دخول عش الدبابير
صلاح جلال
1
أعلن الفريق ياسر العطا قبل ثلاثة أسابيع في مقابلة تلفزيونية أنهم يعملون بجدية لنسج تحالف دولي جديد مناهض للغرب، وأن هذا التحالف سيقلب المعادلة الداخلية والإقليمية والدولية لصالح القوات المسلحة وكسب الحرب ضد الدعم السريع، معالم هذا التحالف التي اتضحت في عودة العلاقات مع إيران وتبادل السفراء بين الدولتين، وكذلك تطوير العلاقات مع جمهورية روسيا الاتحادية التي زارها الأسبوع الماضي وزير الدفاع اللواء ياسين إبراهيم وكذلك زيارة وفد روسي كبير لمدينة بورتسودان في ذات الوقت، وقد تحدثت مصادر عليمة عن زيادة عدد الوجود العسكري الروسي في مدينة بورتسودان، وتحدثت اليوم قناة الحدث التلفزيونية مع لواء بالقوات المسلحة الذي أكد أن قيادة الجيش ستمنح إيران وروسيا تسهيلات لوجستية على البحر الأحمر لخدمة القطع العسكرية البحرية للدولتين، هذه المؤشرات تؤكد ما ذهب إليه الفريق ياسر العطا في حديثه على تلفزيون السودان من بورتسودان بأنهم يعملون على خلق تحالف دولي جديد لمواجهة الغرب ودول الإقليم والحصول على السلاح والمعدات الحربية لدعم استمرار الحرب.
2
واضح من هذه التطورات أن الجنرالات في مصيف بورتسودان بعلم أو بدونه يستقطبون الأزمات، ويستدعون التوترات لتوسيع النزاعات الإقليمية والدولية التي لا تخدم مصالح السودان.
البحر الأحمر ممر مائي عالمي مهم وخاصةً لكل دول الخليج على رأسهم المملكة العربية السعودية ولجمهورية مصر، ويرتبط بالأمن القومي لهم، وأن زيادة الوجود الإيراني والروسي يزيد التوتر الدولي خاصة مع نشاط جماعة الحوثي المدعومة من إيران لوقف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخلق بؤرة عدم استقرار وتشكيل تهديد للتجارة العالمية التي يكون من بين المتضررين منها جمهورية الصين والهند وتأثيرها البالغ على تجارتهم الدولية مع أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، يسعى جنرالات بورتسودان بقصور وضمور خيال في معرفتهم الإستراتيجية *لكسب إيران وروسيا مقابل خسارة بقية دول العالم.
3
التاريخ يعيد نفسه في شكل ملهاة، لعبت قاعدة أم دافوق التي منحها نظام الإنقاذ لجماعة فاغنر الروسية بين العامين ٢٠١٧ إلى ٢٠١٩ والتنسيق مع جماعة سيلكا المسلحة لتغيير النظام في أفريقيا الوسطى لعبت هذه التطورات دوراً كبيراً في التعبئة الغربية ضد النظام خاصة من دول الترويكا بالإضافة ألمانيا وفرنسا نتيجة لها زادت حدة المقاطعة للبلاد، وبدأ تنسيق دولي لمواجهة التحديات لوقف مشاغبات نظام الإنقاذ على المسرح الإقليمي، فتشكل حلف دولي لوضع حد لهذه التهديدات، الآن التاريخ يعيد نفسه بسعي جنرالات بورتسودان للسير في ذات الحريق الخاسر متجسداً في عودة العلاقات الإيرانية وتطوير العلاقات الروسية ولعب كرة البحر الأحمر كتهديد للمصالح الغربية، مما يستدعي كل المخاوف الإقليمية والدولية.
حالة مرشحة للتصعيد والاشتعال ومزيد من اللعب الضاغط من المجتمع الدولي للحفاظ على التوازن الهش في البحر الأحمر.
4
ختامة
عودة العلاقات الإيرانية وتطوير العلاقات الروسية والتهديد بكرت البحر الأحمر في هذا التوقيت مقدمات لدخول الفريق البرهان لعش الدبابير برِجِله اليمين A recipe For Disaster ، ذات الجحر الذي لُدغ منه الرئيس المخلوع عمر البشير السؤال من يفكر للعساكر في بورتسودان؟؟ لا مصيبة أعظم وأفدح من الجهل
لا يبلغ الأعداء من جاهل
ما يبلغ الجاهل من نفسه