رغم الابتزاز الأرعن سنكشف ما يرغب الكيزان في اخفائه!
رغم الابتزاز الأرعن سنكشف ما يرغب الكيزان في اخفائه!
رشا عوض
عندما كان تفادي الحرب هو هدفنا الاعظم قبل اندلاعها، وعندما كانت ” لا للحرب” رايتنا منذ الطلقة الاولى وحتى الان ، كنا نعلم ان فاتورة الحرب يدفعها المدنيون الابرياء ولذلك فان الموقف الاخلاقي الصحيح هو نبذ الحرب ورفضها كالية لحل المشاكل السياسية بين ابناء الوطن الواحد،
المفارقة المضحكة المبكية ان البلابسة والكيزان في ذات الوقت الذي يرفضون فيه السلام ويعملون على افشال المفاوضات وينفخون في نار الحرب بأقصى طاقة لديهم، ينخرطون وبشكل جماعي بكل بجاحة وقوة عين ولزوجة مقرفة في مزايدات حول الانتهاكات! مزايدات مع من؟ مع سعاة السلام والديمقراطية!
الابتزاز الارعن والمنظم لهؤلاء السفلة لن ينجح في تحويلنا الى ببغاوات تردد انصاف الحقائق كما يرغبون!
الجذر الرئيس للانتهاكات هو الحرب وما تفرزه من واقع خصب للانتهاكات بكل صورها واشكالها خصوصا عندما تكون المؤسسة العسكرية بكل فروعها عديمة التربية الوطنية والوعي الحقوقي ولا تحترم كرامة المواطنين ومعتادة على الاستخفاف بحياتهم كما هو حال مؤسستنا!
الانتهاكات يرتكبها الطرفان ، انا شخصيا ليس في فمي ماء تجاه انتهاكات الدعم السريع من قتل لأبرياء أو نهب ممتلكات، وادينها جميعا بلا لجلجة وارشيفي حافل بإدانة انتهاكات الجنجويد في هذه الحرب ومنذ ان كانوا خطاً أحمر في عرف نظام الكيزان اساتذة حقوق الانسان الجدد بقدرة قادر! ويا لها من مسخرة!
ولكن ليس في فمي ماء تجاه انتهاكات الجيش في الماضي وخلال هذه الحرب، وعلى رأسها قصف الطيران للمستشفيات والاسواق ومنازل المواطنين في الخرطوم ودارفور والجزيرة، وما رأيناه حتى الان هو المناظر فقط! بكل اسف خطة الجيش والكيزان في مواجهة الدعم السريع هي دك المدن بما فيها ومن فيها بالطيران! بمعنى انهم من اجل قتل دعامي واحد لا مانع لديهم من قتل مائة أو أألف مواطن بريء! وسوف يركزون في القصف العشوائي على ما يسمونه الحواضن الاجتماعية للدعم السريع حتى تتعمق الكراهية ويتم تعبيد طريق الخيار الانفصالي في خاتمة المطاف! وهو خيار لن يتم الا بمجازر كبيرة لن يسلم منها اقليم في السودان غربا وشرقا وشمالا لان مخطط الكيزان لتحويل الحرب الى حرب عرقية تستهدف حواضن الدعم السريع ستكون له ردة فعل مماثلة تستهدف الحواضن الاجتماعية للجيش! وسيكون الاستهداف على اساس الهوية العرقية او الجهوية فقط لا غير!
المسخرة ان من يعملون ليل نهار على فرض هذا المصير المظلم على البلاد وشعبها لمجرد العودة الى السلطة يزايدون في مجال الانتهاكات! هل هناك انتهاك للشعب السوداني أكبر وأبشع من استمرار هذه الحرب!
هل من انتهاك وانحطاط وقذارة أكثر من حرمان شعب كامل من نعمة السلام وحبسه في جحيم الحرب واغلاق اي نافذة امل في ايقاف الحرب لمجرد عودة عصابة مأفونة للسلطة علما بانها حكمت ثلاثين عاما دون وجه حق الى ان تعفنت داخليا وفقدت مقومات الاستمرار بكل المعايير فسقطت بثورة شعبية انتظمت كل اقاليم البلاد؟!
وكم هو محير ان الانتهاكات يعلقونها في رقابنا نحن من لا نحمل في ايدينا سوى اقلامنا واوراقنا! الانتهاكات نتحمل مسؤوليتها نحن ليس بسبب عدم ادانتنا لانتهاكات الدعم السريع كما يزعمون، بل بسبب كشف الجزء الذي يريدون اخفاءه من الحقيقة المرة ممثلا في ان الجيش له انتهاكاته في الماضي والحاضر!
إذا احتل الدعامة منزل مواطن فهذا انتهاك يجب ان نتحدث عنه من الان حتى قيام الساعة!
أما إذا قصف طيران الجيش نفس المنزل وأدى ذلك الى هلاك اسرة كاملة كما حدث في امبدة السبيل امس الاول، وكما حدث مرارا في الفاشر وشرق وجنوب دارفور وخلف
مئات القتلى والمعاقين المدنيين فهذا ليس انتهاكا!
ويمتعض الضلاليون من عبارة “طرفي النزاع”.
غصبا عنكم وعن كذبكم ونفاقكم ندين طرفي النزاع لانهما السبب في الجزء الاكبر من انتهاكات الحرب!
الطرفان يتبادلان إطلاق القذائف المدفعية ضد بعضهما داخل مدن مأهولة بالسكان، عندما تقع دانة في منزل أو متجر، وعندما يصاب مواطن برئ برصاصة اثناء الاشتباكات هل هذا الموت والرعب بسبب طرف واحد ام هو نتيجة الحرب بين الطرفين؟ اليس هذا الموت المجاني وجحيم الخوف والرعب سببه الحرب وطبيعتها المتوحشة ولذلك لا خلاص للمواطن إلا بإيقافها!
إلى متى نظل نشرح في هذه البداهات ويأتي من يغالطنا بكل بجاحة في ان انقاذ المواطن من هذا الجحيم لن يتحقق بإيقاف الحرب والانخراط في مفاوضات سلام جادة، بل انقاذ المواطن يتحقق فقط بإدانة الجنجويد وشتيمة قحت وتقدم وتخوين كل من يقول لا للحرب لان خلاص المواطن وجنة نعيمه على الارض هي استمرار الحرب مائة عام!
والغريب عندما يموت الناس بقصف الطيران يتصدى اساتذة حقوق الانسان الجدد مدافعين ومبررين ويقولون ان هذه طبيعة الحرب والاخطاء واردة وغير مقصودة! ولكن رغم الموت وتقطيع اوصال البشر نتيجة لطبيعة الحرب لا يخجل هؤلاء السفلة من المطالبة باستمرارها ولو لمائة عام!
اما نحن اذا قلنا ان هذه الطبيعة المتوحشة للحرب التي تحصد ارواح الابرياء تحتم علينا المطالبة بإيقافها يصفوننا بالعملاء والخونة! كأنما هناك قضية وطنية مقدسة في هذه الحرب الاجرامية! وكأنها ليست مجرد صراع سلطة فاجر ومسعور لا يحمل للمواطن سوى القهر السياسي والافقار الاقتصادي!
مهما ردحوا واستفرغوا كل ما لديهم من مخزون البذاءة والسفالة ومهما استنفروا في هذه المعركة من مثقفين نافعين وما نافعين، ومن كيزان مستترين استنفروهم جماعيا في هذه الحرب لأنها أخر طلقة غادرة في خزنتهم ضد الثورة سنواصل اضاءة المشهد كاملا!
ندين شفشفة الدعم السريع ونهبه لممتلكات المواطنين وليس في فمنا ماء، ولكن بذات القدر ندين شفشفة الجيش للإغاثة وبيعها في الاسواق وندين أسواق صابرين الموازية!
والأهم من كل ذلك ندين كامل المؤسسة العسكرية التي انتجت ضباطا وجنودا يقتلون وينهبون ويقمعون المواطن ولكنهم يفشلون في حمايته! وهذه المؤسسة تشمل الجيش والامن والشرطة والدعم السريع! مؤسسة تحتاج الى اعادة بناء واعادة هيكلة واعادة تأهيل فني واخلاقي وهذا هو مربط الفرس!
لكن الضلاليين يريدوننا ان نردد معهم انصاف الحقائق لخدمة اغراضهم الدنيئة ممثلة في تحصين كامل المؤسسة العسكرية اس البلاوي من أدنى مساءلة بل تفويضها للحكم مجددا والزعم بان المشكلة الوحيدة للسودانيين في دنياهم واخرتهم هي الدعم السريع الذي هبط على السودان صبيحة الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣ من السماء ذات البروج، او خرج علينا من دور الاحزاب السياسية القحاتية! او انتجته مقالات رشا عوض!
العجز البنيوي في الجيش هو الذي ولد الحاجة للدعم السريع، وصراع السلطة بين اجنحة العصابة الكيزانية المأفونة هي سبب التمكين المؤسسي للدعم السريع تحت امرة جهاز الامن الكيزاني ثم القائد الاعلى للقوات المسلحة، وبالتالي لا يوجد اي منطق في ان تكون هذه الحرب رافعة سياسية للجيش والكيزان استنادا الى ان نظرية أن الجنجويد هبطوا من السماء وبمجرد اختفائهم من المشهد ستحل الازمة السودانية! مع العلم ان الجيش والكيزان حتى في هذه الحرب تحالفوا مع مليشيات موجودة اصلا وفرخوا مليشيات جديدة ومازالت رحم القوات المسلحة في عز خصوبتها!