على عدم التعرض للأبرياء، لكنه سرعان ما عاد بفتواه القهقري ووضع كل هذه الأدلة الشرعية التي أوردها بنفسه وراء ظهره ورماها في مكب النفايات، فقط لأن الفتوى متعلقة بضرب من سماهم هو وإخوانه الشياطين من جماعة الإسلام السياسي والفساد (الإخوان المسلمين) بالحواضن الاجتماعية للدعم السريع، فقال: “أما إذا حصل القصف مقصوداً به أولئك البغاة الظالمين (يقصد قوات الدعم السريع)، ومن لاذ بهم من يؤيدهم ويشجعهم (يقصد من سماها الحواضن الاجتماعية)، فقتل في ذلك القصف من لم يقصدوا به، فلا بأس، خاصة إذا علمنا أن الأسلحة المستخدمة في الحروب الحديثة لا تفرق بين صغير ولا كبير ولا بين رجل وامرأة”.
معنى ذلك، إنه يقول لقادة الجيش اقتلوا من تعتقدون أنهم “حواضن اجتماعية” للدعم السريع، نساء ورجال وأطفال دون هوادة، لا تأخذكم بهم رأفة وشفقة، رغم أنف الأدلة الشرعية التي أوردتها أنا (أي عبد الحي) في الفتوى، ورغم أنف الدين والأخلاق، ورغم أنف ما أوصى به الله ورسوله، ولا حول لا قوة إلا بالله، لقد بلغ الرجل من العته والطغيان والتعالي على القرآن والسنة، ما لم يبلغه أكفر الكافرين ولا ألحد الملحدين ولا أكذب المكذبين والكاذبين ولا كبير المنافقين ولا أسفه السفهاء، يا له من دموي قاتل نتن، لا علاقة له بالدين ولا الأخلاق، ولا يعنيه الذي بين دفتّى القرآن؛ وإلّا لتوقف عند الآية الكريمة ” ولا تزر وازرة وزر أخرى”.
هذا الكوز الدموي الفاسد وجماعات اللُحًى القذرة التي معه في تركيا، هم المصادر الجذرية لإنتاج الفساد والكراهية والعنف وتدفق الدم الذي ظل يسيل في بلادنا طوال السنوات الماضية، ومالم يتم القضاء على هذه النماذج الدموية الكريهة واقتلاعها من جذورها فلا حربا بلغنا ولا انتصاراً.